باحثة بيئية: النساء أكثر الفئات وعياً بمخاطر التغير المناخي

يتسبب تغيُّر المناخ في مجموعة واسعة من التأثيرات في كوكب الأرض، بما في ذلك موجات الحرارة، والتغيّرات في أنماط هطول الأمطار، والكوارث الطبيعية المتصاعدة مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات، كما يؤثِّر في النُّظم البيئية والتنوع البيولوجي والزراعة الصحة.

هندية العشيبي
بنغازي ـ
تعد ليبيا من ضمن الدول الأكثر تضرراً من آثار التغير المناخي في شمال إفريقيا، فالزيادات المتوقعة في ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة هطول الأمطار وارتفاع مستويات سطح البحر تهدد استدامة إمدادات المياه وتشكل خطراً على البلاد.
يعرف الطقس على أنه الحالة في منطقة ما لمدة زمنية قصيرة وهو الاضطرابات التي تحدث في طبقات الغلاف الجوي، أما المناخ أو التغير المناخي فهو التغيرات والتحولات طويلة الأمد في الطقس والتي تحدث في منطقة معينة وتؤثر على محيطها والأرض.
وحول ذلك قالت الباحثة والمختصة في الهندسة البيئية بأكاديمية الدراسات العليا منال كامل "لم تحقق ليبيا أي تقدم أو تطور في تنفيذ البرامج والاستراتيجيات اللازمة للحد من مخاطر التغير المناخي والتخفيف من آثارها، بما في ذلك التصحر والتلوث البحري وقطع الأشجار والغابات".
وأوضحت أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومن بينها ليبيا شهدت تغيرات مناخية خطيرة أدت إلى فقدان توازن الغلاف الجوي، وتغير في درجات الحرارة وتذبذب سقوط الأمطار، كإعصار دانيال بدرنة الذي تسبب بمقتل عشرات الآلاف من الأشخاص ودمر آلاف البيوت وجرف أحياء بالكامل من مدينة درنة إلى البحر.
وأشارت إلى أن ليبيا تفتقد بشكل كبير للمراكز البحثية اللازمة لدراسة آثار التغير المناخي والكوارث الطبيعة الناجمة عنه، رغم وجود العديد من الأبحاث التي حذرت من خلال دراسات مستقلة سابقة على خطورة التغير المناخي على ليبيا.
وحول إعصار دانيال وما تسبب به من دمار للشرق الليبي قالت إن الحكومة الليبية تفتقد الخبرة اللازمة لموجهة هذه التغيرات المفاجئة، كما تفتقد البلاد للخبرات الكافية لدراسة هذه الكوارث والتقليل من مخاطرها، كما لا تستطيع الكفاءات الليبية الموجودة من تقييم المخاطر البيئية الناجمة عن الإعصار، ما دفع السلطات للاستعانة بالخبرات الخارجية.
وعن دور النساء في التوعية بمخاطر التغير المناخي وخلال الكوارث الطبيعية والأزمات أكدت أن النساء من أكثر الفئات النشطة خلال الكوارث والأزمات، فلديهن القدرة على استيعاب الأحداث والتعاون وتبادل وجهات النظر مع الجميع للتخفيف من حدة هذه الكوارث "في إعصار دانيال معظم النساء في ليبيا نظمن نشاطات وأقمن شراكات محلية ودولية وأطلقن مبادرات للتوعية بمخاطر الإعصار، وشاركن في مساعدة ضحايا الإعصار من النازحين والأطفال والنساء والشيوخ والعائلات، وجمع البيانات بالإضافة لتقديم الرعاية الصحية للمصابين والجرحى"، مؤكدة أن "النساء هن رائدات البيئة وهن الأكثر وعياً بخطورة التغير المناخي".
وحول آثار التغير المناخي على البيئة بينت أنه "بالإضافة لارتفاع درجات الحرارة والغازات الدفيئة وأضرارها، تظهر مشكلة أخرى خطيرة تتمثل في نقص الموارد الطبيعية، والتلوث البحري الناجم عن مياه الصرف الصحي والمواد الصلبة والكيميائية والبلاستيك وغيرها من العوامل المؤدية لهذا التلوث".
وعن مخاطر قطع الأشجار واختفاء الغطاء النباتي في ليبيا مثلما حدث في غابات الجبل الأخضر، أوضحت أن الأشجار تعمل على امتصاص ثاني أوكسيد الكربون والغازات السامة بالجو، وقطعها يؤثر سلباً على الحياة والتنوع البيئي وانجراف التربة، وهذا يؤثر بصورة مباشر على النساء وخاصة الحوامل ويؤثر على قدرتهن على الانجاب وصحتهن الجسدية والنفسية، والإصابة بالأورام والأمراض الخبيثة نتيجة لهذا التلوث والتصحر.
ودعت السلطات المختصة في ليبيا إلى تشريع قوانين خاصة بالبيئة لحمايتها والحد من التلوث ومخاطره على البلاد، وتنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج والندوات وورش العمل التي تتناول أهمية نشر التوعية بمخاطر التغير المناخي.