انحباس الأمطار يؤثر على الأمن الغذائي للإنسان

يشهد العالم انقطاع نزول الأمطار في السنوات الأخيرة مما يؤثر بشكل كبير على الأمن الغذائي للإنسان ويعود ذلك لعدة أسباب

مركز الأخبارـ .
عادة ما يسبب التغيُّر المناخي الناتج عن الأنشطة البشرية انحباس الأمطار، فتأخر نزول المطر أصبح حديث العامة من الناس يتشارك فيه الصغير والكبير، وخاصة المناطق التي تعتمد في معيشتها على الزراعة.
 
الاحتباس الحراري الخطر الأبرز  
يؤثر الاحتباس الحراري على العديد من المواقع الجغرافية والأماكن في العالم، مما يسرع التصحر، كما أن البحوث العلمية بينت أن عدم انتظام هطول الأمطار يجعل من المناطق الجافة أكثر جفافاً.  
كما أنه يعمل على تغير أنماط نزول المطر وتغيير الطقس، وتوالي فترات الجفاف على المنطقة، في حين يجعل المناطق الأخرى أكثر رطوبة إضافة إلى حدوث عواصف قوية وفيضانات كثيرة.  
ويمدُّ المطر الذي يسقط بشكل قطرات ماء منفصلة على الأرض، الإنسان والحيوان والنبات وجميع الكائنات بالحياة. ولنزوله آثار إيجابية منها الحفاظ على التربة السطحية التي تعمل على إيقاف العواصف الرملية، فضلاً عن تنظيف الجو من الملوثات الطبيعية والكيميائية.
وبحسب الدراسات العلمية تم التوصل إلى "أن الاحترار العالمي يسبب زيادة احتمالية حدوث ثلاثة أعوام متتالية من الجفاف في المنطقة إلى ثلاثة أضعاف".
التأثير المباشر للأمطار يكون على الزراعة، وقد شكل تغيير موعد نزولها وتأخرها في الفترات الأخيرة حالة قلق، مما تسبب بمعوقات زراعية خاصة أن العديد من المناطق تعتمد في زراعة بعض المحاصيل على الأمطار.
وتؤثر الأمطار على استقرار الإنتاج الزراعي والحيواني على السواء كون الإنتاج الحيواني مرتبط بالزراعة، حيث يصعب على المواشي توفير الحليب لضعف التغذية وصعوبة توفر المراعي الطبيعية.
وينعكس تأخر أو عدم نزول الأمطار على الاقتصاد والمحاصيل الزراعية الذي يهدد الأمن الغذائي بشكل كبير، لذلك يتم ارشاد المزارعين إلى تغيير النمط الزراعي والتأقلم مع التغير المناخي بحيث يتم الاعتماد على الزراعة المروية التي تواجه صعوبات أخرى. 
وتشير بعض الدراسات إلى أن الأمطار المبكرة لها جوانب إيجابية في غسل التربة الزراعية من الأملاح، كما أن ندرة نزولها تؤدي إلى الجفاف الذي يؤثر على نمو الكائنات الدقيقة المفيدة في تحليل المواد العضوية للنباتات، والتي تحتاج إلى الرطوبة والحرارة كي تنمو.
ولابد من الأخذ بعين الاعتبار أن دخان المصانع ووسائل النقل، تسببت في تفاعل الرطوبة مع المواد الكيميائية من أكسيد النتروجين وثاني أكسيد الكبريت، الذي أثر بشكل سلبي على تغيير المناخ عند نزول المطر.
ومنذ بداية الثورة الصناعية في خمسينيات القرن التاسع عشر، وما رافقها من حرق للوقود وإزالة الغابات تسارع الاحتباس الحراري العالمي الذي يرتبط بزيادة مستويات الغازات الناتجة عن الأنشطة البشرية آنفة الذكر وهذه الغازات هي، غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز والغازات المفلورة من مركبات الكربون الهيدروفلورية ومركبات الكربون المشبع بالفلور وسداسي فلوريد الكبريت وثلاثي فلوريد النيتروجين.
 
تدابير لإنهاء هذه الظاهرة
تعتبر مسألة تغير المناخ قضية عالمية متعلقة بحقوق الإنسان، لا لكون تأثيرها المدمر على الحياة فقط، بل لأنها ظاهرة من صنع الإنسان الذي يستطيع التخفيف من حدتها أيضاً، فلها جوانب ضارة على الإنسان في الحياة سواء من ناحية الصحة أم الغذاء أم المسكن أم الماء ومختلف سبل الحياة.
ويشكل التباطؤ في إيجاد حلول وتدابير لإنهاء هذه الظاهرة خطراً كبيراً على الحياة، فالتغير المناخي يؤثر بشكل كبير على الطبيعة ويهدد سلامة مليارات الأشخاص المتواجدين على كوكب الأرض، بحيث تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يودي تغير المناخ بحياة 250 ألف شخص في السنة بين عامي (2030 ـ2050)، نتيجة الأمراض التي يسببها تغيير المناخ.
تعمل المنظمات المهتمة بالبيئة كمنظمة السلام الأخضر ومنظمة الصليب الأخضر الدولية ومنظمة أصدقاء الطبيعة وغيرها من المنظمات في الحفاظ على الطبيعة، وحماية الموارد الطبيعية من تقلبات المناخ وما يؤثر عليها سلباً.
بالمقابل لا تعطي حكومات الدول أهمية للجهود المبذولة من قبل المنظمات، ولكن حين انتشر فيروس كورونا منذ نهاية عام 2019، تم إلزام الجميع بالحجر الصحي، وكان الهدف من كل هذه الإجراءات هو الحد من انتشار الوباء، ولحقت بها توابع غير متوقعة منها تراجع مستويات التلوث وانخفاض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري تزامناً مع إغلاق المصانع والشركات وشبكات النقل.