تدريب وتمكين النساء اقتصادياً في مشغل بصمة حياة

بالرغم من الإمكانيات المحدودة في ظل تذبذب الوضع الاقتصادي في اليمن، افتتحت مؤسسة "بصمة حياة"

نور سريب

اليمن ـ بالرغم من الإمكانيات المحدودة في ظل تذبذب الوضع الاقتصادي في اليمن، افتتحت مؤسسة "بصمة حياة"، مشغلاً لتدريب وتمكين النساء اقتصادياً، وضع المشغل بصمته الخاصة في السوق المحلية في البلاد ولاقى إقبالاً واسعاً من قبل النساء.

"بدأ مشغل بصمة حياة للخياطة أول خطواته في أيار/مايو عام 2021، لم نكن نتوقع هذا الإقبال الكبير. بدأنا مشوارنا بخطوات صغيرة ولكن أثرها اليوم إيجابي ونشعر بالفخر تجاه ما حققناه رغم الإمكانيات المحدودة للمؤسسة". هذا ما قالته مشرفة مشغل "بصمة حياة" في بداية حديثها لوكالتنا.

تدريب النساء على مهنة الخياطة

قالت مشرفة مشغل "بصمة حياة" والمدربة الرئيسية فيه ذكرى علي "نسعى لمساعدة الأسر المنتجة التي تعمل في مجال الخياطة، ولدينا طاقم نسوي يعمل في هذا المجال، هدفنا الأساسي مساعدة النساء وإعطائهن فرصة للعمل والإنتاج ودعمهن لاكتساب مهارة وحرفة لتمكينهن اقتصادياً وتسهل عليهن مشقة الحياة الاقتصادية التي تعيشها البلاد".

وعن المعاناة التي تواجه النساء في الأسواق المحلية تقول "من المؤسف أنه يتم استغلال النساء في سوق العمل وعرض مبالغ رمزية عليهن لا تساوي الجهد المبذول ولا قيمة القماش المستخدم في خياطة القطع، فعندما تذهب النساء اللواتي تعملن بشكل خاص لعرض منتجاتهن في الأسواق المحلية والتجار يقابلوهن بمبالغ بسيطة جداً، لذلك أصبح المشغل ملاذاً للكثير من النساء حيث تفضلن عرض منتجاتهن مع منتجاتنا في المشغل بمبالغ مرضية وفارقة عن السوق لأننا نراعي الحالة الاقتصادية العامة لهن، ونتمنى من المهتمين دعمنا إعلامياً ومساعدتنا في الترويج عن منتجاتنا".

وأشارت إلى أنه "على الرغم من شح الإمكانيات والعدد المحدود لآلات الخياطة، إلا أن المشغل وضع بصمته الخاصة في السوق المحلية بعدن، حيث أنتجنا ملابس لعدة مدارس ما يزيد عن 500 بدلة مكونة من بنطلونات وقمصان، وملابس لموسم الأعياد للأطفال، وكان آخر إنتاج لنا ملابس لشرطة السير وملابس لشركات الحراسات الأمنية".

وفي ختام حديثها قالت "أصبح باستطاعتنا إنتاج الحقائب المدرسية وحقائب الزينة العصرية لحمل الكومبيوتر المحمول، وحقائب زينة بطراز يمني باستخدام قماش الزي اليمني المعروف بالستارة التي ترتديها النساء في صنعاء القديمة".

وبدروها قالت مروى مشتاق إحدى المستفيدات من التدريب في المشغل "حظيت بفرصة تدريب في مشغل بصمة حياة وهذه الفرصة ساعدتني على احتراف المهنة، وأصبحت أعتمد على نفسي وأعمل في منزلي على الخياطة وأصبح لدي مصدر دخل لي ولأولادي".

أما آمنة عمر وهي إحدى النساء العاملات في المشغل أوضحت أنها "بدأت العمل في المشغل في كانون الأول الماضي، اعتبر عملي في المشغل فرصة ساعدتني في الاستفادة من وقتي لتعلم مهنة أحبها، فقد سبق وعملت في مشغل بمدينة تعز قبل حرب 2015، وبعد النزوح إلى عدن عانيت وبحثت حتى وجدت فرصة العمل في المشغل وأتمنى أن يتوسع المشغل ليستوعب كل الباحثات عن عمل".

منتجات محلية بجودة عالية

ومن جانبها قالت الضابط الإداري في المؤسسة حنين علي "أسعى باستمرار للحصول على مشاريع تساعد في تمكين النساء ونوفر الدورات المتطورة للعاملين في المشغل، وهذا ساعدنا بأن نكون منتجين بجودة عالية وبأسعار منافسة مقارنةً بالسوق، وأيضاً أطلقنا مشاريع لدعم مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ومدارس الصم والبكم بالزي المدرسي".

وعن آلية التدريب والتأهيل قال رئيس مؤسسة بصمة حياة للأعمال الإنسانية خالد حسين "تمكن المشغل من تدريب أكثر من 300 امرأة في مدينة عدن على مدى الأشهر الماضية بشراكات مع جهات عدة، وحالياً يجري التعاون بيننا وبين مؤسسة أكون للحقوق والحريات لتدريب 20 امرأة، وبتمويل مؤسسة أكون سيتم دعمهن بمنح مالية ستساعدهن على شراء بعض الاحتياجات التي ستمكنهن اقتصادياً".