"قوت بيوتنا" أول مشروع لإنتاج الفطر المحاري في غزة
استطاعت الشابة الفلسطينية نغم غطاس إنتاج الفطر المحاري وتطوير مشتقاته لأول مرة في قطاع غزة، كما أنها تسعى إلى تمكين النساء اقتصادياً من خلال خلق مصدر دخل لهن في مشروعها.
نغم كراجة
غزة ـ وسط العديد من التحديات والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها قطاع غزة المحاصر استغلت الشابة الفلسطينية نغم غطاس الإمكانيات المتاحة لإنشاء مشروع متخصص في إنتاج الفطر المحاري لأول مرة في قطاع غزة تحقيقاً لاكتفائها الذاتي وتلبية لاحتياجاتها ومتطلباتها بسبب قلة فرص العمل وسوء الأوضاع الاقتصادية.
بدأت نغم غطاس البالغة من العمر ٣٨ عاماً خريجة كلية التعليم الأساسي قصة نجاحها بعد سنوات من البحث والسعي عن فرصة عمل في مجال دراستها؛ لتستطيع تحقيق استقلاليتها واستقرارها كما حلمت لكن الحظ لم يسعفها وبات الانتظار ميؤوس منه.
تقول نغم غطاس أنها بعد تفكير طويل قررت الخروج عن المألوف وتغيير مسار السعي في مجال آخر، ووجدت أن إنتاج الفطر المحاري شحيح في قطاع غزة "مشروع الفطر المحاري مستحدث وانطلقت مسيرته ونشأته حين أعلنت العمل به، وكانت الخطوة صحيحة عند اختيار مجال غير مسبوق في غزة"، لافتةً إلى أهمية الفطر باعتباره وجبة رئيسية يحتوي كمية كبيرة من البروتين ويستخدم في الغذائيات وله قيمة علاجية للكثير من الأمراض كالسكري.
وأشارت إلى أنها قبل ثلاثة أعوام استأجرت ورشة صغيرة جمعت فيها معدات بسيطة لتبدأ تجربتها الأولى بزراعة بذور المحار وأبصر حلمها النور ليصبح مشروعها الريادي الأول في القطاع "هذا النجاح استثنائي وبجهود فردية بعد رحلة من التحدي والمغامرة ولولا الإرادة والعزيمة لما تجاوزت العراقيل وحققت طموحي"، مضيفةً أنها أطلقت على المشروع اسم "قوت بيوتنا" كونه مصدر دخل لها.
وأوضحت أن عملية أنتاج الفطر المحاري تستغرق ستين يوماً من بداية زراعة البذور في سلال وحتى جني المحصول النهائي، مشيرةً إلى أنها تحرص على اتباع إجراءات السلامة المهنية أثناء تحضيرها وتعبئتها للمنتجات حفاظاً على صحة الزبائن.
وأضافت أنها سعت على تطوير مشروعها وتنمية نشاطها من خلال حصولها على مجموعة من التدريبات المكثفة ساعدها على ابتكار مستحضرات طبية ومواد تجميلية تقلل من المشاكل الصحية الخارجية والداخلية للنساء، لافتةً إلى أن منتجاتها لاقت إقبالاً كبيراً من الفئة المستهدفة "بالرغم من أن الإنتاج يدوي لكنه حاز على ترخيص وحقق ناجحاً باهراً ونطمح بإدخال التكنولوجيا في الأيام القادمة".
وأكدت أن مشروعها ساعدها على تحقيق اكتفائها الذاتي بعد سنوات من البطالة، كما أنه وفر فرص عمل لعدد من النساء والفتيات اللواتي بحاجة لعمل بسبب سوء الاوضاع الاقتصادية "لكل فتاة مهمة تقوم بها لإتمام المنتج النهائي ونحاول توسيع أنشطة المشروع لإتاحة فرص عمل لأكبر عدد من العاملات في الورشة لتوفير مصدر لهن"، منوهة إلى أن المشروع ينشط بالعاملات أكثر في موسم الشتاء.
وبينت أنها تعمل جاهدة على تطوير المشروع بأنشطة غير مسبوقة بها في القطاع حيث تجري العمل على إدخال الفطر في الإنتاج الزراعي والاستفادة من القيمة الغذائية له بعد تجفيفه وتحويل بقايا المحصول إلى سماد للتربة وعلف عضوي للمواشي، كما تعمل حالياً على ابتكار كبسولات من المحار لكمال الأجسام وتقوية المناعة ومرضى النقرس والسكري.
وفي ختام حديثها قالت نغم غطاس أنها تطمح إلى توسيع مكان المشروع وإدخال معدات حديثة وتشغيل أكبر عدد ممكن من العاملات؛ لتمكينهن اقتصاديا، وضمن خططها التطويرية القادمة وتسعى إلى إنشاء خط توصيل للمنتجات مكون من الفتيات بدلاً من الرجال حفاظاً على خصوصية النساء وخلق مساحة خاصة لهن عند استلام المنتج والاستفسار عنه.