"الكوخ الخشبي" بدأ بفكرة هدية وتحول إلى مشروع اقتصادي
لم تكن العقبة في أن تقف المرأة مكانها لا تحرك ساكناً بل في طمس قدراتها وطاقتها التي بوسعها فعل الكثير من الإنجازات من خلالها، فاستطاعت هبة النخالة أن تظهر للمجتمع بقالبٍ ريادي أخر لتتخطى البطالة
نغم كراجة
غزة ـ بعيداً عن مجال دراستها؛ لتنشغل في عالم من الإبداع دون النظر للمجتمع الذي يتطلع للمرأة حال عملها في حرفةٍ يُهيمن عليها الرجال نظرة دونية.
وعن عملها قالت هبة النخالة 27 عاماً التي تقطن في قطاع غزة وهي خريجة كلية الخدمة الاجتماعية لوكالتنا "بدأت فكرة المشروع بهدية، قررت أن أصنع لوالدي هدية كانت عبارة عن لوحة خشبية تحمل صورته بشكل غريب ومميز، وأبدى إعجابه بالفكرة ليقرر دعمي وتجهيز سطح المنزل وتحويله لكوخٍ خشبي بسيط وتجهيزه بالمعدات اللازمة وفجأة تحولت الفكرة إلى مشروع استفيد منه مادياً خصوصاً في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في غزة، ولم أتخيل يوماً أن أعمل في هذا المجال لكنني في منتهى السعادة حين أصنع قطع فنية وأنتيكا جذابة لتنال إعجاب الجميع إلى أن قمت بإنشاء صفحة أنتيكا هوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأدهشت العالم الخارجي وزاد الطلب".
وأضافت "فكرة العمل هي الاستفادة من البيئة الخضراء والخشب الطبيعي وتحويله إلى قطع خشبية ديكور، حيث أقوم باستخدام جذوع الأشجار وتقطيعها بشكل دوائر حلقية ولكن دون أن أقوم بإعادة تدويرها لتكون بشكلها الطبيعي ومن ثمّ أقوم بطلائها باللون البني الخفيف الذي يعطيها لمعاناً وأناقة، وهذا العمل يجعلني أقضي ثماني ساعات داخل الكوخ، فأنا لدي مهامي الخاصة التي أحب أن أتفنن بها حتى أتمكن من توصيل أعمالي إلى كافة المدن الفلسطينية".
وأوضحت "مشروع انتيكا هوم Antica Home بدأ من 3 سنين هو عبارة عن مشغولات يدوية بالخشب الطبيعي مثل المرايا، وصواني تقديم الضيافة، تحف فنية للاستفادة منها بشكل عام ويجعل شكلها يبدو أجمل بكثير مما كانت عليه في الخشب الخام". مشيرةً إلى أنه في البداية كان أصغر منتج لدينا هو تعليقة الباب المصنوعة من الخشب الطبيعي الزيتون ومن ثم تطور العمل إلى طقم ضيافة مصنوع بالكامل من الخشب الطبيعي إلى أن تمكنت من صناعة طاولة سفرة مصنوعة من الخشب الطبيعي بأنواعه، وحالياً عملي أونلاين ومنتجاتي متوفرة لدى أشهر المعارض في قطاع غزة، وأقوم بترويجها عبر صفحة خاصة بالمنتجات على الفيسبوك والانستجرام".
وعن الصعوبات التي واجهتها قالت "رغم أن المشروع بدأ يتطور كل فترة ويظهر للمجتمع على نطاق أوسع إلا أنني عانيت من عدة مصاعب أولها ضعف المال الذي جعلني لا أتمكن من شراء المعدات اللازمة التي تنجز العمل بشكل أسرع وأدق، ثانياً مشكلة الكهرباء وساعات وصلها وقطعها لم تكن مناسبة لي مما أثر على سرعة إنجاز الطلبيات وتسليمها في الوقت المطلوب، ثالثاً ارتفاع أسعار مستلزمات النجارة بين الحين والآخر نتيجة إغلاق المعابر مما يعيق أيضاً توصيل الطلبيات إلى المدن الفلسطينية، كما حققت نجاحاً باهراً بإعجاب وطلب دول الخارج من الأردن ومصر وتونس وغيرها للقطع التي أصنعها، لكن الفرصة لم تكتمل بسبب الحصار المفروض".
واختتمت هبة النخالة حديثها بالقول "شاركت في أكثر من 12 معرض، ومنتجاتي وصلت إلى تركيا، عملت أكثر من 650 قطعة خشبية في فلسطين، وأطمح لتوصيل منتجاتي إلى كل بيت فلسطيني، وأنشاء معرض أساسي للانتيكا الخشبية والديكور من ضمنها خشب الزيتون".