مشاريع اقتصادية مختلفة لتمكين المرأة ومكافحة الفقر

حتى قبل الحرب وسيطرة الفصائل المرتزقة وكان آخرها إرهابيي داعش ،عانت المرأة في إقليم دير الزور بشمال وشرق سوريا بشكل كبير من التهميش والعنف وسلب الحرية

أملي سلوم
دير الزور ـ .  
لسنوات اقتصر عمل النساء في دير الزور على الجانب الزراعي ولكن اليوم وفي ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تدير المنطقة منذ تحريرها من قبل قوات سوريا الديمقراطية في آذار/مارس 2019 انخرطت النساء في مجالات عمل متعددة.
وعملت ممثلات المؤسسات النسوية بجهد كبير لتثقيف النساء ودفعهن للعمل في مختلف المجالات، لتكون المرأة أكثر من ربة منزل، وإزالة التأثيرات السلبية التي جاءت مع سيطرة مرتزقة داعش على المنطقة. 
 
 
نجوى الحسين المسؤولة عن اقتصاد المرأة تقول لوكالتنا أن العمل في دير الزور جارٍ على بناء اقتصاد خاص بالمرأة لأن حريتها تبدأ من الانعتاق الاقتصادي "لدينا عدة مشاريع تهدف لبناء اقتصاد خاص وجدير بالمرأة كبيت المونة وفرن المرأة ومعمل المنظفات في الريف الغربي ومطحنة المرأة في الخط الوسط ولدينا أيضاً مشغل خياطة في الريف الشرقي".
وبينت أنه سيتم افتتاح مشروع مزرعة أبقار خلال الفترة القادمة للنساء اللواتي لا يحملن شهادات بهدف تشغيل أكبر عدد ممكن من الأرامل والمطلقات ليصبحنَّ فاعلات في المجتمع وأيضاً بهدف الاستفادة من مشتقات الحليب وبيعه في الأسواق "هذه المهن لا تحتاج إلى شهادات أو تحصيل علمي، والهدف منها تقوية المرأة وتحريرها ومساعدتها على تأمين قوت يومها وتربية أطفالها".
وبهدف تمكين المرأة ومنحها الخبرات اللازمة افتتح مجلس المرأة الشابة في إقليم دير الزور في عام 2019 مخبز آلي وبيت مونة وهو الأول في الإقليم، والذي تشرف عليه مجموعة من النساء.
 
 
فادية عواد مسؤولة عن لجنة المرأة في منطقة الكسرة وتشرف على العمل في بيت المونة، قالت إن العمل موسمي والمونة الشتوية لهذا العام جاهزة للبيع في الأسواق، مبينةً أهمية المشروع لمساعدة النساء وخاصة اللواتي لا معيل لديهنَّ "هدفنا من مشروع بيت المونة هو النهوض باقتصاد المرأة في إقليم دير الزور".
ويضم بيت المونة الذي افتتح في الخامس من حزيران/يونيو 2020، عدد من النساء اللواتي لديهنَّ خبرة في مجال حفظ الأطعمة والمونة، ويقمن بشراء الخضروات من السوق وتجفيفها وبيعها بسعر أقل، بالإضافة إلى صنع المربيات. 
 
 
تقول جوري الحسين وهي عاملة في بيت المونة أنهنَّ حضرنَّ كمية جيدة من المواد الغذائية، وهناك اهتمام كبير بالناحية الصحية والنظافة عند العمل وكذلك تناسب الأسعار مع الجميع والتي تكون أقل مما هو في السوق "هذا العام كانت كمية المونة أقل بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير".
 
 
أما زهرة الحسين (37) عاماً وهي من عاملات الفرن فأشادت بفرصة منح النساء عمل وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة "العمل صعب خاصةً أن المناوبات ليلية فعلى الخبز أن يكون جاهزاً للأهالي كل صباح، لكنه يبقى أفضل من الجلوس في المنزل دون عمل".