محطة... مشروع مقهى حقق الاستقلال الاقتصادي لأحلام خضرة

تأخرت عدة سنوات حتى استطاعت أحلام خضرة تحقيق فكرة مشروعها، لتكون بعد عامين من التفكير والتخطيط المحطة التي تقدم الجزء الأفضل في يوم زبائنها

رفيف اسليم
غزة ـ .
تحلم أحلام خضرة البالغة من العمر (41) عام منذ سنوات بإنشاء مقهى خاص بها لتحقق الاستقلال المادي، بعيداً عن تعقيدات الوظيفة وضغوطاتها، فكونها أم لخمسة أبناء تحتاج الكثير من الوقت لتعتني بأطفالها وهي كذلك مجبرة على أن تكون بالقرب منهم طوال الوقت، ومن هنا جاءت الفكرة.
براعتها في صنع الحلويات وابتكار المشروبات الساخنة والباردة التي يفضلها الجيل الشاب جعلتها تتجه لفكرة إنشاء مقهى كما قالت، لكن عدم توافر التمويل اللازم أخر تلك الخطوة لسنوات عدة، مشيرةً إلى أن إقامتها بالسعودية لعدة سنوات وسفرها لعدة دول جعلها تتقن صنع أنواع عديدة من الحلويات لا يعرفها السكان في قطاع غزة ولذلك فكرت في افتتاح مقهى خاص وتقديمها من خلاله.
توضح أحلام خضرة أنها بدأت بالتنفيذ الفعلي للمشروع منذ سنتين، بعد أن قامت بعمل دراسة جدوى للسوق وتأكدت من احتياجات السكان لتصل إلى نتيجة أن المشاريع التي تقدم الطعام هي الأكثر نجاحاً مقارنة بغيرها، مشيرةً إلى أن الخطوة التالية كانت البحث عن التمويل لتتقدم إلى أكثر من جهة بالطلب لكن دون فائدة، إلى أن منحها صندوق التمويل الفلسطيني مبلغ استطاع أن يغطي أكثر من نصف مصاريف المشروع.
ومن بين (400) مشروع تشير أحلام خضرة أن مشروعها وأربعة مشاريع أخرى هم من حصلوا على التمويل بعد عدة دورات ومقابلات وامتحانات عقدت للمتقدمات بالطلب مما جعلها تشعر بفخر على ما حققته من إنجاز، موضحةً أنها بعد أن حصلت على التمويل بدأت بالبحث عن المكان والتصميم الداخلي وقد استعانت بمهندس قدم لها عدة تصميمات لتختار التصميم الحالي أما عن الاسم فكان "Station" محطة بالعربية هو خيارها.
وعن اختيار الاسم تلفت أحلام خضرة إلى أن الحياة عبارة عن محطات كذلك اليوم مقسم لعدد آخر منها لذلك اختارت اسم مرتبط بالروتين اليومي لتكون هي المحطة التي تقدم الجزء الأفضل في يوم زبائنها، مشيرةً أنها تعتمد في طريقة التمويل على عنصرين أساسين أولهما الإعلانات الممولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والآخر هو تقديم ضيافة لأي شخص يدخل المقهى عبارة عن قطعة صغيرة من الحلويات ليجربها بنفسه ويحكم.
ولم تبدأ أحلام خضرة مشروعها عبر الانترنت "أونلاين" لأنها لمست مشكلة عدم الثقة اليوم بين المنتج والمستهلك لذلك قررت أن يكون لها مكان خاص يستطيع الزبون القدوم إليه وتذوق نوع الحلوى قبل الشراء مما حقق رواجاً لم تكن تتوقعه لمشروعها، منوهةً أنه ليس المشروع أو التجربة الأولى لها لأنها كانت من أوائل من عملوا في تجارة الملابس بغزة فكانت تشتري البضائع وتبيعها عبر الانترنت بالشراكة مع صديقتها.
كما أنها لم تقبل أن يشاركها أحد حسبما أوضحت أحلام خضرة لوكالتنا، لأن مشاكل الشراكة كثيرة ومن الممكن أن تضطر لإغلاقه حتى تتخلص منها بالإضافة لأن مشروعها صغير، لافتةً إلى أنها حتى اليوم لم تحصل على عائد مادي منه بل يبقى ما تجمعه من مال رهن لسداد الديون التي تكبدتها إثر شراء المواد الخام والمصاريف التشغيلية الأخرى من أجار مكان ومهندسين وعمال.
ويعمل مع أحلام خضرة اليوم في مشروعها شاب إضافة لأختها التي تساعدها في صنع الحلويات وإعداد وجبات الفطور الخفيفة التي يقدمها المقهى للزبائن إضافة إلى إعداد كعك الميلاد والأفراح وبعض الفطائر التي تطلب منها للمناسبات الخاصة، وتوفر لهم راتب في نهاية كل شهر، مضيفةً أن الكثير من الناس حاولوا أن يثنوها عن فكرة تنفيذ المشروع بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة لكنها كانت تدرك هدفها جيداً ولم تتخلى عنه.
وأشارت إلى أنها بدأت بتنفيذ مشروعها في وقت صعب بعد انتهاء العدوان الأخير على غزة في أيار/مايو الماضي، وقد رافق تلك الفترة شح في المواد الخام وارتفاع ثمنها سواء للمأكولات أو الأجهزة الكهربائية التي لا غنى عنها في أي مشروع مماثل لكنها بحسن إدارتها استطاعت تخطي المشكلة والمضي قدماً.
وترفض أحلام خضرة أن تنقص في جودة منتجاتها على حساب السعر لأن المستهلك في غزة ذواق ويلاحظ اختلاف المنتج عن الخارج خاصة أن منهم من سافر إلى دول الخارج لذلك تحاول أن يكون متوسط الأسعار في متناول الجميع، ملفتة أنها أرسلت جزء من منتوجاتها لمقاهي الجامعات كي يجربوها وكنوع من التسويق كون تلك الفئة هي الأكثر استهلاكاً لتلك المنتجات وستساعدها في العملية التسويقية من خلال نشرهم تجاربهم وأراءهم عبر حساباتهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وتحلم أحلام خضرة أن تقوم بتوسيع المقهى الخاص بها ليكون المكان أكثر راحة للزبائن الذين أصبحوا يتوافدون على المكان لتناول وجبة الإفطار وإتمام أعمالهم كما تطمح أن يكون هناك مكتبة مليئة بجميع موضوعات الكتب المتنوعة ليشغلوا وقت فراغهم، مشيرة أنها ستستقبل أيضاً منتجات النساء اللواتي لم يتمكن من فتح مشروع مماثل لمشروعها وستبيعها لهم ليتمكن من الحصول على مدخول جيد.