جهود لتمكين النساء في قطاع الزراعة

على الرغم من الظروف الصعبة التي تعاني منها أغلب الفلاحات في المناطق المعزولة والتي تزداد سوءاً؛ بسبب عدم تلبية مطالبهن بوسائل نقل آمنة والرفع في الأجور والضمان الاجتماعي والتأمين الصحي

نجوى راهم
الجزائر ـ ، لكن إرادتهن في العمل كانت نقطة تحول إيجابية مكنتهن من تخطي هذه الصعوبات لتصبح تجربة النساء الريفيات بالجزائر من أثمر التجارب الناجحة في القطاع الاقتصادي الخاص بالزراعة.
سجلت الفلاحات إنجازات بارزة في قطاع الزراعة خاصةً جراء الأزمة الصحية وذلك من خلال ضمان استمرارية الإنتاج الزراعي وولوج عالم الاستثمار والمقاولاتية وإنشاء حاضنات اقتصادية، حيث استفادت أكثر من 62 ألف فلاحة من وحدات تربية المواشي وتربية النحل والبيوت البلاستيكية الوجهة للزراعة المحمية حسب ما صرح به رئيس غرفة الفلاحة يزيد حمبلي لوكالتنا.
 
"التين الشوكي قوة زراعية لتمكين النساء اقتصادياً"
تحدثت لوكالتنا الفلاحة ونائبة رئيس الجمعية الوطنية لتنمية الصبار والجمعية الوطنية للمرأة والتنمية الريفية نظيرة أولبصير عن تكوين النساء في قطاع الزراعة وتمكينهن اقتصادياً قائلةً "أعمل على تطوير المرأة الريفية في عدة مجالات خاصةً القطاع الفلاحي وبعض النشاطات المصغرة التي تستطيع المرأة العمل عليها داخل وخارج منزلها".
وأضافت "أرافق الريفيات في المجال الزراعي وأساعدهن في إعادة تحويل النباتات إلى منتوجات ذات قيمة عالية، ليستطعن التعامل معها بسهولة على سبيل المثال التين الشوكي النبتة التي أطلقنا من خلالها عدة مشاريع بالإضافة إلى التعاون مع شركات أخرى كالغرف الفلاحية والمعاهد المتخصصة في الفلاحة".
ونوهت إلى أن "كل امرأة ريفية لها خصوصياتها وعلى سبيل المثال المشاريع الخاصة بالفلاحة تحتاج لبطاقة فلاح أو قطعة أرض تعمل فيها، ولكن هناك بعض المشاريع الأخرى التي تستطيع النساء العمل عليها دون شرط حيازتها على قطعة أرض حيث يمكنها العمل على مشروع تربية النحل".  
وأوضحت أنهم يأخذون بعين الاعتبار في التكوين خصوصية النساء الريفيات وكامل النشاطات التي يمكن للمرأة الريفية القيام بها من المنازل، "بالنسبة للنساء الأكثر حرية في التنقل والحاصلات على أراضي فلاحية ومشاريع صغيرة فنحن نعمل على اختيار هذه الفئة من أجل تمكينهن كرائدات أعمال؛ تشجيعاً للنساء الأقل تكويناً في قطاع الفلاحة لأن تمكين المرأة لا يشترط الخروج فنحن من ننتقل لتكوين المرأة في مشاريع تنموية مستدامة، ولهذا اعتمدنا في التكوين على المشاريع التضامنية".
وأكدت نائبة رئيس الجمعية الوطنية للتين الشوكي نظيرة أولبصير "أن النساء متمكنات منذ القدم في قطاع الزراعة فأصل العمل الفلاحي في بيت العائلة محصور بين النساء والأطفال، حيث يعمل الاثنان في الأرض قبل الرجل؛ لأن وظيفة الرجل كانت محصورة في التسويق، أما الآن فهناك الكثير من النساء المتمكنات لتسويق وعرض منتوجاتهن لهذا يجب عليهن المثابرة والبحث عن كافة وسائل المساعدة في القطاع الفلاحي، فهناك الكثير من المنظمات التي تساعد النساء على فتح مشاريع تنموية، كما يجب على النساء التنظيم في جمعيات ومجموعات لتسهيل الحصول على دعم وتمويل لتطوير مشاريعهن".
 
 
"النساء الريفيات يعانين من مشكلة التسويق لمنتوجاتهن" 
وحول تمكين النساء في القطاع الفلاحي تتحدث المدربة وصاحبة الشركة المصغرة "طرارة" بولاية تلمسان نبيلة بن عربية "هدفي تكوين النساء الريفيات للاستفادة من الثروات الغابية الموجودة أمامهم سواء النباتات الطبية أو العطرية الموجودة في محيطهم من أجل الاستغلال الجيد لهذه الثروات".
وتكمل "قمت بتدريب  16 امرأة ريفية بزبوجة بولاية الشلف على كيفية تحويل التين الشوكي أو صناعة الزيوت الطبيعية والطبية، لاحظت أن النساء يقمن بتقطير زيت الضرو، ولكن  أغلبية النساء يضعن هذا المنتوج الطبي في علب غير صحية مما يفقدها فائدتها، فقمت بتكوينهن في مجال المقاولاتية الريفية وتعليب السلع وطريقة تقديمها باحترافية من أجل إعطاءه بصمة خاصة للتعريف بالمنتوج والتسويق له بطريقة أفضل وذلك لجذب المشتري ومعرفته لقيمة المنتوج".
وأضافت "يجب العمل على خلق تعاونيات للنساء الريفيات في الشلف وسكيكدة وبجاية وتيموشنت وتلمسان، من أجل العمل على خلق تعاونيات محلية وصولاً إلى تعاونية وطنية تجمع بين النساء الريفيات وتشبك العلاقات فيما بينهن، كما يجب الاستفادة من الثروات الصحراوية دون نسيان النساء الصحراويات المهمشات لما تحتويه المنطقة من نباتات طبية يمكن استغلالها كمكملات غذائية".
وتبين المشكلة الكبيرة التي تعاني منها النساء الريفيات "المشكلة الحقيقية بالنسبة للنساء هي التسويق وذلك لعدم وجود شبكة كبيرة تجمع النساء لصعوبة التنقل وعدم معرفتهم بأساسيات التسويق والإنتاج في المدن الكبرى".
 
 
"كرين لايدي تعاونية فلاحية لتكوين الفلاحات" 
تقول رئيسة تعاونية كرين لايدي green lady بقرية قرباز صنهاجة بسكيكدة جوادي فطيمة أن التعاونية تعمل على خلق تكوينات وفرص لتعليم النساء الريفيات أساسيات التسويق والترويج لمنتوجاتهم، بالإضافة إلى إعادة التأهيل للحصول على قروض وماكنات عمل خاصة بالأراضي الزراعية التي يعملون بها.
أما عن المشاكل التي تعترض النساء الريفيات في مجال التكوين والتمكين في قطاع الزراعة والتي اعترضت مشروعهم الذي تم إطلاقه بالتعاون مع مديرية الغابات العامة وتم تمويله من قبل منظمة الأمم المتحدة الإنمائية لاستخلاص التين الشوكي والمنتوجات الفلاحية والصابون والكريمات هي عدم قدرة النساء الريفيات على التسويق وتشبيك العلاقات مع الشركات والزبائن وهذا ما يشكل عائقاً في الترويج للمنتوج.
 
 
"المرأة الريفية تمتلك أنامل من ذهب" 
تمتلك المرأة الريفية أنامل من ذهب تستطيع من خلالها الدخول إلى عالم السوق والاندماج في عدة مشاريع صناعية، مما يسمح لها في تكوين مؤسسات مصغرة، تساهم في رفع عجلة الاقتصاد وضمان ديمومة التنمية المحلية والوطنية، حسبما صرحت به رئيسة جمعية أنامل المرأة الريفية بخنشلة زليخة خوني
وقالت "من أهداف جمعيتنا هي تكوين المرأة الريفية المهمشة، فلاحة كانت أو ماكثة في البيت، لذا قمنا بتأسيس الجمعية عام 2018 من أجل استعادة حقوق النساء الريفيات وإعادة إدماجهن في السوق".
وأضافت "علمنا 20 امرأة ضمن مشروع تعزيز قدرات المرأة الريفية في بلدية خيران كيفية صناعة المربى من خلال إعادة تطوير قدراتها، ودورة تكوينية في التسويق وكيفية تسيير مؤسسة مصغرة وكيفية الحصول على بطاقة فلاح، بالإضافة إلى شراء عتاد بسبب بعد المناطق الريفية عن بعضها، كما كونا 10 ريفيات في مجال صناعة التفاح ومنتوجاتهم لتسوق في أكثر من 16 ولاية".