في وان صاحبة المتجر التي تعمل منذ 20 عاماً وعلى وشك الإفلاس: لن أسامحهم

أثرت الأزمة الاقتصادية التي اشتدت في تركيا في العامين الماضيين والتي تظهر نفسها أكثر فأكثر هذه الأيام على الشركات الصغيرة

قالت التاجرة فلكناز كارابولاك إنها لا تستطيع إحضار الخبز إلى منزلها بسبب الأزمة الاقتصادية، وإنها لن تسامح أولئك الأشخاص الذين تسببوا في هذا الوضع، وبينت إنها تحاول الصمود ومحاربة هذه الأزمة من خلال عدم إغلاق متجرها.
 
مدينة مامد أوغلو
وان ـ . صرّح أصحاب المتاجر الذين تفاعلوا مع الأزمة وارتفاع العملة الأجنبية وخرجوا إلى الشوارع، أنهم وصلوا إلى مرحلة أغلقوا فيها متاجرهم بسبب عدم قدرتهم على شراء المنتجات. كما تنهي النساء التاجرات اللواتي يمثلن الوجه غير المرئي للأزمة اليوم قرابة شهرين دون بيع أي شيء. فلكناز كارابولاك التي تدير محلاً صغيراً يسمى "الخياطة رابية"، هي أحد صغار التجار الذين نالوا نصيبهم من هذه الأزمة. بينت أنها تعمل في الخياطة منذ 20 عاماً، وهذه المرة الأولى التي تمر فيها بمثل هذا الوضع السيئ، وبدأت حديثها بمقولة "لن أسامحهم".
 
"إبقاء المتجر مفتوحاً يلحق بي الضرر"
بينت فلكناز كارابولاك إنها تمكنت من إعالة أطفالها وتعليمهم من العمل الذي تقوم به منذ20 عاماً، وقالت إنها لم تعد قادرة على تدبر معيشتها منذ شهرين بسبب ارتفاع الأسعار. وذكرت أنها لا تستطيع تحمل نفقات الطعام أو إعالة أطفالها لأنها لم تعد تعمل، "لا يمكنني دفع مصاريف أطفالي عندما يذهبون إلى المدرسة. لم يعد بإمكاننا التجارة أيضاً. في معظم الأيام، أذهب إلى المحل وأعود في المساء إلى المنزل دون أن أقوم بأي عمل. استأجرت المنزل الذي أسكنه ولم أعد قادرة على دفع أجاره أيضاً. قبل بضع سنوات كان لدينا دخل حتى وإن كان ضئيلاً. أما الآن كل دقيقة يبقى فيه هذا المتجر مفتوحاً يلحق الضرر بي. لماذا، لأنني لا أجني ربحاً، وعلى العكس أخسر مصاريف الكهرباء والإيجار أيضاً".
 
"يومي ينتهي دون القيام بأي عمل"
أوضحت فلكناز كارابولاك إنهم وصلوا إلى مستوى إغلاق محلاتهم بسبب الأزمة، وأضافت أن التجار الآخرين لم يكونوا في وضع مختلف. ولفتت الانتباه إلى الظروف التي يعيشونها قائلةً "بالنسبة للملابس فإن ثمن كل قطعة ازداد بنسبة مائة بالمائة. فقد أصبح ثمن ما اعتدنا على شرائه بـ 40 ليرة تركية إلى أكثر من الضعف الآن. لا يمكننا شراء الملابس ولا التجارة. نأتي إلى المتجر في الصباح الباكر ونقول ماذا سيحدث ونعود إلى المنزل في المساء مرة أخرى دون أي يحدث شيء. هذا الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للنساء. فنحن نتعرض للتعذيب في المنزل، ونعيش في بؤس هنا. أعود إلى المنزل وأقول ربما يأتي أحد العملاء إلى المتجر فأقوم بواجباتي المنزلية بسرعة، لكن عندما أتي إلى المتجر أنهي يومي دون القيام بأي عمل".
 
"إنهم ينتظرون أن نموت جوعاً"
لخصت فلكناز كارابولاك حياتها المهنية التي استمرت 20 عاماً بالكلمات التالية "أنا أعمل من أجل أطفالي حتى لا يعيشوا مضطهدين كما عشت أنا، ولأشعر بالراحة"، ودعت إلى حل للأزمة. وأوضحت أن عملية العودة إلى الوضع السابق يجب أن تكتمل قبل أن يفلس جميع التجار، "نحن أمهات مضحيات. نريد لأطفالنا أن يعيشوا حياة مريحة، لكن هذا لا يحدث أيضاً. أنا لن أسامح أولئك الأشخاص الذين يفعلون هذا بنا. يجب أن تعود الأسعار كما كانت من قبل، لنستطيع شراء المنتجات والقيام بعملنا. سينتظم عملنا وتنتهي هذه الأزمة. لم أستطع إنقاذ حياتي، لكنني بدأت السير في هذا الطريق لإنقاذ حياة أطفالي. لكن الآن لا يمكن للتجار ولا الناس أن يرتاحوا بسبب هذه الأزمة. إلى أي مدى سيذهب هذا؟ هل ينتظرون أن نموت جوعاً؟ إذا حدث ذلك، فلن يتمكن الناس حتى من شراء الخبز اليابس".