بلدة السوسة من أشهر المناطق بزراعة أشجار الرمان

تعمل النساء بشكل أساسي على جني محصول الرمان الذي تشتهر به بلدة السوسة الواقعة في الريف الشرقي لدير الزور بشمال وشرق سوريا

زينب خليف                            
دير الزور ـ ، ويتميز انتاجها على الصعيد المحلي بجودة الثمار وحلاوة طعمها ولونها الأحمر القاني.  
تلجأ العديد من العائلات في بلدة السوسة للزراعة كمصدر دخل لها، ومع قلة فرص العمل بمجالات أخرى تفضل النساء العمل في بساتين عائلاتهن أو ضمن ورش في بساتين القرى المحيطة لتأمين احتياجات أسرهن. 
اعتدال عادل العيسى (40) عاماً من سكان بلدة السوسة قالت إنها تعمل في جني الرمان منذ سنوات، حيث تعتمد معيشتهم على العمل في البساتين والفلاحة، وأن عملها هذا يؤمن احتياجاتهم المعيشية ومتطلبات أطفالها.
بدأت النساء في بلدة السوسة منذ نهاية أيلول/سبتمبر بجني المحصول ويستمر لشهر تقريباً، حيث تبلغ مساحة الأراضي المزروعة نحو 50 ألف دونم، حوالي 10 آلاف منها مزروع بأشجار الرمان.
وتتم سقاية الرمان كل 15 يوم تقريباً، وتبلغ التكاليف التي تصرف على موسم الرمان حوالي 3000 ل.س على الدونم الواحد حيث يحتاج لأسمدة ومازوت وأدوية وماء، "يتم عزل الرمان حسب حجمه فمنه الكبير والمتوسط ومنه الصغير، ويختلف سعره تبعاً لذلك".
لا يخلو منزل في بلدة السوسة من أشجار الرمان "نهتم بشكل كبير بموسم جني الرمان، رغم أن العمل شاق وتواجهنا العديد من الصعوبات أثناء قطافه".
زراعة الرمان معروفة منذ زمن بعيد في بلدة السوسة وإنتاجه الوفير يغطي احتياجات عدد كبير من الأسر كما قالت "يساعد نساء المنطقة على إعالة أسرهن".
حول ضعف انتاج الرمان خلال السنوات الماضية بينت أن ظروف الحرب أثرت بشكل كبير عليهم "كانت الشجرة الواحدة تنتج من 70 إلى 100 كغ، لكن خلال سنوات سيطرة داعش على المنطقة نال العطش من الأشجار وقلة الرعاية بعد تهجير أغلب أصحاب البساتين من المنطقة، كما قطع المرتزقة المئات من أشجار الرمان وحرقوها الأمر الذي أثر سلباً على الإنتاج حيث تراجع إلى النصف تقريباً وأصبحت الشجرة الواحدة تنتج ما بين الـ 40 الى الـ 60 كغ فقط".
وبعد عودة الأهالي إلى القرية كانت البساتين في حالة يرثى لها "بدأ المزارعون بإعادة تأهيل بساتينهم واقتلاع الأشجار المحروقة وزراعة بدائل عنها". 
يستفيد أهالي بلدة السوسة من الرمان في الصناعات المنزلية كدبس الرمان والعصائر التي تحفظ للشتاء إضافة لتناول حباته "من الأفضل تناول الرمان طازجاً، كما أننا نحتفظ بعصيره، أو نبيعه، ونصنع دبس الرمان للمنزل وللبيع كذلك".
رشا المحمد (35) عاماً تصنع دبس الرمان وتقول عن طريقة صنعه "بعد إخراج الحبات وعصرها في آلة خاصة يصفى العصير بقطعة من القماش مرتين للتأكد من خلوه من الشوائب". وترى أن صنعه دون إضافات أفضل ليحتفظ بطعمه الأصلي "بعض العائلات تضيف السكر أو ملح الليمون أو الماء لكننا نفضله دون إضافات ليحتفظ بلونه القاني".
وعن فوائد الرمان واستخداماته قالت "نتناوله لعلاج مشاكل القولون والمعدة كما أنه يفيد الصدر ومصابي الربو، ويعالج الإسهال ويطرد الديدان المعوية ويساهم في علاج التهاب الحلق وتنظيم عمل الجهاز الهضمي وتخفيف الغثيان والصداع".