"أحلام صغيرة"... 63 امرأة تحققن اكتفائهن الذاتي من خلال المشاريع الصغيرة

"أحلام صغيرة"، مجموعة تتألف من 63 امرأة، في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، تمتلك كل واحدة منهن مهنة في مجال الأعمال اليدوية والغذائية

ليلى محمد

قامشلو ـ "أحلام صغيرة"، مجموعة تتألف من 63 امرأة، في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، تمتلك كل واحدة منهن مهنة في مجال الأعمال اليدوية والغذائية، وتعملن على تأمين دخل خاص بهن، وتحسين اقتصاد عائلاتهن. 

تقول المشرفة على مجموعة أحلام صغيرة فاطمة خليل بدأنا بتكوين هذه المجموعة في عام 2011 "عندما افتتحنا المعرض الأول الخاص بنا كانت مجموعتنا مؤلفة من 13 امرأة بينهن مطلقات وأرامل، كن بحاجة إلى العمل لكسب المال لتربية أبنائهن وتأمين احتياجاتهن"، مبينةً أنها أطلقت الاسم على المجموعة "لبث التفاؤل فلكل امرأة من بيننا حلم ربما يتحقق عن طريق هذه المجموعة".

وتابعت "في تشرين الثاني عام 2011 زاد عدد النساء ضمن المجموعة ليصبح عددنا 46 امرأة، تعمل كل واحدة منا على أشياء مختلفة في مجال الأعمال اليدوية، فمنهن من تعمل على حياكة الصوف والتطريز، وبعضهن على صنع المناظر والسلال من القش والكرتون، والبعض الآخر منهن تعملن على صنع المونة الشتوية، بالإضافة إلى أن هناك فتيات وطالبات تقمن برسم لوحات صغيرة وتعرضنها في معارضنا، فمجموعتنا تحوي نساء يمتلكن موهبة في مجال الأعمال اليدوية"، مشيرةً إلى أن المجموعة تعمل على صقل مواهب العديد من الفتيات.

وعن تطور العمل الذي بدأ منذ أكثر من 10 سنوات بينت أن "هناك فرق كبير بين عملنا في البداية وعملنا الآن، ففي السابق عانينا كثيراً من انقطاع الكهرباء، إلى جانب ذلك لم يكن بمقدورنا شراء مستلزمات العمل، نتيجة ارتفاع الأسعار، ولم نكن نتلقى أي دعم مادي أيضاً، ولكن بعد فترة من بداية عملنا، وقبل افتتاح معرضنا الأول انطلقت حملة تحت اسم 'أنا أساعد' تلقينا من خلالها مبلغ ساعدنا في شراء مستلزماتنا، إضافة إلى ذلك قدمت لنا جمعية تعاونية دعماً مادياً، وهذا ما ساعدنا على تقديم أفضل ما لدينا في معرضنا الأول، الذي كان له صدىً كبير في مدينة قامشلو وعدة مناطق".    

وتابعت "بعد معرضنا الأول الذي حقق نجاح كبير، تلقينا دعماً وتشجيعاً واسعاً لنستطيع التقدم أكثر من ذلك"، مشيرةً إلى أنه "لكل امرأة من بيننا حلم ترغب بتحقيقه فالخياطة تتمنى أن تمتلك ماكينة حديثة، والتي تعمل على حياكة الصوف حلمها أن يتبنى أحد مشروعها، والرسامة ترغب أن تفتح لها دورة مجانية، ونحن بدورنا كمشرفات على مجموعة أحلام صغيرة سنسعى إلى تحقيق حلم كل امرأة".

 

 

من الأعمال التي تقوم بها مجموعة أحلام صغيرة هي صنع المناظر من عدة أشياء كالكرتون والاسفنج وغيرها، وصنع الأقواس والملاقط لتزيين الشعر، وحياكة الصوف والتطريز، تقول فاطمة خليل "نتلقى طلبات كثيرة خاصةً في أوقات افتتاح معارضنا، أو مشاركتنا في المهرجانات والمعارض، ففي آخر معرض شاركنا فيه تلقينا طلبات كثيرة على السلال المزينة، وكل ما يتعلق بالزي الكردي الفلكلوري، نظراً لأن افتتاح المعرض تزامن مع عيد النوروز"، مشيرةً إلى أن تلقي الطلبات والتواصل مع الزبائن يتم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي.

مجموعة أحلام صغيرة لا تمتلك مكان أو صالة أو ورشة لتجتمع فيها النساء، لذلك يصعب عليهن الاجتماع مع بعضهن البعض، إذ تقول فاطمة خليل حول هذا الوضع "تعمل كل واحدة منا في بيتها، ويتم التنسيق فيما بيننا لنلتقي في دكاني كل فترة. رغم مساحته الصغيرة فهو يرحب بجميع عضوات المجموعة".

وفيما يتعلق بكيفية تأمين مستلزمات العمل بينت أن "تتوفر غالبية مستلزمات العمل في مدينة قامشلو، ولكن يصعب إيجاد البعض منها كخيط الكليم والقش، وهي باهظة الثمن لأنها تأتي عن طريق الشحن، إضافة إلى أنها تأخذ وقتاً حتى تصل إلينا".

وقالت في ختام حديثها أن من ضمن الخطط المستقبلية التي تسعى مجموعة أحلام صغيرة إلى تحقيقها هي جعل هذه المجموعة كمشروع أو جمعية وزيادة عدد المنضمات إليها.  

تقول غادة حاج حميد من مدينة دير الزور وإحدى نساء مجموعة أحلام صغيرة "كانت المجموعة مشروع صغير عندما انضممت إليها، ولكن افتتاحنا للمعرض الأول طور من عملنا، وطموحنا أيضاً"، مضيفةً "في البداية كنت أعمل على نسج الصوف وخيط الكليم، ولكني أردت أن أطور نفسي بشكل أكبر، فقررت أن أصنع الألعاب بطريقة النسج بالصوف، فالمعرض الذي شاركنا فيه أعطاني أفكار جديدة، وأتاح لي الفرصة لعرض أعمالي وتشجعت لتقديم أعمال أكثر".  

وأضافت "تخرجت من معهد الفنون النسوية ومن ذلك الوقت عملت بالنسج ولكن على المستوى العائلي، ولكن بعد الأوضاع التي مررنا بها وبعد تعرفي على مجموعة أحلام صغيرة أصبح لدي طموح لأوسع عملي وأرى ما المفضل أكثر عند الناس"، مبينةً أنها تستفيد من المردود المالي لمساعدة أسرتها في دفع المصاريف المنزلية "أساعد عائلتي من المال الذي أكسبه من عملي".

ووصفت غادة حاج حميد مجموعة أحلام صغيرة بـ "العائلة"، مشيرةً إلى أن "التعامل فيما بيننا سلس للغاية، وهذا ما جعلنا نشعر بأننا أخوات، نتلقى من بعضنا البعض النصائح. أتمنى لمجموعة أحلام صغيرة أن تتطور وتنتشر في كافة المناطق".

ومن جانبها بينت منى الأحمد من مدينة قامشلو أنها تعمل في مجموعة أحلام صغيرة على حياكة الصوف التي تعتبرها هواية تعلمتها بنفسها منذ الطفولة، "كمجموعة هدفنا الأول والأخير هو زيادة عملنا وتطويره الذي يعد مصدر دخل خاص بنا، يساعدنا في تلبية احتياجات عوائلنا".  

وأشارت منى الأحمد إلى أن "الطلبيات قليلة جداً على الصوف نظراً لاقتراب فصل الصيف بالإضافة إلى غلاء الأسعار الذي أصبح سبباً في ضعف الطلبيات، ولكننا نملك الأمل والتفاؤل دائماً بأن كل شيء سيصبح أفضل من السابق"، مختتمةً حديها بالقول "نتمنى أن يتطور العمل في مجموعة أحلام صغيرة بشكل أكبر، وأن تتحقق أحلام كافة النساء اللواتي تعملن ضمنها".