وحدات حماية المرأة أول قوة نسائية فاعلة تحمي المرأة وتدافع عن قيم المجتمع
بدءاً من النساء الكرديات اللواتي حاربنَّ مفاهيم المجتمع الخاطئة، وحملنَّ السلاح إلى النساء العربيات والتركمانيات والسريانيات اللواتي وجدنَّ في المرأة الكردية مثالاً يحتذى به
سناء العلي
مركز الأخبار ـ بدءاً من النساء الكرديات اللواتي حاربنَّ مفاهيم المجتمع الخاطئة، وحملنَّ السلاح إلى النساء العربيات والتركمانيات والسريانيات اللواتي وجدنَّ في المرأة الكردية مثالاً يحتذى به، انخرطت النساء في الثورة، وحاربنَّ التنظيمات الإرهابية التي حاولت السيطرة على المنطقة. حملنَّ السلاح وحاربنَّ رغماً عن العادات والتقاليد البالية ورغماً عن المجتمع الأبوي.
في مختلف أنحاء العالم ظهرت العديد من التشكيلات العسكرية الخاصة بالمرأة، منها ما كان مستقلاً ودافع عن قضايا المجتمع والمرأة، ومنها ما كان تابعاً للسلطة ومصالحها. المقاتلات في وحدات حماية المرأة كنَّ وريثات للنساء الثوريات اللواتي ناضلنَّ دائماً في وجه الاستغلال والعبودية في جميع أنحاء العالم.
وحدات حماية المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا استطاعت تغيير الصورة النمطية للتنظيمات العسكرية النسائية، فالمقاتلات تقدمنَّ معارك تحرير المدن والقرى من مرتزقة داعش، حملنَّ السلاح، ولم يحاربنَّ الأعداء فقط بل حاربنَّ الذهنية الذكورية المتغلغلة في تفاصيل الحياة.
عسكرة الثورة السورية واستهداف المرأة
لا يمكن الحديث عن وحدات حماية المرأة بمعزل عن الأحداث الدامية التي شهدتها سوريا خلال العشرة أعوام الماضية، بعد أن تحولت الثورة التي انطلقت في ربيع عام 2011 إلى مواجهات عسكرية جراء القمع الممارس من قبل قوات النظام. واستغلال العديد من الدول هذا الوضع وتأجيجه فدخلت على خط الحرب التي تحولت فيما بعد إلى أزمة، ومنها تركيا التي دعمت عناصر تابعة لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وقدمت لها السلاح.
تعددت التنظيمات الإرهابية في سوريا بمسميات لا تعد ولا تحصى كان أول ما عرف منها هو الجيش الحر والذي تشكل بداية من ثوار وعناصر منشقة من المؤسسة العسكرية. الجيش الحر هو ذاته الجيش الوطني الذي أصبح أداة بيد تركيا، وقتل أبناء بلده تحت راية تركيا بعد سنوات، وساعده على احتلال عفرين وجرابلس عام 2018، ثم اجتياح كل من رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي، بعد عام من ذلك.
مع انتشار التنظيمات المتشددة في سوريا كالنار في الهشيم استهدفت النساء بشكل خاص، من قتل واغتصاب وتهجير، وحاول الإرهاب كسر إرادة الشعوب، وفي تلك المناطق التي يسيطر عليها المرتزقة، ويسيطر النظام على جزءٍ منها كانت النساء بلا حول ولا قوة. لم يكن هناك فكر يقود هؤلاء النساء لحماية أنفسهنَّ على الأقل.
"كتيبة الشهيدة روكن" نواة وحدات حماية المرأة
كان موقف النساء الكرديات مختلف عن موقف نساء سوريا عموماً، فالمرأة الكردية لها تاريخ طويل من المقاومة، فبدلاً من الوقوف مكتوفات الأيدي وانتظار الرجال للدفاع عنهنَّ، نظمنَّ أنفسهنَّ وسارعنَّ للتدرب على السلاح، معلنات عن أول تنظيم نسائي في 23 شباط/فبراير 2013 في ناحية جندريسه بمقاطعة عفرين باسم "كتيبة الشهيدة روكن" وكانت هذه نواة وحدات حماية المرأة. ثم توالى تشكيل الكتائب النسائية في مناطق مختلفة من شمال وشرق سوريا.
يمكن القول بأن العام 2013 كان عام التأسيس حيث أن معظم المدن أعلنت عن تشكيل كتائب نسائية فكان أن أعلنت نساء مدينة الدرباسية عن تشكيل كتيبة الشهيدة برجم، ومشت نساء ديرك على خطاهنَّ بتأسيس كتيبة الشهيدة سوزدار، ومدينة قامشلو احتفلت بيوم المرأة العالمي الذي يصادف 8 آذار/مارس بشكل مختلف من خلال الإعلان عن تشكيل كتيبة الشهيدة عدالت. ليتوالى بعد ذلك تشكيل الكتائب الخاصة بالنساء في عموم مناطق شمال وشرق سوريا.
في الثاني من نيسان/أبريل 2013 عقد المؤتمر التأسيسي لوحدات حماية المرأة في مدينة ديريك تحت شعار "نظمنَّ ذواتكنَّ في وحدات حماية المرأة YPJ لضمان انتصار الثورة"، وأعلن عن تأسيس وحدات حماية المرأة بشكل رسمي في الرابع من نيسان/أبريل من العام ذاته.
تزامن مع ذلك افتتاح دورات تدريبية فكرية وعسكرية، حيث تشكلت أول أكاديمية عسكرية للمرأة في منطقة ديريك باسم "الشهيدة شيلان"، وتخرجت منها المقاتلات في التاسع من أيار/مايو 2013.
وحدات حماية المرأة... تنظيم الضرورة
شاركت النساء في المقاومة منذ بداية الثورة في شمال وشرق سوريا في 19 تموز/يوليو 2012، وعند تشكيل أول قوة ثورية باسم وحدات حماية الشعب في عام 2012 تحت اسم YPG انضمت النساء إليها.
النساء كنَّ قد أسسنَّ وحدات حماية المرأة في الرابع من نيسان/أبريل2013 وبعد فترة وجيزة انضممنَّ إلى وحدات حماية الشعب وعلى ذلك أصبح اسم التشكيل الجديد "وحدات حماية الشعب ـ المرأة" حيث شكلت النساء نسبة 30 بالمئة منه، ولهنَّ اسم خاص يدعى YPJ وبذلك يكون قد تأسس أول تنظيم نسائي مقاتل، وفاعل في الشرق الأوسط وفي سوريا عموماً.
خضعت المقاتلات لتدريبات مشابهة لنظرائهنَّ الرجال. وقد تراوحت أعمارهن بين 18و30 عاماً ضمت نساء من مختلف مكونات سوريا، لكن بقيت المرأة الكُردية تشكل النسبة الأكبر من الوحدات.
قدمت وحدات حماية المرأة مئات الشهيدات في مناطق شمال وشرق سوريا خلال مشاركتهنَّ في دحر إرهاب داعش، وفي معارك تصديهنَّ لقوات الاحتلال التركي في عفرين وسري كانيه/رأس العين، وكري سبي/تل أبيض وغيرها.
أول شهيدة من وحدات حماية المرأة هي مريم محمد ابنة مدينة عفرين واسمها الحركي "سلافا عفرين"، استشهدت إثر الهجمات العنيفة التي شنتها مرتزقة جبهة النصرة وما يسمى بالجيش الحر على قرى عفرين في 29 أيار/مايو 2013 أي بعد أقل من شهرين على تأسيس الوحدات. سلافا عفرين شهدت المؤتمر التأسيسي لوحدات حماية المرأة وكانت عضو في المجلس العسكري.
انضمت العديد من النساء لوحدات حماية المرأة، لم تقتصر على نساء المنطقة، بل إن العديد من النساء الأمميات انضممنَّ إيماناً منهنَّ بعدالة القضية وبحقوق المرأة، منهنَّ من بقينَّ يقاتلنَّ حتى اليوم، ومنهنَّ من استشهدنَّ كالمقاتلة الألمانية إيفانا هوفمان التي استشهدت في السابع من آذار/مارس 2015.
وتعد البريطانية آنا كامبل والمعروفة باسم هيلين كيريوكس أول مقاتلة أممية في مناطق شمال وشرق سوريا، استشهدت في 15 آذار/مارس 2018 وكانت تعمل كناشطة في مجال حقوق المرأة في بلادها.
كما لا يُنسى ما فعله مرتزقة الاحتلال التركي بجثمان المقاتلة بارين كوباني في قرية "قرنة" في الأول من شباط/فبراير 2018 أثناء تصديها مع رفيقاتها لمرتزقة الاحتلال خلال هجماتهم على مدينة عفرين، فبعد أن استشهدت مع ثلاث من رفيقاتها بحسب ما كشفت عنه قيادة وحدات حماية المرأة، والتي نفت أيضاً تفجير الشهيدة لنفسها، قام عناصر مما يسمى الجيش السوري الحر بالتمثيل بجثمانها، كما التقطوا صوراً لها، متباهين بفظاعة ما اقترفوا دون محاسبة من أحد، لكن وبعد ردود فعل كبيرة مستنكرة على ما حدث تملصت ما تعرف بالمعارضة من الحادثة وقالت أنه عمل فردي، وتحدثوا عن محاسبة الجناة لكن وحتى اليوم لم يحاسب أحد.
معركة كوباني تلفت أنظار العالم
في البداية لم يؤخذ عمل المقاتلات على محمل الجد، كان يعتقد أن النساء في وحدات حماية الشعب ـ المرأة مجرد اسم للفت أنظار العالم نحو الثورة في روج آفا، من خلال عمل مغاير لما هو متعارف عليه في الشرق الأوسط. لكن معركة تحرير كوباني من مرتزقة داعش شكلت انعطافه مهمة في تاريخ نضال النساء حول العالم، ونضال المرأة في شمال وشرق سوريا.
كوباني من أوائل المناطق التي سيطر عليها مرتزقة داعش، بعد هجوم عنيف ودعم لوجستي وعسكري من قبل الاحتلال التركي في 16أيلول/سبتمبر2014.
انطلقت عملية تحرير كوباني تحت راية غرفة عمليات بركان الفرات، وخلال 134 يوماً سطرت المقاتلات أروع ملاحم البطولة. وفي ذلك الوقت برز اسم آرين ميركان، المقاتلة التي قامت بعملية فدائية كأيقونة لتحرير المدينة.
النساء حول العالم دعمنَّ المقاتلات في وحدات حماية المرأة، ففي أمريكا اللاتينية وفي العاصمة اليابانية طوكيو، وحتى في تركيا خرجت مسيرات حاشدة دون موافقة السلطات، وكذلك في كابول العاصمة الأفغانية التي تسيطر عليها حركة طالبان منذ منتصف آب/أغسطس 2021، خرجت النساء لأول مرة في مسيرة داعمة للمقاتلات في معركة تحرير مدينة كوباني، التي تحررت بشكل كامل في 26 كانون الثاني/يناير2015.
لفتت عملية آرين ميركان ابنة عفرين أنظار العالم إلى المقاومة البطولية التي أبداها مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب ـ المرأة.
كانت معركة تحرير كوباني على وشك الفشل، حيث أن المعارك اشتدت وسط صمت دولي مطبق. وكان اقتراب مرتزقة داعش من السيطرة على تلة مشته نور التي تشرف بشكل كامل على أحياء كوباني كفيلاً بسقوط المدينة، تنبهت آرين ميركان لخطورة الموقف وقررت عمل شيء لإنقاذ المدينة ورفاقها.
ليس من المبالغة وصف العملية الفدائية التي قامت بها المقاتلة آرين ميركان بجرس إنذار أيقظ ضمير العالم من سباته، وكانت منعطفاً مهماً في تاريخ المقاومة في شمال وشرق سوريا.
استشهدت آرين ميركان في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر2015، واستطاعت بهذه العملية انقاذ مدينة كوباني وشعبها من الإبادة على يد مرتزقة داعش. أصبحت المقاومة حديث العالم، ودفعت الأمين العام للأمم المتحدة وكان وقتها بان كي مون لطلب التدخل العاجل من أجل كوباني، وقال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن الكُرد في كوباني يدافعون عن أنفسهم بشجاعة، مؤكداً على أن المجتمع الدولي لن يسمح بسقوط كوباني بيد مرتزقة داعش.
غيرت وسائل الإعلام من تعاطيها مع المقاومة في روج آفا وأعطت أهمية كبيرة خلال نشراتها الإخبارية لمقاومة وحدات حماية الشعب والمرأة. بدأت وسائل الإعلام والناس في مختلف دول العالم يتداولون صور نساء مقاتلات يرتدين الزي العسكري، ويرِبطنَّ رؤوسهنَّ بالوشاح الكردي. سُلط الضوء بشكل أساسي على بطولة النساء.
وحدات حماية المرأة YPJفي الصفوف الأمامية
لم تكن معركة تحرير مدينة كوباني إلا البداية فمقاتلات وحدات حماية المرأة شاركنَّ في جميع المعارك وتصدينَّ للمرتزقة على اختلاف مسمياتهم، من الرقة إلى دير الزور وعلى مختلف الجبهات، وما زلنَّ يقاومنَّ العدو التركي ومرتزقته، إضافة للخلايا النائمة لمرتزقة داعش.
اكتسبت معارك تحرير دير الزور وقبلها الرقة أهمية كبيرة كون عدد كبير من النساء الإيزيديات كنَّ مختطفات لدى مرتزقة داعش، فكان الهدف الأسمى لوحدات حماية المرأة هو تحرير هؤلاء النساء من قبضة المرتزقة، الذين اتخذوا منهنَّ جواري واستعبدوهنَّ، فكان هدفهنَّ تحرير النساء والأطفال الإيزيديين قبل تحرير الأرض. وفعلاً استطعنَّ تحرير أكثر من 3 آلاف امرأة وطفل، وتم تسليمهم للبيت الإيزيدي وهيئة المرأة في مقاطعة الجزيرة بشمال وشرق سوريا تمهيداً لإعادتهم إلى قضاء شنكال.
شاركت وحدات حماية المرأة في المعارك ضد داعش وجبهة النصرة ومختلف الجماعات المرتزقة، كما أنها تصدت لهجمات الاحتلال التركي على مختلف المناطق الحدودية بدءاً من عفرين في 20 كانون الثاني/يناير 2018، وقاومت المقاتلات طيلة 58 يوماً من القصف المستمر، وتصدينَّ لهجماته على مدينتي كري سبي/تل أبيض، وسري كانيه/رأس العين في تشرين الأول/أكتوبر 2019.
كما شاركت بقوة وفاعلية في معركة مطرقة الشعوب للسيطرة على سجن الصناعة في مقاطعة الحسكة أكبر سجن يضم إرهابيي داعش على مستوى العالم، بعد محاولات اقتحامه من قبل الخلايا النائمة مساء الـ 20 من كانون الثاني/يناير 2022.
الانضمام إلى قوات سوريا الديمقراطية
منذ تشكيل قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في 11تشرين الأول/أكتوبر2015 كمظلة لمختلف التشكيلات العسكرية المدافعة عن سوريا، ومناطق شمال وشرق سوريا، انضمت وحدات حماية الشعب ـ المرأة إليها، وشاركت في أول حملة أطلقتها القوات وكانت حملة تحرير بلدة الهول، وتعد هذه المعركة فارقة في نشاط وحدات حماية المرأة حيث بادرت العديد من النساء، وخاصة من المكون العربي للانضمام إلى YPJ، كما زادت المقاتلات من تنظيمهنَّ ضمن كتائب وأفواج خاصة، مثل القوات الخاصة والتدخل السريع، ومكافحة الإرهاب وإزالة الألغام وغيرها.
وتشكلت قوات سوريا الديمقراطية في 12 تشرين الأول /أكتوبر 2015 إثر اجتماع للقوى العسكرية في شمال وشرق سوريا، بمشاركة وحدات حماية المرأة، بعد أن عملت هذه القوة على محاربة داعش انتقاماً للنساء الإيزيديات اللواتي اختطفهنَّ التنظيم الإرهابي خلال هجماته على قضاء شنكال في الثالث من آب/أغسطس 2014.
وحافظت وحدات حماية المرأة على خصوصية كل مكون، فكل مكون أعلن عن مجلسه العسكري الخاص به، حيث أن قوات حماية نساء بيث نهرين أعلنت عن المجلس العسكري السرياني في 30 آب/أغسطس 2015.
ليست الحماية فقط وإنما تغيير الذهنية أيضاً
السلاح ليس الحل الناجع للتخلص من العنف الممارس ضد المرأة، تبدأ حماية المرأة من تغيير الفكر الذكوري التسلطي، والذي تستسيغه معظم النساء للأسف. كانت وحدات حماية المرأة واعية لهذه الحقيقة، ولتخطي هذه العقبة في مسيرة كفاحها لتحرير النساء أقامت YPJ، دورات فكرية للنهوض بالمرأة من خلال تثقيف المقاتلات، إيماناً منها بأن التغيير الحقيقي يبدأ من المرأة.
كيف يمكن للمرأة أن تحترم وتقدر نفسها؟ كيف يمكن إعادة إنسانيتها المسلوبة منها؟ كيف يمكن التخلص من هذه العبودية؟
في الدروس الفكرية في الأكاديميات التي افتتحتها وحدات حماية المرأة توجد الأجوبة الكاملة عن مثل هذه التساؤلات وغيرها.
فلا تقتصر مهام وحدات حماية المرأة على القتال فهي تُعرف نفسها على أنها قوة عسكرية أساسية وطنية، تتمحور حول المجتمع الديمقراطي الإيكولوجي وحرية المرأة، وتناضل ضد نظام التجييش التسلطي الذكوري ونظامه الجنسوي، وضد التعصب القومي، والنظام الأبوي في مجتمعات الشرق الأوسط، وتؤكد على أنها القوة المشروعة للمرأة والتي تحمل على عاتقها ضمانة نضال تحرر المرأة.
ومن خلال هذا التعريف تكون وحدات حماية المرأة مشروع لكفاح النساء ضد المجتمع الأبوي، ومختلف أشكاله بما فيها العادات والتقاليد البالية، وليست في سياق القتال فقط.
تعمل المقاتلات في YPJ بشكل طوعي من مبدأ حق المواطنة لأي مكون في المجتمع، ومن مختلف القوميات التي تزخر بها سوريا، وخاصة مناطق شمال وشرق سوريا للدفاع عن الأرض، بإمكان أي امرأة فوق 18 عاماً اتخاذ قرار الانضمام بغض النظر عن جميع العوائق والصعوبات والعادات والتقاليد التي تحكم المجتمع.
تأثير وحدات حماية المرأة على النساء في الشرق الأوسط
انطلاقاً من أن قضية المرأة قضية واحدة أينما كانت وحيثما تواجدت، كان لوحدات حماية المرأة تأثير كبير على النساء في الشرق الأوسط والعالم، لكن للشرق الأوسط خصوصيته، وهذه الخصوصية تتمثل في عدم القناعة بقدرة المرأة على حمل السلاح، لكن المقاتلات في شمال وشرق سوريا كسرنَّ هذا المفهوم وأعيد التفكير مجدداً بالأقاويل والمعتقدات التي تربى عليها ملايين الأشخاص.
عند سيطرة طالبات على الحكم في أفغانستان كان أول من عانى هم النساء، وفي كل مكان يعيش صراعات تستهدف النساء وتتعرضن للاستعباد، لذلك أعلنت وحدات حماية المرأة على لسان عدد من القياديات في لقاءات متفرقة دعمهن للنساء الأفغانيات وقلنَّ إن عليهن تنظيم أنفسهن، والدفاع عن ذواتهن من الناحية العسكرية، كما بينَّ أن وحدات حماية المرأة ومن خلال الإنجازات التي تحققت على مدار السنوات القليلة الماضية ستكون نموذجاً للنساء في جميع أنحاء العالم.
وجب على النساء في مناطق الصراع وحتى المناطق الآمنة في كل مكان من أنحاء العالم تنظيم أنفسهنَّ، ليتجنبنَّ مثل هذه النهايات التعيسة، وألا يعولنَّ على نظام الدولة لحمايتهنَّ، عليهنَّ ألا ينتظرنَّ أن تتم حمايتهنَّ لكونهنَّ "نساء ضعيفات، أخوات أو أمهات أو بنات"، بل عليهنَّ تشكيل تنظيمهنَّ الخاص الذي يعمل على حماية النساء.