"RAWA"... أول جمعية للنساء الأفغانيات

تشمل فعاليات الجمعية الثورية لنساء أفغانستان "RAWA" الأنشطة السياسية والتوعوية والاجتماعية والدولية.

بهاران لهيب

كابول ـ تعتبر الجمعية الثورية لنساء أفغانستان "RAWA" أول منظمة نسائية تأسست عام 1977، تعمل على تعزيز حقوق المرأة والديمقراطية بين مختلف الطبقات الاجتماعية. منذ تأسيسها اعتقدت "RAWA" أنه بدون وعي مجموعة كبيرة من النساء، لا يمكن أن يحدث تغيير اجتماعي وسياسي وثقافي أساسي في المجتمع الأفغاني. وبناءً على ذلك، فإن نشاط هذه المنظمة يدار بشكل رئيسي من قبل النساء.

للتعرف على نشاطات الجمعية الثورية لنساء أفغانستان خلال العام الماضي، كان لوكالتنا لقاء مع إحدى عضوات الجمعية.

تقول عضوة الجمعية الثورية لنساء أفغانستان ياسمين نوابي "من أولى أهداف عملنا في الجمعية توعية النساء وتنظيمهن، لذا نسعى بكل جهد لتحقيق هذا الهدف بأي طريقة كانت، في السابق أقمنا دورات محو الأمية للنساء في المناطق النائية من أفغانستان".

وأوضحت أنه مع "عودة طالبان إلى السلطة وإغلاق أبواب المدارس أمام الفتيات والنساء، أخذنا زمام المبادرة لافتتاح دورات تعليمية في المنازل، كما لدينا بعض المراكز التعليمية والأنشطة السرية التي لا يمكننا العمل بها في العلن تحت اسم "RAWA"، بسبب الأجواء الخانقة داخل البلاد في ظل حكم طالبان".

وأشارت إلى أن "هدفنا من إنشاء هذه الدورات ليس فقط تدريس العلوم أو اللغة الإنجليزية، ولكن بهذه الطريقة نريد أن تكون لدينا علاقة أفضل مع الناس، وخاصة النساء. اليوم، فقدت الفتيات الأمل، من خلال هذه الدورات نحاول زرع بذور الأمل في المستقبل بقلوبهن وإبقائهن على قيد الحياة"، لافتةً إلى أنه "لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال توعية النساء في المجال السياسي، لأنهن ثوريات لديهن أمل حتى خلال المواقف الأكثر حرجاً وكآبة وتواصلن النضال".

وحول الأنشطة السياسية لجمعية المرأة الثورية في أفغانستان تقول "لدى أعضاء الجمعية برامج قراءة كتب ومناقشات سياسية فيما بينهم، بهذه الطريقة نناقش الوضع السياسي والاجتماعي للبلاد ونقرر مواقفنا وأنشطتنا"، مشيرةً إلى أنه من بين مهامهن لقاء مع الأمهات المقاتلات، وعقد حلقات نقاش كإحياء ذكرى استشهاد مؤسسة الجمعية مينا كيشوار كمال في 8 آذار، واليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة في 25 تشرين الثاني، وعيد نوروز، لقد شاركت الناشطات في مسيرات احتجاجية لرفع صوتنا ضد حركة طالبان المعادية للمرأة والمعادية للإنسان".

وكانت مينا كيشوار كمال طالبة وناشطة، تم اغتيالها في شباط/فبراير عام 1987 بسبب نشاطها السياسي، وكان المكتب المبدئي للجمعية في العاصمة الأفغانية كابول، لكنها انتقلت لاحقاً إلى باكستان في أوائل الثمانينيات.

 

أنشطة "RAWA" الاجتماعية

وفيما يتعلق بالأنشطة الاجتماعية توضح أن الجمعية تعمل على مساعدة النساء والأطفال في مختلف أنحاء البلاد "إدراكاً للمأساة الإنسانية التي تحدث في أفغانستان، حاولت الجمعية جمع المعونات وحتى وإن كانت ضئيلة بمساعدة مجموعة من مؤيديها في الخارج وخدمة من يعانون من فقر شديد، وتشمل هذه الأنشطة المساعدة الصحية لضحايا الزلزال وضحايا الفيضانات والأشخاص الفارين من الحرب. كما تقوم الجمعية بتوزيع المواد الغذائية الأساسية على النساء والأطفال في مناطق مختلفة".

في قسم المطبوعات والمثقفين في المجتمع نشرت "RAWA" إعلانات ومنشورات تحتوي على تحليل مفصل للوضع في البلاد ورفض أفكار عدد من المثقفين الذين يبيعون أنفسهم. قرأت ياسمين نوابي مقالتين تحليليتين تم نشرها من قبل الجمعية تحت عنوان "خيانة الانفصالية أشد تدميراً من طالبان" و"خيانة العلمانية وخدمة الأخوة" من أبرز منشوراتها العام الماضي والتي تناولت قضايا أفغانستان الأكثر حدة.

 

"الحصول على جائزة ساكينة جانسيز"

ولم يقتصر نشاط جمعية المرأة الثورية في أفغانستان العام الماضي على أفغانستان فقط، فقد نجحت عضوات الجمعية في القيام برحلة إلى دول أوروبية مختلفة للمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية والاجتماعات السياسية.

وشاركت إحدى عضوات الجمعية في المؤتمر العالمي الثالث للنساء القاعديات الذي عقد في تونس في أيلول/سبتمبر الماضي، وكذلك في المؤتمر العالمي الثاني للمرأة في برلين تحت عنوان "ثورتنا: تحرير الحياة"، وكان الهدف من هذه المشاركة تسليط الضوء على قضية أفغانستان في المجتمعات الغربية وفضح حركة طالبان.

وذكّرت ياسمين نوابي أن عضوة الجمعية الثورية لنساء أفغانستان أحلام منصور حصلت باسم الجمعية على جائزة الشهيدة ساكينة جانسيز، من قبل منظمة المرأة الحرة الكردستانية "RJAK" في الثامن من كانون الثاني/يناير.