نساء سوريا وجهاً لوجه مع مرحلة حساسة ومصيرية
تبدو المرحلة المقبلة في سوريا ضبابية فلا أحد يمكنه تحليلها بدقة، والكل ينتظر ماذا تخبئ الأيام للسوريين وأين المرأة من مستقبل البلاد بعد صعود الجهاديين متمثلة بـ "هيئة تحرير الشام" إلى السلطة؟
سناء العلي
مركز الأخبار ـ سقط نظام الأسد البعثي الذي سيطر على البلاد ومقدراتها لأكثر من 53 عاماً، همش خلالها العديد من القوميات والطوائف، ولم يرتقي بحقوق المرأة في قانون أحواله الشخصي، بل استخدمها في سلطته لإظهار صورة هو أرادها، وحينما ثار الشعب ضده تحالف مع إيران التي استغلت الفرصة لنشر أيديولوجيتها في المجتمع السوري.
لفرض سطوته وضمان استمراريته وضع النظام السابق في سوريا مستقبل شعب على المحك فأي تحديات تواجه الشعب السوري والنساء مع بدء مرحلة جديدة؟
إن الوضع في الشرق الأوسط متأزم ويثير المخاوف والريبة لدى النساء خصوصاً، والفئة المثقفة عموماً، وتحديداً في عدد من البلدان التي ما تزال تشهد صراعاً دموياً كالسودان وغزة وليبيا وكذلك سوريا التي يأمل السوريين أنها بدأت بالتعافي بعد 14 عاماً من الأزمات التي طالت كافة مناحي الحياة.
ماضٍ لا يُبشر بمستقبل مشرق
شهد الشرق الأوسط في العصر الحديث موجات متعددة من أشكال الحكم للأطراف الساعية للسلطة، أولها القومية العربية التي قادها جمال عبد الناصر في مصر منذ ستينات القرن الماضي، والتي أثرت على عدد من البلدان أبرزها سوريا التي حكمت فيها عائلة الأسد لنصف قرن تقريباً البلاد بقيادة حزب البعث، والتي انتهت في الثامن من كانون الأول/ديسمبر بعد 14 عاماً من الحرب والتدخلات الخارجية التي غذت الصراع.
كل المؤشرات تؤكد اليوم أنه على أرض الواقع لم تنتهي الأزمة أو الحرب في سوريا مع استمرار الاحتلال التركي بدعم المرتزقة واحتلال عدة مناطق من إقليم شمال وشرق سوريا وتهديد أخرى، وبدء القوات الإسرائيلية بقضم أجزاء من الجنوب السوري، وتدمير سلاح البلاد بالكامل، هذا عدا عن التقارب التركي وهيئة تحرير الشام وافتتاح سفارتها في البلاد ورفع علمها في العاصمة دمشق دون الحديث حتى عن إعادة الأرض لأهلها في رأس العين/سري كانيه، وعفرين وتل أبيض/كري سبي وتل رفعت ومنبج والشهباء مؤخراً، واستمرارها بقصف المدنيين الآمنين في عموم إقليم شمال وشرق سوريا.
فرحة كبيرة يعيشها الشعب السوري اليوم، ولديه آمال واسعة بغدٍ أفضل وهذا حقه بعد سنوات عجاف عانى منها ما عانى، ولكن لابد من التنبيه لئلا يتكرر السيناريو المؤلم، خاصةً أن الثورات في بلدان المنطقة لم تصل إلى مبتغاها، فتونس اليوم تواجه تحديات في مجال حقوق الرأي والتعبير، وهناك تكميم للأفواه باستهداف للسياسيين والسياسيات خصوصاً، والرئيس قيس سعيد يحاول التمسك بالحكم.
وفي مصر سيطر الإخوان على الحكم عام 2012 وكان لنساء مصر تجربة مريرة إذ تعرضن لفرض الحجاب مع انتشار ظاهرة تحقير السافرات، وكان هناك تكميم للأفواه، والفن كذلك باعتقال عدد من الفنانين لمحاسبتهم على ما قدموا على الشاشة، ولو لم يعلن الشعب المصري الثورة مرة أخرى بدعم الانقلاب على مرسي لكان الإخوان في الحكم حتى اليوم، كما أن البلاد تشهد أزمة اقتصادية تنهك الشعب المصري فلم يكن الواقع على قدر الأحلام.
أما ليبيا التي قالت لمعمر القذافي كفى سيطرة على الحكم فهي الآن مقسمة، وهناك إخوان يسيطرون على الحكم فيها بدعم من تركيا، متمثلون بحكومة الوفاق، واليمن التي أعلنت ثورتها باسم الشباب تعيش أزمة سياسية وإنسانية ومعيشية وانتشار الأوبئة التي حصدت آلاف الأرواح، وأطفالها أصبحوا هياكل عظمية وأرقام في تقارير دولية عن مجاعة يروح ضحيتها الآلاف، ونساؤها تعانين في كل تفصيل من تفاصيل الحياة فحتى تحصيل المياه النظيفة بات من الرفاهيات وهذه معاناة السودانيات أيضاً.
أما غزة التي تقتل كل يوم منذ السابع المشؤوم من تشرين الأول/أكتوبر 2023 عندما هاجمت حركة حماس ذات التوجه الإخواني مراكز للقوات الإسرائيلية تتعرض لإبادة جماعية بحسب منظمات دولية، وقالت اليونيسيف أن 4 أطفال يقتلون يومياً في غزة، وعدد الضحايا زاد عن الـ 45 ألف.
الإسلام السياسي يحط رحاله في سوريا
قاد الموجة الأولى من الحركات الجهادية آية الله الخميني في طهران عام 1979، وظهرت الموجة الثانية بعد ثورات عام 2011، مع الإخوان المسلمين في مصر، وحركة النهضة بقيادة راشد الغنوشي في تونس، والحوثيين في اليمن، ويمثل صعود "هيئة تحرير الشام" في سوريا الموجة الثالثة.
ولم ينجح الإسلام السياسي في أي بلد سيطر فيه على السلطة وعلى ذلك تستعرض وكالتنا في هذا الملف المخاوف أو التحديات التي يواجهها الشعب السوري مستقبلاً انطلاقاً من الاطلاع على تجربة مصر وليبيا وغزة والسودان واليمن مع الإسلام السياسي وكيفية الخلاص، وكذلك الرسائل التي توجهها هؤلاء الناشطات للمرأة السورية من أجل تجنب الوقوع في نفس المطبات مع وصول هيئة تحرير الشام للسلطة، وهي جبهة النصرة سابقاً أحد أذرع تنظيم القاعدة ولا يمكن تجاهل هذه الحقيقة.
تجربة مصر مع الإخوان المسلمين
ثار الشعب المصري على حسني مبارك الذي كان يعمل جدياً من أجل توريث الحكم لابنه في إلغاء واضح للديمقراطية وإرادة الشعب، ولكن بعد أن استولى الإخوان المسلمين على الحكم بدأوا بإصدار القرارات وتحويل البلاد إلى سجن كبير، لكن النساء أبدين مقاومة كبيرة لممارساتهم وعن ذلك قالت محامية الاستئناف العالي ومجلس الدولة هيام الجنايني إن البدايات "لطيفة" مع الإسلام السياسي ولكن فيما بعد أصبحت النساء محاصرات بالنظرة والممارسات، ويتم سؤالهن عن ديانتهن أو عن الرجل الذي تمشين معه في الشارع.
وأوضحت أن الأنظمة الإسلامية متشابهة "في البداية لا يوجد عنف أو إجبار على شيء، ولكن بمجرد أن يتمكنوا من السيطرة على نظام الحكم تتغير الممارسات كما حصل معنا عندما سيطر الإخوان المسلمين".
وأضافت "هيئة تحرير الشام تطلق الوعود بعدم التعرض للنساء فيما يلبسن أو نشاطهم السياسي أو الاجتماعي أو عملهن، ونحن أيضاً تم خداعنا بالوعود التي تبدلت بمجرد أن أحكم الإخوان السيطرة، وهذا السيناريو يتكرر في سوريا".
وأكدت على ضرورة امتلاك النساء الشجاعة لعدم الرضوخ "رفضت المصريات تماماً أي إجراء أو تشريع أو ممارسة ممكن تؤثر على الاستحقاقات التي حصلت عليها النساء قبل فترة حكم الإخوان"، مشددةً على ضرورة التشبيك بين النساء والرفض الواضح لأي إملاء على المرأة فيما ترتدي وبماذا تنشط.
كما حذرت من العمل المنفرد مبينةً أنه لا يؤدي لنتيجة حقيقية تخدم قضية المرأة ومستقبلها "رفض امرأة واحدة لن يحقق أي نتيجة، ولذلك على النساء التكاتف، وأن تكون لديهن القناعة أن حقوقهن مساوية لجميع المواطنين في بلادهن".
ولفتت إلى قضية الحجاب "قال لنا الإخوان أنهم لن يتدخلوا بمسألة الحجاب لكن فيما بعد بدأ يتم توقيف نساء في الشوارع وسؤالهن عن ديانتهن، كما تم التعرض لشبان وفتيات يمشون في الشارع لمعرفة صلة القربى بينهم وهذا ما حصل في المواصلات العامة أيضاً"، معتبرةً أن المرحلة القادمة في سوريا هي "تنظيم القاعدة".
أما عن وجود النساء في مواقع صنع القرار فاعتبرت أن "وجود عدد من النساء في السلطة لا يُعبر حقيقة دورهن، فمعظم البرلمانيات لا تعبرن عن آرائهن أو تدعمن قضايا المرأة". واصفةً هذا الوجود بـ "شكل كرتوني يُكمل الصورة".
ولحماية نساء سوريا من أي خطر قادم قالت إن عليهن في البداية أن تكن مؤمنات بشكل كبير بحقوقهن وأنهن خط الدفاع الأول عن حقوقهن التي حصلن عليها في فترات سابقة، موجهةً رسالة مفادها أن تتحدن لمواجهة أي انتهاك لحقوقهن مهما كان صغيراً، محذرةً من الرضوخ للقوانين التي تحاول مثل هذه السلطات فرضها على المجتمع والمرأة.
"سوريا" محور الحدث
لم يختبر الشعب السوري الحكم الإسلامي كحالة عامة عدا عن سيطرة داعش على مناطق واسعة من البلاد، وخاصةً إقليم شمال وشرق سوريا لعدة سنوات، قبل دحرهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية، ومجالس عسكرية من أبناء وبنات المنطقة، كما حكمت في إدلب هيئة تحرير الشام منذ ترحيل النظام السابق للمسلحين من المدن.
ومن خلال هذه التجربة، وكذلك من خلال انخراط النساء في الثورة، وخاصة في ثورة روج آفا التي عرفت بثورة المرأة يرفض الشعب وخصوصاً النساء سيطرة الفكر الديني المتعصب، ومع أن إدارة هيئة تحرير الشام في سوريا حاولت جذب الشعب في صفها إلا أن الحقائق بدأت تتوضح، وكشفت عن السياسية المستقبلية تجاه المرأة تصريح المتحدث الرسمي باسم الإدارة السياسة التابعة لإدارة العمليات العسكرية في سوريا عبيدة أرناؤوط، الذي قال "كينونة المرأة وطبيعتها البيولوجية والنفسية لا تتناسب مع كل الوظائف كوزارة الدفاع مثلاً. أن تستلم المرأة ولاية قضائية، هذا يمكن أن يكون محط بحث أو دراسة لدى المختصين. المرأة لها طبيعتها البيولوجية والنفسية ولها خصوصيتها وتكوينها الذي لا بد أن يتناسب مع مهام معينة، ليس من الصواب أن تستخدم المرأة السلاح أو تكون في مكان معين لا يتناسب مع قدراتها أو تكوينها أو طبيعتها".
ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل زادت الطين بلة مديرة ما يسمى مكتب شؤون المرأة في الإدارة السورية الجديدة عائشة الدبس ورفضها للنموذجين المدني والعلماني وقولها "لن أفتح المجال لمن يختلف معي بالفكر".
وبهذا التصريح تم تجاهل مشاركة النساء في القتال والقضاء على داعش كما في بطولات وحدات حماية المرأة وكذلك المقاتلات اللواتي شاركن في مجلس منبج العسكري ومختلف التشكيلات العسكرية والقوات الأمنية في إقليم شمال وشرق سوريا لدحر داعش أعتى تنظيم إرهابي، وليس ذلك فقط بل تم تجاهل أيضاً قدرة المرأة على التحمل ناسياً أو متناسياً المعتقلات اللواتي تحملن الانتهاكات في سجون النظام السابق كما في صيدنايا سيء الصيت، واللواتي تحملن المسؤولية بكل جدارة في مواجهة أشكال الحرب سياسية عسكرية ومعيشية.
تقول الناشطة في حراك السويداء غادة الشعراني من مدينة السويداء السورية أن لا أحد يستطيع إجبار المرأة السورية على التنازل عن حقوقها، وأنها لم تعد تقبل بالتهميش، ومهما اختلفت اهتمامات النساء وانتماءاتهن لمنظمات حقوقية تلتقي النساء عند نفس الحقوق والواجبات.
وأكدت أن "المرأة السورية في البلاد أو خارجها وصلت لمرحلة من النضح والوعي سواء كانت قد نشطت في الحراك السوري أو غُيبت بسبب النرجسية الذكورية".
وأضافت "نحن نساء سوريا ننشد الانتقال السلمي السياسي للسلطة، مع وضع دستور يتوافق مع دولة مواطنة وعدالة اجتماعية، تحقق إنسانية كل مواطن بغض النظر عن المرجعية، أو المذهب، أو الدين، وحتى الجنس لتحقيق المساواة بين الجنسين، من خلال تكافؤ الفرص ليس بالعدد، وإنما بالكفاءات والخبرات، لأن في سنوات الثورة قامت المرأة بدورها ودور الرجل بسبب غياب الرجل نتيجة مآلات الحرب".
ودعت لتكثيف الحركة السياسية النسوية وإقامة ورشات عمل تشارك فيها النساء لتكريس وجودهن كجزء هام من مشروع وطني متكامل "لن تنجح ثورة ولن يتقدم بلد إن لم يكن ذلك بمشاركة المرأة".
التجربة اليمنية مع الحوثيين
يحاول الحوثيون الذين سيطروا على العاصمة صنعاء منذ سنوات، استيراد المنهج الإيراني لبسط السيطرة على الشعب، وقد عانت النساء من ممارساتهم، وصدرت العديد من أحكام الإعدام بحق ناشطات أو فنانات لأنهن لم ترضخن لقوانينهم، عن ذلك قالت الإعلامية والكاتبة السياسية شيماء رمزي أن الحوثيون يؤمنون بالحكم من بوابة طائفية بحتة، فعملوا على استغلال الفكر المنغلق اليمني الذي يؤمن بأهمية آل البيت، والعرق الهاشمي بالإسلام حسب ما روج لذلك في الروايات الإسلامية.
وبينت أن "الوعي ضعيف في المجتمع اليمني، حول أن الدين لا ينتمي لعرق معين، فاستغل الحوثيين هذا الشيء في التحشيد تجاه فكرة أن من يعادي هذا الفكر يعادي الإسلام بالدرجة الأولى، ويتم توصيفه بالمنافق أو الكافر وبذلك أعطى الأحقية للناس للقتال في صفه، بدلاً من أن يأخذوا اليمنيين إلى نطاق أوسع ينقلهم إلى تطور ورخاء ونماء".
واستذكرت بداية سيطرة الحوثيين على السلطة في عدد من المحافظات اليمنية "حينما دخلوا صنعاء أخذوا مبدأ إسقاط الجرعة التي أتت بها حكومة الوفاق بعد الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وتسليم السلطة، وأصبحت مرجعيات بعد 2012، وتتلخص بأنه عندما قامت الدولة بإضافة مبلغ على البترول، قال الحوثيين أن ذلك يؤثر على المواطن اليمني فوعدوا بالرخاء للشعب اليمني وإنهاء الطائفية والطبقية".
وأكملت "ظهروا على حقيقتهم عام 2014 بعد أن انقلبوا على السلطة وكذلك على الشعب، وتم تعيين عبد الملك الحوثي كمرشد أو ولي فقيه أسوة بما حدث في إيران وبذلك تحول الحكم الجمهوري إلى حكم ولاية الفقيه".
وأكدت أن "إيران وأفغانستان وسوريا مؤخراً هذه بلدان تتحكم فيها جماعات إسلام سياسي"، مشيرةً إلى ممارسات الحوثيين "نحن باليمن نعاني من انتهاكات الحوثيين حيث يتم اختطاف النساء، وممارسة الانتهاكات بحقهن سواء من منطلق اجتماعي أو سياسي أو فقهي، فالفكر المنغلق الإرهابي يطوقون به النساء لكتم صوت المرأة لإبعادها عن المشاركة في القرار السياسي، لأنهم يعتقدون أن مشاركة كلا الجنسين في الحكم سيهدم الأساس الذي يبنون عليهم حكمهم إذ أن ذلك يفسد القاعدة الأساسية لحكمهم القائل أن الحكم لا يجب أن يكون إلا لآل البيت".
ووصفت آل الأسد الذي حكموا سوريا لأكثر من 50 عاماً بأنهم "أكبر طاغية"، و"حكم فرعوني"، لافتةً إلى أن هذا النظام البائد قام بجميع الانتهاكات بحق الأرض والإنسان، متسائلةً "ما الأجرام الذي يمكن أن ترتكبه هيئة تحرير الشام أكثر من ذلك".
واعتبرت أن التشبيه بين الحوثيين وهيئة تحرير الشام غير مناسب بل يجب أن يكون التشبيه بين الحوثيين ونظام الأِسد "ينتهجان نفس النهج الطائفي والعرقي، أما طالبان فنموذج آخر حيث أنها أتت من جبال أفغانستان ولم ترتقي ليكون لها فكر سياسي وقامت بتطبيق ما تظنه هو الإسلام، في ظل مخاوف من ان يتكرر السيناريو نفسه في سوريا".
وطالبت السوريين بالتفاؤل وعدم استباق الأحداث، مشددةً أنه "على النساء التعبير بشكل صريح للمجتمع عن مخاوفهن من الممارسات التي تمارسها هذه الجماعات".
المخاوف محقة فلقد بدأ الغبار يزول والضباب ينجلي وتتضح النوايا تجاه المجتمع السوري وتحديداً المرأة، ولذلك على المرأة أن تكون واعية لمستقبلها، وحرة لا تقبل بالتراجع عن مطالبها لأن الأسوأ قد ذهب بعيداً، والمستقبل أمام النساء لإثبات أنفسهن، ومن واجبهن أن تعملن لإنهاء سياسة الاستهداف فالقتال قدر المرأة منذ خمسة آلاف سنة، وعليها دائماً في مجتمعات أبوية وسلطات ديكتاتورية أن تثبت أنها إنسان وإن نسوا تلك الحقيقة فلا بد من التذكير.