من رحم ثورة روج آفا ولدت ثورة المرأة (7)

أصبحت ثورة روج آفا، التي قادتها النساء، الأمل والمرجع لجميع شعوب العالم المحبة للحرية، واحتضنت جميع النساء في الشرق الأوسط والعالم من خلال نضالها وأنشطتها الدبلوماسية النسائية.

عشر سنوات من ثورة روج آفا: الدبلوماسية

نبن هيلين

قامشلو ـ إحدى الركائز التي يقوم عليها نظام الأمة الديمقراطية في شمال وشرق سرويا، هي الدبلوماسية.

لقد عرفت ثورة روج آفا في جميع أنحاء العالم بأنها ثورة نسائية وحافظت على وجودها واستدامتها لمدة عشر سنوات على أساس العلاقات والتحالفات القائمة على الديمقراطية.

ولمناقشة أهمية الدبلوماسية في الأمة الديمقراطية، والعمل الذي تم خلال السنوات العشر للثورة، وكذلك أهدافهم وبرامجهم المستقبلية كان لوكالتنا لقاء مع عضوة العلاقات الديمقراطية في مؤتمر ستار روكن أحمد.

في بداية حديثها، ركزت روكن أحمد على أهمية الدبلوماسية في النظام الديمقراطي الوطني "بأفكار وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، قمنا بإعادة تفسير العديد من المفاهيم مثل سياسة وإدارة المجتمع والدبلوماسية التي هي صوت ولون ذلك المجتمع. والقدرة على إنشاء علاقات مع الناس بما ينسجم مع خدمة مجتمعه. الحقيقة هي أنه كشعب كردي، نحن بحاجة كبيرة لهذه القضايا. كشعب تم تنفيذ إبادة جماعية اجتماعية وثقافية ضده، والدبلوماسية هي قضية مهمة لوجودنا ككرد. نظام الأمة الديمقراطية هو ذاك النظام الذي يسمح لجميع الشعوب بالعيش معاً، على أساس نظام ديمقراطي، ويشمل جميع الشعوب التي تعيش معاً. كدبلوماسيين، من واجبنا الإعلان عن هذه السياسة سواء كانت على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي.

 

"مشاركة المرأة في الثورة شكلت الأساس"

وأوضحت روكن أحمد أنه منذ بداية الثورة تطورت العلاقات والتحالفات مع المجتمعات المحبة للحرية، "بصفتنا اللجنة الدبلوماسية لمؤتمر ستار، غير اسمنا في المؤتمر الثامن إلى لجنة العلاقات والتحالفات. لأن العلاقات الدبلوماسية، يتم إجراؤها عادة على مستوى رسمي أكثر بين الدول. لكننا نقوم بتعزيز الروابط والعلاقات مع المنظمات الاجتماعية والمجتمعات الديمقراطية. لأنهم يركزون أكثر على مصالح الناس. لدينا خطوط استراتيجية يمكننا تقديمها لهؤلاء الأشخاص.

حتى نتمكن من لعب دور مهم جداً في الثورة في روج آفا وشمال وشرق سوريا، تأسس مؤتمر ستار في عام 2005. ولم يتم تأسيسه على ركائز معينة، لكن في ثورة روج آفا، وبعد مشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة، السياسية والعسكرية والدبلوماسية تم بناء هذه الركائز. ولكن كلجنة، تم تأسيسها في عام 2013 بمؤتمر ستار. لقد تم بناء الأساس للعلاقة التي نريد تطويرها على أساس الخط الثالث وتحرير المجتمع من خلال حرية المرأة في المنطقة. تم القيام بعمل ونضال على المستوى الاجتماعي للتعريف بهذا النضال للرأي العام والعالم".

 

"إذا لم يكن هناك نضال على الأرض، فلا يمكن للدبلوماسية أن تعبر عن أي شيء"

شهد عام 2012 بداية ثورة روج آفا وتم الاعتراف بنضال وحدات حماية المرأة في جميع أنحاء العالم، لذلك كان هذا أساساً جدياً للعلاقات والتحالفات القوية. تحدثت روكن أحمد عن أنشطة تلك المرحلة قائلةً "في عام 2013، بدأنا نضالنا كلجنة، وانتشر صدى الجانب العسكري في كفاح وحدات حماية المرأة ضد داعش، كما فتحت مقاومة كوباني أبواب الدبلوماسية. ظهرت مقاومة النساء كرمز لنساء العالم. وكما فتحت المجالات العسكرية والأيديولوجية والدبلوماسية للمرأة، اليوم في ثورة روج آفا، فقد ثبت للعالم بأسره بأن النساء يمكن أن يخضن كفاحاً لا مثيل له في جميع المجالات. مع استشهاد آرين ميركان، توجهت الأنظار إلى ثورة روج آفا والثورة النسائية على المستوى العالمي، أتت وفود عديدة إلى روج آفا. كما تم إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية حول ثورة روج آفا وثورة المرأة. في جامعات العالم، أراد العديد من الطلاب الكتابة عن ثورة روج آفا ونضال المرأة كمشروع تخرجهم من الجامعة. إذا لم يكن هناك نضال على الأرض، فلا يمكن للدبلوماسية أن تعبر عن أي شيء، وتلفت الانتباه إلى ما يحدث في جميع مجالات الحياة. في جميع مجالات الحياة، تم إرساء عدالة المرأة وقانون المرأة وحماية حقوق المرأة ومؤسساتها. كانت هناك منظمة نسائية واحدة فقط لها علاقة بالدولة، وكانت تتصرف وفق مصالح الدولة ولا تفعل شيئاً للمرأة. لكن في الثورة، تمكن مؤتمر، أول منظمة نسائية، من فتح أبواب المجالات الدبلوماسية وضمان مشاركة قوية للمرأة في تأسيس الإدارة الذاتية في عام 2014".

 

"توجد أكثر من 30 منظمة نسائية في شمال وشرق سوريا"

لفتت عضوة لجنة العلاقات والتحالفات الديمقراطية في مؤتمر ستار، روكن أحمد، الانتباه إلى ظاهرة العلاقات الديمقراطية بين مكونات شمال وشرق سوريا "هناك العديد من التنظيمات تمثل المكونات العربية والسريانية والديانات والمعتقدات الأخرى، والمنظمات النسائية، تم توسيع مؤسسات المجتمع المدني. يمكننا القول إن هناك أكثر من 30 منظمة نسائية في شمال وشرق سوريا. في السابق، كان الجميع يمارسون الدبلوماسية من خلال مؤتمر ستار، ولكن بعد إنشاء هذه المؤسسات، تم أيضاً تأسيس لجان مجالات دبلوماسية تابعة لهذه المؤسسات. مثل دبلوماسية الإدارة الذاتية والدبلوماسية الجامعية ودبلوماسية البلديات والعديد من المجالات الأخرى. قالت العديد من الوفود التي تعتبر نفسها بأنها ديمقراطية أن المستوى الذي وصلت إليه النساء في روج آفا تجاوز ما هو في بلدانهم. في كثير من المجالات، كانت هناك أمثلة كثيرة تلفت الانتباه إلى الثورة".

 

"يتم فضح جرائم الاحتلال التركي"

قيمت روكن أحمد الحرب والمقاومة التي شهدتها عفرين وكيف كان عملهم إبان احتلال المدينة "نظام الدبلوماسية الاجتماعية استطاع أن يكون دعماً كبيراً لنا. لكننا رأينا في حرب عفرين، كيف قاوم أهالي عفرين 58 يوماً. من منظور الدبلوماسية الوطنية. يجب أن نقول إن لدينا أوجه قصور في الجانب الدولي وأن خبرتنا في توثيق الجرائم المرتكبة كانت ضعيفة إلى حد ما. لأننا بعد احتلال عفرين حاولنا العمل قدر المستطاع في المجال الأممي. لعب الأمميون دوراً مهماً للغاية في حرب عفرين، وانضم العديد من النساء والرجال الأمميين إلى ثورة روج آفا. في المجال الأممي، تمكنوا من إعداد وثائق بعدة لغات وإظهار الجرائم التي ارتكبها الاحتلال التركي والمتعاونون معها في الأراضي المحتلة حتى يومنا هذا. بالنسبة لمعارك سري كانيه وكري سبي لعام 2019، كان هناك الكثير من الدعم من الجماهير. ربما كان هدف الدولة التركية هو إخضاع شمال وشرق سوريا بالكامل، لكن بدعم من المحبين للحرية والديمقراطية، تم تعريف الرأي العالمي بحقيقة ثورة روج آفا وشمال وشرق سوريا".

 

"على المستوى العالمي تدعم 35 منظمة نسائية من 12 دولة ثورة روج آفا"

حول علاقاتهم وتحالفاتهم مع المنظمات النسائية في الشرق الأوسط وعلى المستوى العالمي قالت روكين أحمد "على المستوى العالمي، دعمت 35 منظمة نسائية في 12 دولة ثورة روج آفا. وأطلقت على نفسها اسم "نساء للدفاع عن روج آفا". اليوم، هناك 25 لجنة في 12 دولة. نحن دائماً على اتصال ونطرح أوضاع شمال وشرق سوريا. بالطبع، تم ذلك من خلال الدبلوماسية. لدينا أيضاً لجان وممثليات في إقليم كردستان وأوروبا ولبنان، إننا في اللجان الدبلوماسية التابعة لمؤتمر ستار نريد بناء العديد من العلاقات من خلال هذه اللجان. لأن هناك حروب من حولنا، إذا لم نحافظ على نظامنا في الداخل أو نوسعه، فسنواجه الإبادة الجماعية. لذلك، فإن دور الدبلوماسية مهم جداً في الحياة. عندما تكون هناك حرب، فإن دور الدبلوماسية مهم للغاية. ونحن كدبلوماسيين، نشارك في العديد من المؤتمرات الدولية. شاركنا كعضو في مؤتمر المرأة العالمي، والمسيرة النسائية العالمية، ومبادرة نساء الشرق الأوسط، ومبادرة نون من أجل حرية القائد آبو".

وأفادت روكن أحمد أن عمل العلاقات والتحالفات الديمقراطية، مثل جميع المنظمات الوطنية الديمقراطية، يتأثر بجميع أشكال الاعتداءات على شمال وشرق سوريا "بسبب الاعتداءات، فإن هناك العديد من الصعوبات في وصول الوفود إلى مناطق شمال وشرق سوريا. وكان هذا سبباً في قيام الدولة التركية بتكثيف هجماتها اليومية وارتكاب جرائم الحرب في مناطق الشهباء وزركان وتل تمر. على الرغم من وجود مشاركة في الأنشطة والتعبير عن الآراء عبر الإنترنت، إلا أن هذا لا يماثل إجراء اللقاءات وجهاً لوجه.

 

"الحل هو نظام الأمة الديمقراطية"

ولفتت روكن أحمد الانتباه إلى ضرورة إقامة علاقات مع نساء الشرق الأوسط "لقد جذب نضال المرأة منذ بداية الثورة الكثير من الاهتمام في الدول الغربية. الآن الأزمة التي تحدث في الشرق الأوسط هي أزمة كل واحد منا. أردنا إحداث انفتاح على مستوى الشرق الأوسط. لذلك تم عقد المؤتمر الأول والثاني لنساء الشرق الأوسط. خلال العامين الماضيين، أردنا كثيراً إحضار هذه الوفود. لطالما أرادت أنظمة الهيمنة خلق حالة من عدم الثقة بين الكرد والعرب. في سوريا هدفنا بناء اتحاد بين الشعب السوري والنساء السوريات. لكن الدولة تتدعي إننا نسعى إلى التقسيم. يتم كل هذا عن قصد في كل من سوريا والدول العربية. تركيا تقوم بالكثير من التضليل والخداع في الدول العربية باسم الإسلام. وقد وصلت إلى حد أن الدول العربية تدعم التغيير الديمغرافي في الأراضي المحتلة. نريد توضيح حقيقة أننا مناضلون، لذلك نريد سوريا ديمقراطية وشرق أوسط ديمقراطي. في مواجهة الأزمة السورية المستمرة منذ 12 عاماً، فإن الحل يكمن في نظام الأمة الديمقراطية، ولطالما جلب نظام الدولة القومية الأزمة إلى الشرق الأوسط. أردنا إعطاء أهمية لهذه القضايا في السنوات الأخيرة. في مؤتمر ستار لدينا بعض البرامج والتحضيرات. في وقت لاحق سيتم تنظيم المسيرة النسائية العالمية في تونس، لدينا جهود لفتح مكاتبنا على مستوى الدول العربية".

وعن أهدافهم وبرامجهم المستقبلية، قالت "عقدنا مؤتمراتنا العام الماضي. ككرد وكشعب روج آفا، الدبلوماسية شيء جديد بالنسبة لنا. لدينا بعض الصعوبات. هدفنا افتتاح أكاديمية سياسية ودبلوماسية. ليس في روج آفا فقط، فإن مشاركة المرأة في النشاطات السياسية والدبلوماسية منخفض بشكل عام في العالم أيضاً، ولم تصل إلى المستوى المطلوب. نحن نناضل من أجل تعزيز قوتنا في هذه المرحلة. تم عقد دورة تدريبية قبل أيام قليلة. كما أن، موضوعنا الرئيسي هو الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان، وهو رائد حرية المرأة وقدم لنا العديد من وجهات النظر حول قضية المرأة. كما أنه كلما كانت العلاقات والتحالفات الداخلية أقوى، سنتمكن من التصدي لهجمات الاحتلال التركي. في روج آفا عقدنا جلسة تشاورية، وخلال الجلسة تم الإعلان عن مبادرة ضد الاحتلال".

 

"الحرب الشعبية الثورية ضرورية لحماية الوجود"

وفي نهاية حديثها قيمت روكن أحمد الهجمات والتهديدات على شمال وشرق سوريا "الدعم الذي نريده على المستوى العالمي ليس لنا وحدنا. لكن الحقيقة هي أننا كنساء حققنا مع ثورة روج آفا العديد من الإنجازات. وتحول هذا النضال إلى خارطة طريق في مجال نضال المرأة ونريد أن نعمم هذه التجربة على مستوى العالم وأن تكون ملكاً للعالم كله. نحن نقيم التحالفات، وندعم بعضنا البعض، ونطلب الدعم. وكذلك فيما يتعلق بموضوع احتلال عفرين وسريه كانيه وكري سبي، فإننا نحاول الكشف عن هذه الجرائم التي ترتكب هناك حتى النهاية، نطالب بأن تحضر لجان التقصي للتحقيق في هذه الجرائم وكشفها ومحاسبة الغزاة وأن نتمكن من تحرير المناطق المحتلة. هناك هجمات تستهدفنا، وهناك تهديدات ضدنا. من الناحية الاستراتيجية، نقول إنه كلما كانت علاقاتنا وتحالفاتنا أقوى مع الكيانات الإقليمية وقوى التحرر في العالم، سنكون قادرين على فضح جرائم الحرب هذه وحماية مكتسباتنا. يجب أن نواصل الحرب الشعبية الثورية حتى نتمكن من الحفاظ على وجودنا. علينا أن نعتمد على قوتنا الخاصة، لذلك كلما اتحدنا، كلما تمكنا من إيقاف هذه المخططات".

 

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/22-07-2022-dosya-19-tirmeh-7-temam%20%281%29.mp4