من الاتحاد إلى قيادة ثورة المرأة (8)
مع الثورة في روج آفا بشمال وشرق سوريا تم تأسيس العديد من المنظمات النسائية. إحداها مجلس عدالة المرأة التي تنظم نفسها على أساس الأمة الديمقراطية وتعزز وتطور العدالة الاجتماعية
'عدالة المرأة تحمي المساواة'
حول عمل ونشاط عدالة المرأة، قالت ولاء العلي عضو مجلس عدالة المرأة الاجتماعية في إقليم الجزيرة إن المرأة عادلة، "الفرق بين عدالة المرأة ومجلس العدالة الاجتماعية العامة هو أنها تحمي استقلاليتها وتعمل بشكل خاص لصالح المرأة".
روناهي نودا
قامشلو - . يتم إحياء مشروع الأمة الديمقراطية على أيدي النساء حيث تقود النساء عملهن بنموذج الديمقراطية والبيئة وحرية المرأة وإحياء الأمة الديمقراطية. لقد دخلت منظمة عدالة المرأة التاريخ مرة أخرى من خلال سن قوانين خاصة بالمرأة. تحمي عدالة المرأة من خلال عملها، حقوق جميع الشعوب والثقافات والمعتقدات وأصبحت مثالاً في المنطقة والعالم بأسره. تدير عدالة المرأة عملها بمفهوم المساواة وضمير محايد. تم تنظيم عدالة المرأة في عام 2016. فيما يتعلق بعمل عدالة المرأة، كما شاركتنا ولاء العلي عضو مجلس عدالة المرأة الاجتماعية آرائها.
"دور مجلس عدالة المرأة الاجتماعية في مجال العدل"
أشارت ولاء العلي إلى أن عدالة المرأة بدأت عملها في عام 2016، "تم إنشاء مجلس عدالة المرأة الاجتماعية رسمياً في 26 تموز عام 2016، وهي إحدى لجان مؤتمر ستار. وظيفة مجلس عدالة المرأة الاجتماعية هي الإشراف ومراقبة عمل وأنشطة جميع النساء العاملات في مؤسسات العدالة المستقلة. كما تقوم لجنة الصلح في دار المرأة بإدارة أعمالها بالتعاون مع ديوان العدالة. أيضاً يقوم المجلس بالإشراف ومتابعة تنفيذ قوانين المرأة والقضايا المتعلقة بالمرأة في مؤسسات العدالة، وإجراء دورات التثقيف الذاتي، وتنظيم حملات توعية وتقديم الأفكار والتركيز عليها. يعقد مجلس عدالة المرأة مؤتمره كل سنتين حيث يتم تقييم الأعمال التي قام بها خلال عامين ويتم انتخاب الأعضاء ووفقاً لذلك يتم العمل على تطوير العمل بنجاح. يتم عقد اجتماعات شهرية واتخاذ قرارات إيجابية بناءً على التقييمات. كما أن عضوات مجلس عدالة المرأة الاجتماعية هن في نفس الوقت أعضاء في مجلس العدالة الاجتماعية العام والذي يتكون من ثلاث هيئات وهي هيئة التدقيق ومجلس الإدارة القضائية والرؤساء المشتركين".
"العدل هو الضمير والمساواة والديمقراطية والأخلاق"
أشارت ولاء العلي إلى أن العدل هو ضمير الناس "لكي تتحقق العدالة، يجب على المرء أن يحكم ضميره لأن العدل هو الضمير والأخلاق. والعدل مفهوم إنساني يقوم على تحقيق التوازن بين جميع أفراد المجتمع. كما أن العدالة تعني تحقيق حقوق الإنسان والحياة الحرة. فالعدالة تدور حول ضمان المساواة بين جميع الناس في المجتمع. ويتطلب تحقيق هذه العدالة أيضاً وجود نظام سليم وسن القوانين. يجب أن يكون هذا النظام بعيداً عن مصالح الدولة ويخدم مصالح المجتمع. يجب أن يكون القضاة أشخاصاً صالحين وقادرين على تحقيق المساواة في المجتمع وإعطاء الناس حقوقهم".
"سن القوانين الخاصة بالمرأة تحمي حقوقها"
قيمت ولاء العلي قوانين المرأة بالقول "لقد تم سن العديد من القوانين الخاصة بالمرأة ووضعت حيز التنفيذ، لكن القوانين التي نعمل عليها هي في الغالب تخص تعدد الزوجات وزواج القاصرات والخيانة الزوجية لأن هذه المشاكل هي الأكثر، ولهذا السبب تم التركيز والاهتمام بتنفيذ هذه القوانين. في البداية ظهرت العديد من المعوقات خاصةً في مجال تعدد الزوجات وزواج القاصرات لأن مجتمعنا لا يزال تحت تأثير الوعي التقليدي للمجتمع. كما أن مجتمعنا مرتبط بالعشائر والأديان وهذه القوانين كانت جديدة على مجتمعنا. قد لا تزال هناك بعض العقبات التي نتعرض لها ولكن يمكننا القول إلى حد ما أن هذه القوانين تم سنها وتنفذها الآن وأصبحت تخدم حقوق المرأة وتم اتخاذ خطوات ناجحة. ومن أجل تحقيق العدالة الاجتماعية وإحداث تغيير في مجتمع متخلف عالق في زاوية قديمة وعقلية تنظر إلى المرأة من منظور العبودية، يتوجب علينا كمجلس المرأة خوض النضال والكفاح. وفي الوقت نفسه، من واجبنا أن نحارب التمييز ضد المرأة وبناء حياة تقوم على مفهوم الأمة الديمقراطية".
"القضايا التي تطرح على المجلس وسبل حلها"
تحدثت ولاء العلي عن القضايا التي تطرح أمامهم وحلولها "لا ينظر مجلس عدالة المرأة الاجتماعية مباشرة في هذه القضايا. فهناك قضايا مدنية تقوم كل من لجنة الصلح ودور النساء بحلها حيث يتمثل دورها في التوفيق والصلح، أما القضايا الجنائية فيتدخل فيها مكتب المدعي العام. وأكثر المشاكل شيوعاً والتي تطرح أمامنا هي المشاكل المالية، مثل الديون بين شخصين والتعدي على حقوق بعضهم البعض أو أخذ أراضيهم. يساعد كل من مجلس عدالة المرأة الاجتماعية وديوان العدالة ولجنة الصلح ودار المرأة بعضهم البعض وهناك تنسيق فيما بينهم لحل جميع مشاكل المجتمع. كما هناك قضايا أخرى تطرح أمامنا مثل تعدد الزوجات وزواج القاصرات والتي تعتبر جرائم جنائية ويعاقب عليها القانون. تتم معالجة القضايا المتعلقة بالمرأة وحلها من قبل مجلس عدالة المرأة الاجتماعية".
"المرأة هي من خلقت العدالة"
وفي نهاية حديثها صرحت ولاء العلي بأن من خلق وأقام العدالة هن النساء وختمت حديثها قائلةً "منذ آلاف السنين، أدارت المرأة ونظمت المجتمع على أساس مجتمع أخلاقي. لقد أوجدت المرأة العدل. للأسف، بعد إقامة النظام الرأسمالي، انتزعت العدالة من أيدي النساء وبقيت بعيدة عن الحياة الطبيعية. قضية المرأة واضحة فهي تسعى وراء حقها الذي انتزع منها قبل آلاف السنين وتريد تغيير العقلية الأبوية. فالمجتمع يتراجع بتراجع المرأة ويزدهر بتقدم المرأة. وإذا أراد المرء بناء مجتمع حر وديمقراطي، فعليه أولاً تحرير المرأة. ولهذا، كانت هناك حاجة لتنظيم النساء وإنشاء جمعية مستقلة للنضال من أجل حقوق المرأة وقضاياها. الفرق بين عدالة المرأة وبين مجلس العدالة الاجتماعية هو أنها تحمي استقلاليتها وتعمل بشكل خاص من أجل النساء، لأن النساء أكثر إدراكاً لآلام بعضهن البعض ويعملن ويفكرن بشكل عادل وديمقراطي، ويقررن مصيرهن بأنفسهن. لعبت المرأة دوراً مهماً في العدالة الاجتماعية، وأثبتت وجودها وما زالت تناضل من أجل تحقيق العدالة والحرية".
غداً: اللجنة الاقتصادية
https://www.youtube.com/watch?v=H_qodGZlwLU
https://www.youtube.com/watch?v=lwmWf3rk03A