للمرأة الأفغانية دور هام في تاريخ الفن والحرب (5)
عندما ننظر إلى تاريخ أفغانستان، ندرك أن الحكومات الديكتاتورية هاجمت في بادئ الأمر حركات تحرير المرأة. لأن هذه الحركات تعتبر أعداء من الدرجة الأولى للأنظمة الديكتاتورية.
بهاران لهيب
كابول ـ انتهى حكم محمد ظاهر شاه الذي استمر 40 عاماً على يد ابن عمه داود خان، الذي استولى على السلطة في انقلاب عام 1952 واستبدله بالنظام الجمهوري في أفغانستان.
أثر الوضع العالمي بعد الحرب العالمية الثانية أيضاً على الوضع في أفغانستان، وأجرى دواد خان والأعضاء اللذين معه إصلاحات ديمقراطية صغيرة في نظامهم الفاسد من أجل منع الاحتجاجات الجماهيرية في البلاد. يمكن اعتبار الستينيات في أفغانستان ذروة النضالات الديمقراطية والماركسية. كانت الحركة اليسارية والديمقراطية في تلك الفترة قد وضعت قضية المرأة والمساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة على رأس أهدافها. ومن هذه النضالات، في عام 1956، تم تأسيس أول منظمة نسائية في أفغانستان من قبل مينا كيشوار كمال (27 شباط/فبراير 1956 - 4 شباط 1987) كما نظمت عدد من النساء الأخريات يطلق عليهن "النساء الأفغانيات الثوريات" أول منظمة نسائية في أفغانستان تسمى "الجمعية الثورية لنساء أفغانستان (RAWA)" وكانت أول جمعية نسائية في أفغانستان تتحدث عن المجتمع الديمقراطي، وضمان حقوق المرأة السياسية والاجتماعية وأعلنت أن الحل يكمن في معرفة المرأة ونضالها.
وحول هذا الموضوع أجرت وكالتنا لقاء مع نادية عزيزي إحدى النساء المعاصرات لـ مينا كيشوار كمال المعروفة باسم "مينا"، للتعرف على نضالها.
وعن تأثير الحركات اليسارية والتقدمية في العالم على بلورة أفكار مينا وآرائها، قالت نادية عزيزي "لقد أثرت الحركات التحررية بالتأكيد على أفكار مينا. عندما دخلت جامعة كابول، كانت فترة ازدهار الحركات التقدمية في أفغانستان. في ذلك الوقت، جعلت الهزيمة المخزية لأمريكا في فيتنام معظم الحركات الفكرية في العالم، بما في ذلك أفغانستان، أكثر تصميماً في النضال ضد الإمبريالية والرجعية. يمكن القول أن الثوار الفيتناميين أصبحوا قدوة للنساء والشباب الأفغان. استلهمت مينا من حركات العدل والاستقلال في المنطقة مثل حركة تحرير الشعب الفلسطيني ودور المرأة فيها. كما أن نضال القوى اليسارية والتقدمية في إيران، وخاصة النساء الثوار في إيران، كان له الأثر الأكبر على مينا ورفيقاتها الأخريات".
وحول الوضع الاجتماعي والسياسي في الفترة التي بدأت فيها مينا بالنضال أوضحت "عندما دخلت مينا جامعة كابول، كنا في فترة ازدهار للحركة التقدمية والثورية في أفغانستان، والتي كانت جامعة كابول هي القلب النابض فيها. كانت النقابات الطلابية بقيادة "منظمة الشباب" أو حركة (شوله جافيد). هي أكبر حركة يسارية في أفغانستان أيدت الماركسية اللينينية وفكر ماوتسي، وتأسست هذه المنظمة في كابول عام 1944 وأصدرت مجلة تسمى "شوله جاويد" عام 1947. تم الإبلاغ عن أنه بعد نشر هذه النشرة، كان جميع مؤيدي هذا الاتجاه يُعرفون باسم "النار". كانت مينا أيضاً من المعروفات بـ "النار". عدا عن تأثير الحركات الداخلية والخارجية على أفكارها، علينا القول إنها فهمت القمع والنظام الأبوي في المجتمع الأفغاني وأرادت تغييره. كل هذا دفع مينا لتأسيس "الجمعية الثورية لنساء أفغانستان "(RAWA) مع زملائها".
بعد عام من تأسيس الجمعية في السابع من أيار/مايو 1957، وقع انقلاب دموي للشعب والأفواج العسكرية في أفغانستان بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي. في الذكرى السنوية الأولى للانقلاب، نظم طلاب المدارس بقيادة مينا مسيرة كبيرة في كابول ضد الحكومة المعتدية للاتحاد السوفياتي. تحولت هذه المسيرة إلى عنف. الطالبتان ناهد ساعد ووجيها خالقی، كانتا في مقدمة المظاهرة، وقد أطلق الجنود النار عليهم.
أصدرت الجمعية نشرتها الأولى التي كانت تسمى "رسالة نسائية" وهي أول مجلة نسائية تم نشر صورة ناهد ساعد ووجيها خالقي في العدد الأول منها، فمجلة "رسالة نسائية" هي المجلة النسائية الوحيدة التي كشفت عن وجه المجرمين العملاء المحليين والأجانب وأصولي طالبان في عددها الأول.
ما يميز الجمعية الثورية لنساء أفغانستان ومجلة "رسالة نسائية" عن المنظمات والمطبوعات الأخرى في أفغانستان هو صوتها الواضح والسريع.
وأضافت نادية عزيزي "الجمعية الثورية لنساء أفغانستان حولت أفغانستان إلى جبهة حرب بعد انقلاب 7 نيسان، بالإضافة إلى دعم الشعب والقوى الديمقراطية في الحرب ضد روسيا، وعمل تثقيف الفتيات والفتيان، أنشأت مصنع خياطة ونسج السجاد للنساء، وأنشأت عيادة للمهاجرين الأفغان، وخاصة النساء والأطفال، وساهمت في توعية النساء".
وبينت "نضال رافا لم ينته بهزيمة الاتحاد السوفيتي وحكومتها التابعة. فمع السلطة التي جاءت في الثامن من أيار 1971، دمرت أفغانستان بأكملها في حرب السلطة، وقتل 65 ألف شخص من كابول، ونهبت المنازل ومتحف كابول وجميع المؤسسات العامة واغتصبت أم تبلغ من العمر 70 عاما وطفلة تبلغ من العمر 7 سنوات".
وصلت طالبان إلى السلطة لأول مرة في 1975. طالبان هم الأشقاء الرئيسيون للإخوان، فقد واصلوا سلسلة جرائمهم. كما في مذبحة أهل باميان ومزار.