في الثورة الكوبية... روح النساء الطليعيات (3)

الفتاة الثورية ميلبا هيرنانديز التي شاركت مع صديقتها هايدي سانتاماريا في الهجوم على قاعدة مونوكادا، والتي قالت عن تحضيرات العملية العسكرية بأنها "نضال متواصل على مدى 24 ساعة في اليوم"، تُعرف بين أوساط الشعب الكوبي بـ "بطلة الثورة الكوبية"

'بطلة الثورة الكوبية'

 
مركز الأخبار- .
ميلبا هيرنانديز رودريغيز ديل راي، ولدت عام 1921 في مدينة لاس فيلاس في إسبانيا، كانت الابنة الوحيدة للعائلة، لذلك كانت العائلة تحرص على تأمين كل ما يلزم لها وعدم حرمانها من أي شيء بما فيها الدراسة. كانت ذكية ومجتهدة في دراستها، وأكملت الدراسة بنجاح حتى المرحلة الجامعية، إلى أن دخلت قسم الحقوق في جامعة هافانا. كما نالت خلال دراستها شهادة العلوم الاجتماعية. وبعد إكمال دراستها الجامعية تطورت في مجال الحقوق، ومارست مهنة المحاماة فترة من الزمن. لم تستطع القبول بالنظام القائم في ذلك الوقت، وكانت دائمة البحث والتقصي، ولم يكن الواقع القائم يلبي طموحاتها. كانت تسعى دائماً للتوجه إلى أمر مختلف، لذلك انضمت في البداية إلى الحزب الأرثوذوكسي، وفيما بعد تعرفت على الثوار الكوبيين وانضمت إلى صفوفهم.
 
نضال متواصل على مدى 24 ساعة
بقيادة فيدل كاسترو كان الثوار الأرثوذكس يعدون العدة لشن هجوم على قاعدة مونوكادا العسكرية. وشارك في العملية 120 شاباً، ومن بين المشاركين كانت هناك فتيات من أمثال هايدي سانتاماريا وميلبا هيرنانديز. واستمرت تحضيرات العملية العسكرية حوالي شهر كامل.
الفتاة الثورية ميلبا هيرنانديز وصفت العمل المتواصل للتحضير للعملية خلال ذلك الشهر، بالنضال المتواصل على مدار 24 ساعة. دون كلل أو ملل كان على الجميع أن يؤدي المهام التي تقع على عاتقه، لم يكن من المقبول التأخر عن الاجتماع ولو لدقيقة واحدة.
 
تمكنت من تأمين اللباس الخاص بالجيش لأجل تنفيذ العملية 
بموجب الخطة التي وضعت للهجوم كان يجب على الشباب ارتداء أزياء جيش باتيستا، للدخول إلى قاعدة مونوكادا. تمكنت ميلبا هيرنانديز من إقناع أحد العرفاء في الجيش لتأمين 100 بزة عسكرية. وبعد استلامها للبزات العسكرية كان على ميلبا حمايتها حتى إيصالها إلى رفاقها، لذلك قامت بإخفائها في إحدى المنازل. وكان هناك ضابط رفيع المستوى يسكن في نفس المنزل. وبتلك الإمكانيات الضئيلة وظروف السرية كانوا يعملون أيضاً على تأمين الطعام للثوار. وبعد الثورة سميت وجبة الطعام تلك بـ "الوجبة الأخيرة لأبطال كوبا". 
تعرضت للاعتقال خلال مشاركتها في العملية العسكرية على قاعدة مونوكادا، ورغم أنها محامية ولكن لم يسمح لها بالدفاع عن نفسها وفي النتيجة تدخل السجن. وبعد خروجها من السجن تشارك مع صديقتها هايدي سانتاماريا بالعمل في التنظيم الشعبي في المدن. وتستمر علاقتهم مع فيدل كاسترو وتعمل على نقل تقييماته وآرائه عن الثورة إلى الخارج. وتولت الفتاتان مهام ومسؤوليات رئيسية ضمن صفوف جيش انتفاضة كوبا.
في عام 1960 تولت ميلبا هيرنانديز مسؤولية إدارة سجن النساء، وفي عام 1986 انتخبت في عضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، كما كانت دبلوماسية كوبية بارزة. عملت كسفيرة لبلادها في فيتنام وكمبوديا. كما تولت منصب عضو الأمانة العامة لتنظيم مساندة شعوب آسيا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا (OSPAAL).
يعرف الشعب الكوبي الثورية ميلبا هيرنانديز بـ "بطلة الثورة الكوبية"، وفي عام 2014 توفيت الثورية ميلبا جراء إصابتها بمرض السكري.
 
غداً هايدي سانتاماريا غواردرادو التي سميت بـ "يه يه" ضمن صفوف الثورة