دار المرأة باتت نموذجاً لثورة النساء (2)

أشادت الإدارية في دار المرأة بإقليم الجزيرة إلهام عمر بعمل وأنشطة دار المرأة، وبينت أن دار المرأة تستند على المساواة والديمقراطية "بدأنا بإنشاء دار المرأة بثلاث نساء، واليوم هناك آلاف النساء تعملن فيها".

'دار المرأة تستند على المساواة والديمقراطية'

 

روناهي نودا

قامشلو ـ حدثت تطورات كبيرة في روج آفا وشمال وشرق سوريا مع ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو 2012. واستطاعت المرأة الكردية أن تحول الثورة في روج آفا إلى ثورة المرأة. واليوم، تقود النساء الكرديات مشروع الأمة الديمقراطية الذي طرحه القائد عبد الله أوجلان.

مع تطور الثورة، لعبت دار المرأة التي استطاعت الحفاظ على هوية المرأة دوراً كبيراً في اتخاذ الخطوة الأولى للثورة. وتم إنشاء دار المرأة لأول مرة في 20 آذار/مارس عام 2011 في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا. كما تم إنشاء ما مجموعه 62 داراً للمرأة في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، من بينها دار للمرأة في منطقة زور آفا في العاصمة السورية دمشق. واليوم، تستلهم جميع نساء العالم وجودهن واستقلالهن من ثورة المرأة، ومن خلال هذا الاستلهام تعود النساء مرة أخرى إلى طبيعتهن المقدسة.

إلهام عمر إحدى رواد ومؤسسي دار المرأة وقد لعبت دوراً كبيراً في هذه المؤسسة واستطاعت أن تمثل صوت المرأة وهويتها وحضورها. شاركتنا إلهام عمر الإدارية في دار المرأة في إقليم الجزيرة آرائها وقيمت الهيكل، والعمل، والنشاط، والمصاعب، والمتعة التي خلقنها داخل دار المرأة والدور الكبير الذي لعبنه في المجتمع.

 

"تم إنشاء دار المرأة في عام 2011"

أوضحت إلهام عمر أن دار المرأة تأسست عام 2011 "تم إنشاء دار المرأة بتاريخ 20 آذار عام 2011. مع بدء شرارة ثورة المرأة داخل ثورة روج آفا، فاتخذنا على عاتقنا قيادة الثورة من جهة والمجتمع من جهة أخرى. لقد عدنا إلى طبيعتنا وذاتنا بهذه الطريقة، لذلك كنا بحاجة إلى إنشاء دار المرأة لجذب المجتمع إلى طرفنا. تم إنشاء دار المرأة لأول مرة في مدينة قامشلو. لقد أنشأنا هذه الدار في منطقتنا بسبب توفر الإمكانيات والأمان. فقد كانت هناك حرب دائرة في جميع أنحاء سوريا وجاء الكثير من السوريين إلى منطقتنا واستقروا فيها لأنها آمنة. عندما اجتمعت نساء شعبنا مع النساء السوريات، وجدنا أنه من الضروري إنشاء هذه الدار".

 

"توجد 62 دار للمرأة في شمال وشرق سوريا"

بينت إلهام عمر أنه تم إنشاء 62 داراً للمرأة في شمال وشرق سوريا "بعد إنشاء دار المرأة في قامشلو، قمنا بإنشائها في جميع مناطق روج آفا، ثم انتشرنا في شمال وشرق سوريا. وبعد تحرير المناطق العربية مثل الرقة والطبقة ودير الزور ومنبج من مرتزقة داعش أنشأنا دار المرأة في تلك المناطق أيضاً. حالياً تم إنشاء 62 داراً للمرأة في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا. وتوجد أيضاً داران للمرأة السريانية يطلق عليهما اسم عشتروت. هناك أيضاً دار للمرأة في مخيمات اللاجئين حيث تقدم المساعدة للمهجرات في كل المجالات".

 

"دار المرأة ولجنة الصلح ومجلس عدالة المرأة هم الحل للمرأة"

وأكدت بأنهم ينظمون أنفسهم وفق أنظمة دار المرأة في 4 أقسام "حسب أنظمة دار المرأة ننظم أنفسنا في لجان مثل لجنة الصلح والإدارة والتعليم والإعلام والأرشيف. كما تم إنشاء ديوان العدالة، حيث ارتأينا أن المحكمة أيضاً ضرورية لعملنا. يوجد الآن تواصل بين مجلس عدالة المرأة ودار المرأة ولجنة الصلح. فبعد أن التف المجتمع حولنا، يمكننا القول إن دار المرأة أنشأت من أجل كل من المرأة والمجتمع. نحن كمنظمة مستقلة أصبحنا مؤسسة اجتماعية حيث يأتي الرجال أيضاً لحل مشاكلهم في دار المرأة. وفي مؤتمرنا لعام 2016، تقرر إنشاء مجلس عدالة المرأة. تم إنشاء المجلس وتأسيسه على أساس عالمي. وقد جاء آلاف الأشخاص من جميع أنحاء العالم لزيارتنا وتساءلوا كيف بنينا نظامنا. لماذا وجدنا ضرورة لتأسيس مجلس الصلح والعدالة ودار المرأة؟ لأننا بشكل عام رأينا أن النساء في بعض الأحيان لا يحصلن على حقوقهن. وبعد إنشاء مجلس عدالة المرأة، وجدنا أنه يمكننا أيضاً التدخل ومساعدة النساء وإيجاد الحلول لهن. نحن في مجلس عدالة المرأة ولجنة الصلح ودار المرأة نجتمع دائماً ونناقش القضايا والمشاكل والحلول اللازمة. وعلى صعيد روج آفا، تمكنا من خلال نظامنا أن نكون مثالاً يحتذى به لجميع النساء في العالم".

 

"هناك مساواة وعدالة في دار المرأة"

وعن المشاكل التي تعرض عليهم وتقمن بحلها قالت "دار المرأة تحل مشاكل وآلام المجتمع، النساء والرجال، والأسرة والأطفال. في البداية لم يتقبلنا المجتمع، ولكي يتم تقبلنا أوضحنا ​​للمجتمع أن هناك مساواة وعدالة في دار المرأة. فنحن نتعامل وفقاً للعدالة بغض النظر في أي جانب كانت".

 

"تنضم الأمهات المسنات إلى دار المرأة"

أوضحت إلهام عمر سبب كون أعضاء دار المرأة من الأمهات "في مجتمعات الشرق الأوسط، يحظى الأشخاص الكبار في السن دائماً بالاحترام. ولكي يحترم مجتمعنا هذا العمل ويقدره تحتل الأمهات مكانة في دار المرأة. ومن أجل تطوير العضوات وتدريبهن، عندما تنخرط الأمهات في العمل والأنشطة فإننا نضع إحدى الشابات معهن لكي تدربهن على العمل والأساليب والتعامل. كما أن للأمهات الكثير من التجارب في الحياة، فحينما تستمع إلى مشاكل المجتمع، تستطيع أحياناً أن تجد الحل المناسب لها من خلال خبرتها وتجاربها في الحياة. كما يستمع مجتمعنا أيضاً إلى كبار السن ويفعل ما يقولونه. بالطبع كان هناك بعض الأمهات اللواتي كن يقلن إن الأمر كان على هذا النحو في عهدنا، لذا بدأنا بمناقشة هذه النقطة أيضاً ووجدنا بأنه يجب تغيير العقلية ويجب على الأمهات أن يقلن لقد عشت وعانيت من هذا الأمر ولا ينبغي لأحد من بعدي أن يعاني منه. ومن أجل تغيير هذا الفكر ابتعدنا عن القوالب، وتعاملنا مع التغيير والتحول بمرور الزمن وعلى مراحل. بعد صدور قانون المرأة في عام 2014، كنا لا نزال واضحين بشأن كيفية تعاملنا مع المشكلات التي تواجهها النساء وكيفية إيجاد الحلول لها. فقانون المرأة أيضاً ينص على المساواة في المعاملة لكلا الجنسين".

 

"نطبق مبدأ الحرية والمساواة في عملنا"

قالت إلهام عمر بأنهن أصبحن مصدر إلهام للمرأة العربية أيضاً "نواجه بعض الصعوبات في المناطق العربية، لكن من خلال الاجتماعات والندوات والمحاضرات تمكنا من توعية المرأة العربية أيضاً. لقد احتضنتنا النساء العربيات بحب كبير لأنهن رأين الحرية والمساواة في نظامنا. وجدت المرأة راحتها في دار المرأة وعرفت حقوقها. عندما تم تحرير مدينة الرقة من مرتزقة داعش، توجهنا كدار المرأة إلى الرقة وعقدنا اجتماعات مع النساء العربيات، يمكننا القول إن مئات النساء أبدين اهتماماً كبيراً وانضممن إلينا. خطونا خطوات في المناطق العربية وهذا أسعدنا".

 

"في عام 2021 أنقذنا 56 امرأة من الانتحار والقتل"

وأشارت إلهام عمر إلى أن هناك بعض الأشخاص الذين يهاجمون نظامنا ويريدون تشويهه "كانت تدور أقاويل مثل دار المرأة هي دار الطلاق. لكننا قمنا بالرد على هذا الأقاويل وأظهرنا بأن دار المرأة هي دار التوعية والتعليم. كما أننا تعرضنا إلى التهديدات والأقاويل ولكننا كافحناها وقاومنا ضد كل المصاعب. لو كانت دار المرأة هي دار الطلاق لما تم حل هذا القدر الكبير من القضايا والمشاكل. ففي عام 2021 أنقذنا 56 امرأة من الانتحار والقتل. إن أولئك الذين تفوهوا بالأكاذيب ولفقوا الأقاويل حول دار المرأة هم الذين يريدون خلق الفوضى في روج آفا، وتشويه مؤسساتنا. بالطبع هناك أوجه تقصير ولكن هناك أيضاً تشويه. كحركة نسائية، لدينا أساس وحيث نذهب يمكننا أيضاً ترسيخ وتطبيق نظامنا. يتم إنهاء وحل القضايا المعروضة على دار المرأة برضا من قبل الطرفين. نحن لا نسعى فقط إلى حل المشاكل، بل نسعى أيضاً إلى توعية وتعليم المرأة".

 

"حصلت دار المرأة في فرنسا على جائزة"

وأضافت "خطت المرأة خطوات كبيرة في ثورة روج آفا، وأخذت النساء زمام المبادرة في الثورة، لذلك استطعن ​​تحقيق إنجازات عظيمة في جميع أنحاء العالم. كما حصلت دار المرأة في فرنسا على جائزة. هذا أيضاً يظهر مدى نجاحنا. لقد أتت العديد من النساء من جميع أنحاء العالم وتعرفن على نظامنا وتأثرت الكثير منهن بنا وأردن تطبيق هذا النظام في بلدانهن أيضاً. تأتي العديد من النساء الأمميات إلى دار المرأة ويتلقين التدريب لدينا. هناك تقدم دائم وتطور كبير وملحوظ".

 

"زواج القاصرات وتعدد الزوجات يخلقان صعوبات كبيرة"

وأوضحت إلهام عمر المشاكل التي تعرض على دار المرأة "تردنا قضايا ومشاكل مختلفة ومتعددة. وبعد صدور قانون المرأة في عام 2014 أصبحت بعض الأمور أكثر وضوحاً. لكن المشكلة التي نواجهها حالياً هي زواج القاصرات وتعدد الزوجات. نحن نكافح ضد هذه القضايا ونتعامل معها وفقاً لقانون المرأة. ومن أجل تقليل أوجه القصور هذه في المجتمع، نركز على توعية المجتمع".

 

"شهد الرجال أيضاً تغيرات وتحولات في دار المرأة"

وأشارت إلهام عمر إلى أن الرجال أيضاً يأتون لحل مشاكلهم في دار المرأة "في كل ثورات العالم، عندما تبدأ ثورة يتم تدمير ونهب ذلك البلد وتهجير سكانه. لكننا كمناطق شمال وشرق سوريا لم نسمح بحدوث ذلك في مناطقنا. هناك أيضاً العديد من الرجال الذين يواجهون صعوبات يأتون إلينا ويطلبون الحلول. فالرجال أيضاً يعانون ولديهم مشاكل وآلام، نحن ندعم ونساند النساء دائماً، لكن بغض النظر عن المشكلة نتعامل معها على أساس المساواة والديمقراطية. لا نسمح لتعرض النساء والرجال أيضاً للصعوبات والمشاكل. لن نتخلى عن النساء أبداً، بل على العكس سنقوم بتعليمهن وتوعيتهن. هناك أيضاً العديد من الرجال الذين لا يقبلون بتعرض دار المرأة للتشويه ويدافعون عنها. فقد شهد العديد من الرجال أيضاً تغييرات وتحولات في دار المرأة. هناك أشياء كثيرة يمكن تدميرها في دقائق، لكن بنائها صعب للغاية ويستغرق وقتاً طويلاً. فعندما يريد الناس بناء شيء ما، عليهم النضال والمقاومة، لذلك بقدر ما نستطيع سنبذل قصار جهدنا وسنقوم ببناء مجتمعنا ونتخلص من العقلية السلطوية السائدة. نحن نقول دائماً أن المرأة هي أساس كل شيء".

 

"الأسرة الديمقراطية تبنى على أساس المساواة"

وحول مفهوم الأسرة الديمقراطية قالت "الأسرة الديمقراطية تبنى على المساواة. يجب أن تكون هناك مساواة بين الجنسين. فقبل أن نبدأ في الحديث عن البيئة المحيطة نحتاج أولاً إلى بناء واقع صحيح في منازلنا. يجب أن نبدأ ببناء أسرة ديمقراطية ومتكافئة من منازلنا حتى نتمكن من بناء المجتمع. على الجميع قراءة كتاب القائد عبد الله أوجلان، حتى يتمكنوا من بناء أسرة ديمقراطية".

 

"بدأنا العمل بثلاث نساء واليوم أصبحنا بالمئات"

وأوضحت إنه تم إحراز الكثير من التطورات مع الثورة "لقد خطونا خطوات كبيرة مع ثورة روج آفا، كما قطعت دار المرأة خطوات كبيرة في المجتمع. فثورتنا تجذب انتباه العديد من الصحفيين والمثقفين والسياسيين الذين يأتون لزيارتنا، وهذا في حد ذاته خطوة إيجابية. فدار المرأة رائدة في المجتمع. وقد ذاع وانتشر اسم دار المرأة في جميع أنحاء العالم أيضاً. بدأنا هذا العمل بثلاثة عضوات، واليوم انضمت آلاف النساء إلى هذا العمل. بعد تحرير منطقة دير الزور من مرتزقة داعش، افتتحنا أول دار للمرأة هناك أيضاً، وقد انضمت إلينا مئات النساء العربيات بالفعل وأصبحنا ملجئً لهؤلاء النساء. صحيح أننا خطينا أول خطوة بثلاث نساء، لكن فلسفة القائد آبو وجهود الشهداء سمحوا لنا بأن نصبح بالمئات. فاليوم، تشارك المئات من النساء الكرد والعرب والسريان والتركمان والشركس والإيزيديين والأرمن في هذا العمل ويدافعن عن حقوق المرأة".

 

"دار المرأة علاج للنساء"

دعت إلهام عمر نساء روج آفا للجوء إلى دار المرأة مهما كانت آلامهن "أدعو جميع النساء في روج آفا إلى تحرير أنفسهن واتخاذ خطوات كبيرة. مهما كان الألم الذي يعانين منه، فإن دار المرأة هي علاج لهن. نحن جزء من مؤتمرستار وأم لجميع النساء. نحن كدار المرأة نتخذ خطوات مع مجتمعنا ونحن سعداء بمجتمعنا. نحن مستعدون دائماً للاستماع إلى آلام ومشاكل الجميع وحلها، سواء كانوا من النساء أو الرجال".

 

غداً: عضو مجلس عدالة المرأة في مقاطعة قامشلو حنيفة محمد تقيم عمل دار المرأة في مجال العدالة