دار المرأة باتت نموذجاً لثورة المرأة (7)

فيما يتعلق بإنشاء ودور وأعمال وأنشطة دار المرأة أوضحت إداريات وعضوات في دار المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا بأن "دار المرأة مكان لدعم النساء وحل مشاكلهن"

'دار المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا هي عماد لجميع النساء'

عبير محمد

قامشلو - على مر التاريخ، كانت النساء أكثر من عانى من القهر والقسوة والظلم، وبالطبع هذا القمع والظلم كان يمارس من قبل العقلية الأبوية لإبعاد المرأة عن تاريخها ويصبح المتسلطون هم الحكام. لذلك نرى أن هذا الوعي والنظام السلطوي وصل حتى إلى القرن الحادي والعشرين. ولكن من المعروف أنه لا يمكن للظلم والقمع الانتصار أبداً، وأعظم مثال على ذلك هي ثورة روج آفا التي تركت فيها المرأة بصمتها في التاريخ.

وعلى الرغم من هذه الخطوات المقدسة، كانت لا تزال هناك حاجة لمركز أو مؤسسة داخل المجتمع لدعم المرأة داخل المجتمع وحل مشاكلها الاجتماعية والأسرية والمطالبة بحقوقها. وعلى هذا الأساس تم إنشاء دار المرأة في روج آفا وانتشرت فروعها في جميع مناطق شمال وشرق سوريا. وحول هذا الموضوع تحدثت عضوات وإداريات في دار المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا عن عمل وأنشطة الدار.

 

"دار المرأة دعمت النساء في جميع الأوقات"

قالت مديرة دار المرأة في حي الشيخ مقصود في حلب بريشان رشيد إن الهدف من افتتاح دار المرأة ليس فقط حل المشاكل، ولكن أيضاً لتثقيف النساء في جميع مناحي الحياة "تأسست دار المرأة في حي الشيخ مقصود في عام 2011، وهناك فرع واحد فقط لدار المرأة في حلب. لم يكن الهدف من افتتاح الدار في حلب حل مشاكل المرأة فقط، ولكن أيضاً لتثقيف النساء على جميع نواحي الحياة، وأنا أيضاً كنت من بين تلك النساء اللواتي تم تدريبهن في دار المرأة ووصلن إلى درجة عالية من الفهم والإدراك والمعرفة. تحتاج كل امرأة إلى أن تثقف نفسها لتدرك شخصيتها وهويتها، وتعرف ما هي حقوقها وكيف ستقوم بدورها في هذه الحياة بطريقة صحيحة. هناك تنسيق قوي بين دار المرأة والكومين والمجلس ونعمل معاً ونساعد بعضنا لنتمكن من تحقيق الفوائد للمرأة والمجتمع. أدعو جميع النساء للذهاب إلى دار المرأة واللجوء إليها قبل أن تتفاقم مشكلتهن حتى نتمكن من أن نكون جزءاً من حل مشاكلهن ودعمهن وتحقيق نتيجة جيدة بأقل الأضرار. لأن دار المرأة مكان لحل قضايا المرأة والعناية بها".

 

 

 

"تم إنشاء دار المرأة في منبج في عام 2016"

أشارت مديرة دار المرأة في مدينة منبج إيمان حمشو إلى أنه تم إنشاء دار المرأة بعد تحرير منبج من مرتزقة داعش، وأنهن يكافحن لتجنب تفاقم المشاكل الأسرية "تم إنشاء دار المرأة في منبج في عام 2016 مع بداية عملية تحرير مدينة منبج. زاد عدد النساء اللواتي تزرن دار المرأة بشكل كبير، لذلك رأينا أيضاً أن هناك حاجة إلى فتح المزيد من المراكز في قرى منبج والتي يبلغ عددها الآن ثلاثة مراكز. وأيضاً حتى نتمكن من الوصول إلى عدد أكبر من نساء منبج لأن العديد منهن لم تكن تستطعن ​​الوصول إلى المدينة. دار المرأة مؤسسة اجتماعية ويمكن لأي أحد الذهاب إليها وزيارتها. في البداية تبلغ المرأة أو الرجل عن مشاكلهما ثم نبدأ في مناقشة القضية في محاولة لحل المشكلة دون أن تتفاقم وتصل إلى المحكمة. تتحول المناقشات أحياناً إلى جلسات ويستمر بعضها لأشهر لأن كل مشكلة تختلف عن الأخرى. بالطبع كل مشكلة لها حلها. نحاول توعية الطرفين حتى لا يفترق الزوجان عن بعضهما، لأن كل أسرة تواجه بالتأكيد المشاكل".

 

"تم حل ما يقارب 1755 مشكلة في منبج في غضون عام"

وأوضحت إيمان حمشو أن دار المرأة في منبج قد حلت حوالي 1755 مشكلة خلال عام "إن معظم المشاكل التي ترد إلينا هي عن زواج القاصرات وتعدد الزوجات وغالباً ما تصل إلى مستوى الطلاق إذا لم تتوسط بعض الأطراف بينهما. كان الوضع في منبج حساساً نوعاً ما وذو خصوصية، حيث كانت محتلة وخضعت لسيطرة الجيش الحر الذي كان يحكم باسم الدولة التركية وداعش لفترة طويلة، مما تسبب في اختلاف نظامها، حيث تطلب الكثير من العمل وجهود كبيرة لتصحيح النظام الخاطئ المطبق فيها. لقد عانت نساء منبج الكثير من الآلام والقمع من قبل هؤلاء، ولكن افتتاح دار المرأة خلق لديهن آمال كبيرة وتنفسن نسائم الحرية. لقد أصبحنا ملجئ لنساء جميع المكونات والأطياف، لذلك استمدت النساء الثقة والقوة من هذه الدار، سواء كانوا رجالاً أو نساءً لو لم يثقوا بنا لما توجهوا إليها. نحن فخورون جداً بأننا تمكنا حتى الآن من حل 1755 مشكلة وفي المستقبل سنزيد من عملنا وجهودنا لحل المشكلات الأخرى أيضاً. آمل ألا تقبل المرأة الزواج في سن مبكرة وتعدد الزوجات، وإذا وقفت ضد هذه الأشياء ستكون قادرة على إنقاذ نفسها من الخطر".

 

 

 

"دار المرأة في الرقة تحولت إلى مكتب تجمع زنوبيا"

وقالت الناطقة باسم لجنة العدالة الاجتماعية في مكتب تجمع زنوبيا لنساء الرقة وريفها زهرة شلاش أن دار المرأة في الرقة تحولت إلى مكتب تجمع زنوبيا لنساء الرقة وريفها في عام 2021، كما صرحت أيضاً أنه تم حل حوالي 1080 مشكلة خلال سنوات عملهم "تم إنشاء دار المرأة في مدينة الرقة عام 2018 في بداية تحرير الرقة من مرتزقة داعش. وفي عام 2021 تحولت دار المرأة إلى مكتب تجمع زنوبيا لنساء الرقة وريفها. في الرقة وقراها توجد 19 لجنة للصلح في أماكن مثل الخاتونية، الصرحبية، حي المدينة، رميلا وحي الكرد وجميع نواحيها. يوجد أيضاً 20 مكتباً لتجمع نساء زنوبيا. الهدف من فتح هذا المكتب هو التمكن من حل المشاكل الزوجية والمشاكل الأسرية على وجه الخصوص. تردنا العديد من القضايا ومعظمها يتعلق بالمرأة، ويتم حل حوالي 1080 قضية كل عام. وإذا لم نتمكن من حلها لدينا، نرسلها إلى محكمة العدل الاجتماعي في الرقة".

 

 

 

"غيرت دار المرأة في مقاطعة الشهباء الآراء والذهنية الخاطئة"

وعن الوعي والذهنية والأفكار التي غُرست في أذهان مواطني الشهباء أوضحت عضو دار المرأة في مقاطعة الشهباء سلافة جمعة دار المرأة في الشهباء تمكنت من أن تغير هذا الوعي وأن تجمع النساء حولها "بدأت دار المرأة في الشهباء بثلاث عضوات في عام 2017، وكانت كل عضو من مكون مختلف. لقد مررنا بأوقات عصيبة وعانينا من الكثير من الصعوبات في بداية إنشاء دار المرأة في هذه المقاطعة، لأن مقاطعتنا كانت محتلة من قبل داعش والجيش الحر. كما كانت الشهباء تتمسك بالعادات والتقاليد القديمة وكانت خائفة من النظام البعثي مما أدى إلى عدم قبولنا في ذلك الوقت. ولكن بمرور الوقت حدثت تغييرات جذرية، فعندما دخلت دار المرأة إلى كل منزل، أدركت كل امرأة حقيقة هذه الدار، وتغير المفهوم الخاطئ والنظرة الذي تم أخذها عن دار المرأة وتشكل مفهوم صحيح وسليم. بهذه الخطوات الناجحة توسعت دار المرأة وأنشأت مراكزها في العديد من المناطق الأخرى في الشهباء. خاصة عندما انضم أهالي عفرين إلى أهالي الشهباء، فقد أدى ذلك إلى تقبل دار المرأة وعودة نساء هذه المقاطعة إلى جوهرهن ومعرفة حقوقهن. وبفضل كفاح ونضال دار المرأة أصبحت النساء الآن تدركن بأنه يجب على المرأة الوقوف إلى جانب المرأة ودعمها ومساندتها. نحن كدار المرأة من واجبنا تثقيف النساء والنهوض بهن، ويجب على المرأة المطالبة بحقوقها، وإذا لم نطالب بحقوقنا فلن يهتم أحد بنا ولن يفعل أي شيء من أجلنا".

 

 

 

"دار المرأة في الطبقة تساند النساء وتدعمهن"

قالت مديرة دار المرأة في الطبقة رجاء عبد الرحيم إن دار المرأة في الطبقة أصبحت كالرحم الذي يضم جميع النساء ويهتم بهن ويدعمهن "تم افتتاح دار المرأة في الطبقة عام 2017، وافتتحت سبعة دور أخرى للمرأة في قراها أيضاً. في البداية كانت دار المرأة تتألف من عدة لجان وكانت إحداها لجنة الصلح، وكانت مهمتنا الرئيسية هي الصلح والتوفيق وحل قضايا المرأة. كانت دار المرأة بمثابة رحم لجميع النساء خاصة وأن هذه الدار هي من منجزات نظام الأمة الديمقراطية. في السنوات التي سبقت تحرير الطبقة كانت المرأة مستعبدة، ولا حقوق لها وتعرضت للقمع الشديد والظلم على أيدي المرتزقة، مما كان له أيضاً تأثير عميق على الصحة النفسية للمرأة. وفي هذا الصدد، شُكلت لجان تدريب وتثقيف وتم توفير التدريب على أساس إعادة المرأة إلى الحياة الطبيعية. في مدن مثل الطبقة يتم التمسك بالعادات والتقاليد وهذا الموضوع له تأثير سلبي على جيل المستقبل، بالطبع تم بذل جهود كبيرة لتصحيح مفهوم العادات والتقاليد الخاطئة والسيئة، وحتى يومنا هذا نحن نكافح من أجل ذلك، لأن الكثير من الشباب أصبحوا ضحايا للعادات حتى وصلوا إلى درجة الانتحار. ولكن عام بعد عام كانت هناك تغييرات ملحوظة وجذرية وتحسن في وعي المجتمع. خاصة في عام 2022 ووفقاً لوثائقنا وأرشيفنا، فقد انخفض عدد المشكلات مقارنة بالسنوات السابقة. أريد أن أوصل صوتي للعالم وأقول إن نظام الإدارة الذاتية القائم على الأمة الديمقراطية وحماية حقوق المرأة ليس خاطئاً وأن هذا النظام سوف ينير مستقبلنا".

 

 

 

"أصبحت دار المرأة في إقليم الفرات مصدر ثقة وقوة للمرأة"

أكدت مدير دار المرأة في إقليم الفرات شاهة علي أن دار المرأة في إقليم الفرات أصبحت مصدر ثقة وقوة للمرأة "تم افتتاح دار المرأة في منطقة الفرات عام 2012 ويبلغ عدد الدور في تلك المنطقة بالمجمل 10. كان هناك الكثير من العنف والقسوة والضغط على النساء في ذلك الوقت، لذلك رأينا الحاجة لفتح مركز. ولكن بعد إنشاء دار المرأة تشكلت لجاننا وبدأت العمل في تغيير المفاهيم والوعي الخاطئ تجاه المرأة. ويتمثل دور لجاننا في تثقيف أفراد المجتمع بكل مكوناته. في بعض الأحيان كنا نعاني من العقبات لأنه في الماضي لم تكن هناك قوانين خاصة بالمرأة وقد اغتنم الكثيرون هذه الفرصة واستخدموا ذلك ضد النساء، ومع ذلك اعتنينا بالنساء وساندناهم وما زلنا ندعمهن حتى يومنا هذا. لقد أصبحت دار المرأة في إقليم الفرات مصدر ثقة وقوة للمرأة ومكان تتمتع فيه المرأة بالأمان والحرية".

النهاية...