دار المرأة باتت نموذجاً لثورة المرأة (3)

فيما يخص أعمال وأنشطة مجلس عدالة المرأة قالت عضو المجلس في مقاطعة قامشلو حنيفة محمد "المرأة صاحبة قرار في مجلس عدالة المرأة، وتقود نفسها وتحل المشاكل".

'المرأة أساس العدل'

روناهي نودا

قامشلو - تأسس مجلس عدالة المرأة في عام 2016. يلعب كل من مجلس عدالة المرأة ولجنة الصلح دوراً كبيراً في عمل وأنشطة دار المرأة. حيث تقوم دار المرأة بإرسال القضايا التي يحتاج حلها في المحاكم إلى مجلس عدالة المرأة من خلال آلية تنظيمية ليقوم مجلس العدالة بدوره بحل هذه القضايا واتخاذ قرارات عادلة.

لقد اختار مجلس عدالة المرأة الذي يلعب دوراً رئيسياً في المجتمع لنفسه ولمجتمعه طريق المساواة والديمقراطية. وقد استطاع مجلس عدالة المرأة منذ يوم تأسيسه وحتى الآن أن يحل مئات القضايا وأن يصبح منبع الحل داخل المجتمع. واستطاع في عام 2021 حل 1169 قضية. كما تمكن من حل 302 حالة في الأشهر الأربعة الماضية. ولمعرفة المزيد عن عمل وأنشطة مجلس عدالة المرأة وعلاقته بدار المرأة شاركتنا حنيفة محمد عضو مجلس عدالة المرأة في مقاطعة قامشلو هذه المعلومات.

 

"تم إنشاء مجلس عدالة المرأة في عام 2016"

أوضحت حنيفة محمد إن مجلس عدالة المرأة تأسس في عام 2016 "بدأت العمل في الحركة النسائية من خلال مؤتمر ستار. وبعد اندلاع الأزمة السورية وثورة روج آفا، كان من الضروري إرساء العدالة الاجتماعية. ومن أجل حل مشاكل وهموم المرأة عن طريق العدالة، قمنا بإنشاء مجلس عدالة المرأة. ففي جميع المناطق التي تندلع فيها الحرب، تكون النساء أكثر من يواجه المصاعب، ولهذا السبب قمنا في البداية بافتتاح دار المرأة لتكون حلاً للنساء. وبعد ذلك صدر قانون لحماية حقوق المرأة وتم إنشاء مجلس عدالة المرأة في عام 2016.حالياً يأخذ مجلس عدالة المرأة مكانه بشكل مستقل في العدالة الاجتماعية. وأصبحت المرأة صاحبة القرار في المجلس، وهي تدير هذا العمل بنفسها وتحل مشاكل بنات جنسها".

 

"المرأة أساس العدل"

وقالت إن مجلس عدالة المرأة ينظم نفسه على أساس المساواة "مجلس عدالة المرأة هو أساس المساواة وبالتالي ينظم نفسه على هذا النحو. لا وجود للعدالة بدون المرأة. ولأن المرأة تنادي بالمساواة والعدالة والثقافة والأخلاق، فهي تشكل أساس بناء المجتمع أيضاً. وأين توجد المرأة يوجد العدل والمساواة. فالمرأة تمثل الوجود وتقود مجتمعها من خلال وجودها. والرجل السلطوي المهيمن هو من يدير النظام، لذا تظهر الكثير من المشاكل الاجتماعية وعدم المساواة، وأولئك الذين يتسببون في هذه المشاكل هم الرجال أنفسهم. أكثر شيء نواجهه نحن أيضاً هو الذهنية السلطوية المهيمنة. لكننا نرى الجمال في النساء".

 

"دار المرأة ومجلس عدالة المرأة ولجنة الصلح يعملون معاً"

وعن العلاقة بين دار المرأة ومجلس عدالة المرأة أوضحت "دار المرأة جزء من العدالة، لذلك وجدنا أن هناك حاجة لإنشاء مجلس عدالة المرأة. ودار المرأة، ومجلس عدالة المرأة ولجنة الصلح يعملون معاً. ويمكن للمرء أن يقول إن دار المرأة ومجلس عدالة المرأة ولجنة الصلح مجتمعة يشكلون مجلساً. فدار المرأة تتألف من لجنة الصلح والمجتمع، ولكن عندما تكون هناك بعض القضايا التي لا يمكن حلها في دار المرأة وتحتاج إلى حل في المحكمة، تُرسل إلى مجلس عدالة المرأة. فعلى سبيل المثال لا يوجد طلاق في دار المرأة، لذلك تقوم دار المرأة بإعداد تقرير عن أي قضية أو طلب طلاق وترسله إلى مجلس عدالة المرأة، ليتم حل تلك القضية في المجلس. النساء مستقلات، لذلك عند عقد مؤتمر فإنهن يشكلن مؤسساتهن الخاصة أمام الرأي العام، حيث نقوم نحن النساء باتخاذ قراراتنا بأنفسنا ونحدد أعضائنا هناك بأنفسنا".

 

"دار المرأة تتعامل مع المشاكل بإنصاف وعدل"

وصفت حنيفة محمد دور مجلس عدالة المرأة داخل المجتمع وبين النساء على النحو التالي "عدالتنا مؤلفة من لجنة الصلح والمجتمع، لذلك يجد المجتمع الراحة في محاكمنا. كثير من الرجال والنساء يأتون إلى دار المرأة ويجدون الراحة فيها، كما أن هناك مكانة خاصة لدار المرأة في المجتمع، لذلك يتجه الجميع إلى دار المرأة ويحلون قضاياهم ومشاكلهم. فالمرأة هي أم وتتعامل مع كل شيء بعدل وإنصاف. لقد أنقذت دار المرأة مئات النساء من الموت. ولها علاقات مع جميع المؤسسات والهيئات النسائية. وتتعامل مع القضايا بطريقة عادلة".

 

"تم حل آلاف القضايا"

وعن القضايا التي ترسلها دار المرأة إليهم ويقومون بحلها، أوضحت "القضايا التي تصلنا من دار المرأة تُرسل إلينا على شكل تقارير. ومعظم القضايا التي ترسل إلينا تكون في الغالب قضايا اجتماعية، حيث يقوم مجلس عدالة المرأة بالنظر فيها والبت بالأحكام العادلة. نحن ندافع عن حقوق المرأة. وقد قمنا حتى الآن بحل آلاف القضايا وإنقاذ عشرات النساء من الموت. وإذا واجهت المرأة مخاطر كبيرة تأخذها الحركة النسائية إلى مكان الحماية، كما أن دار المرأة تحمي تلك المرأة. كما ظهرت العديد من قضايا النساء المستعصية، لكن استطاعت دار المرأة حل هذه المشاكل والقضايا بوسائل وأساليب ثرية. نحن نقوم بتوثيق والاحتفاظ بملفات القضايا التي يتم حلها واستخدامها كدليل، فإذا حدث أي شيء للمرأة، تتم المطالبة بالمحاسبة على الفور. تزداد ثقة كل من المجتمع والنساء بمجلس عدالة المرأة يوماً بعد يوم، لأننا كنا قادرين على بذل الكثير من الجهود وإنجاز أعمال عديدة. المجتمع مرتاح معنا جداً لدرجة أن الجميع يتوجه إلى مجلسنا. نحن ننفذ عملنا أيضاً بالتنسيق مع المؤسسات. نحن كعدالة ومجالس نحل المشاكل التي يواجهها المجتمع، لأننا جزء من المجتمع. نحن نزور جميع النساء ونستمع لآلام المجتمع. وعندما نعمل، نضع خطة شهرية للأعضاء للتعرف على آلام ومعاناة المجتمع".

 

"يجب أن يكون مجتمعنا واعياً ومتعلماً كي يتمكن من الحصول على حقوقه"

وعن الصعوبات التي يواجهونها ويقومون بحلها قالت "في الماضي، كانت المشكلة الأكثر شيوعاً التي يواجهها المجتمع هي عبر الهواتف المحمولة، حيث وقع العديد من الشباب في الأخطاء. وقد وضعنا برنامجاً لحل هذه المشكلة وذلك من خلال تثقيف مجتمعنا حول مخاطر التقنية والتكنولوجيا. كما توجد مشاكل مثل الزواج المبكر، وتعدد الزوجات وقتل النساء. نحن نقدم التدريبات والندوات حسب معاناة وآلام المجتمع. ونأتي بهذه القضايا إلى المجلس ونحلها حسب الحاجة. يمكننا القول إن الحل الأمثل والأساسي للمعاناة والمشاكل الموجودة هي تعليم وتوعية المجتمع. لقد بدأنا أيضاً ببرنامج تقديم ندوات واجتماعات حيث سيتم عقدها في غضون عام وسنقدم من خلالها محاضرات ودروس حول قانون المرأة والتعايش الحر ومخاطر التقنيات. يجب ألا يقتصر الأمر على مجيء الجميع إلينا، بل يجب علينا نحن أيضاً الذهاب والالتقاء بالأهالي. لقد وضعنا الآن برنامجاً لزيارة جميع المنازل. بالطبع تم تقليل المشكلة ولكن لم تنتهي كلياً. نحن الآن نعيش في أزمة، وهذه الأزمة لها تأثير سلبي على المجتمع. نحن أيضاً نفتح الطريق أمام المجتمع من الناحية الاقتصادية أيضاً ليصبح قادراً على إدارة نفسه. نحن نتابع الوضع الراهن ونجد الحلول للمجتمع. ستستمر المشاكل إلى أن يصبح المجتمع واعياً ويكتسب المعرفة. يجب أن يكون مجتمعنا واعياً ليعرف حقوقه".

 

"نريد أن تعرف المرأة حقوقها"

يمكن للنساء البحث عن واقعهن. لذا يجب على النساء اللواتي يتعرضن للشدة والمصاعب أن يعرفن أن هناك العديد من المؤسسات والهيئات النسائية الموجودة التي يمكنهن الذهاب إليها. يوجد 62 فرعاً لدار المرأة في شمال وشرق سوريا حيث يمكن لجميع النساء الوصول إلينا في أسرع وقت ممكن. يجب على النساء الاتصال بنا حتى نتمكن من مساعدتهن وندلهن على الطريق الصحيح. نحن نريد تحسين مجتمعنا وتوعية النساء بحقوقهن".

 

غداً: عضو مجلس الصلح رجية صالح تقيّم عمل المجلس

 

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/08-07-2022-edalet%20besa%201.mp4

 

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/08-07-2022-edalet%20besa%202.mp4