التعليم باللغة الأم يضمن وجود المجتمعات وبقائها (3)

في عام 2015، تم إدخال التعليم باللغة الأم في المدارس لأول مرة، وبدأ نظام التعليم من مرحلته الأساسية والتي هي المرحلة الابتدائية

أشارت معلمتا المرحلة الابتدائية روجين حسين وفريال درويش إلى أنهما تركزان أكثر على تعليم المرحلة الابتدائية في المدرسة، وقالتا "المرحلة الابتدائية هي أساس بناء جميع مراحل التعليم، لذا يجب التركيز عليها بشكل جيد". 
 
روج هوزان
قامشلو - . في هذه المرحلة تم التغلب على جميع الأخطاء السابقة المتمثلة في خوف وتعنيف الطلاب، وتم تطوير العملية التعليمية على أساس الثقة وتقوية وبناء الطلاب. من الضروري أن يتواصل المعلم ويتصرف وفقاً لعمر الطلاب وذلك من أجل ترسيخ التعليم الثقافي والأخلاقي والمعرفي في دماغ الأطفال. تم إنشاء معايير جديدة بطريقة تشجع الطلاب على التعلم وإعداد جيل مطلع ومستقبل حر. بعد المرحلة الابتدائية تأتي المرحلة المتوسطة كخطوة متقدمة. حيث يصل الطلاب إلى عمر حرج وأكثر حساسية، وتتوسع أفق تفكيرهم لدراسة أبحاث جديدة. 
 
المرحلة الابتدائية هي أساس جميع مراحل التعليم  
قالت معلمة المرحلة الابتدائية روجين حسين عن محتوى ومواد المرحلة الابتدائية "المرحلة الابتدائية هي الأساس لجميع المراحل المستقبلية والطالب يعكس ويظهر ما تعلمه في المستقبل. المرحلة الابتدائية تبدأ من الصف التحضيري وتستمر إلى الصف السادس. في التحضيرية يتعلم الطالب الأرقام والحروف كما يتعلم اللعب بروح الفريق المشتركة. تنتقل المناهج والمواد من المستوى السهل إلى المستوى الصعب وتتوسع فروعها. في الصف الثاني تزداد الفروع وبالإضافة إلى اللغة الأم ومادة الرياضيات تضاف مادة المجتمع، وهنا يتعلم الطلاب النظافة والصداقة والعديد من المعايير الأخلاقية الاجتماعية الجيدة. تتم إضافة مواد العلوم والموسيقى والرسم والرياضة إلى منهاج الصف الثالث ولكن في هذا الصف يعمل الطلاب ويدرسون بجد أكبر ويطورون معارف وعلوم جديدة. أما في الصف الرابع، يدخل تعليم مادة اللغة العربية إلى المنهاج إلى جانب اللغة الكردية، ويتعلم كلا المكونين لغة بعضهم البعض. في الصفين الخامس والسادس تضاف مادة اللغة الإنكليزية إلى مناهجهم. في هذين الصفيين يتم تحديد معلمين متخصصين لكل مادة حيث يقوم بعض المدرسين بتدريس العلوم والبعض الآخر يقوم بتدريس الأدب، كما أن هناك معلمون مختصون بتدريس اللغة".
 
طرق التعليم في المرحلة الابتدائية متنوعة
ولفتت روجين حسين إلى أساليب التعليم وتدريس المواد واختلاف التواصل مع الطلاب في المدارس الابتدائية "أساليبنا ليست هي نفس الأساليب المستخدمة سابقاً حيث كان الطلاب يجلسون والمعلمون يتحدثون، فهناك طرق المساعدة حيث يجتمع الطلاب للتعبير عن آرائهم حول موضوع ما وإيجاد الحلول. كما نمنح الطلاب الفرصة ليكونوا واثقين من أنفسهم وأن يبنوا شخصيتهم الحرة. كما أن هناك العديد من الطلاب الأذكياء الذين يقفون ويقومون بشرح المواد لزملائهم مثل المعلمين. بهذه الأساليب، يمكن تجنب التوتر لدى التلاميذ كي يظلوا منفتحين على التغيير. نشجع الأطفال على الذهاب إلى المدرسة على عكس ما حدث في الماضي حيث كان الطلاب يذهبون إلى المدرسة ويتعلمون بدافع الخوف. العقاب والخوف لا يبنيان الشخصيات وتؤثران على مستقبلهم، فقد كان الطلاب يتركون المدرسة عندما يكبرون قليلاً. عائلات الأطفال واثقة منا ونناقش غالباً طرق التواصل معهم ونأخذ آرائهم بعين الاعتبار. نحاول تعليم هؤلاء الأطفال وتوعيتهم بمستقبل حر".
فيما يتعلق بأساليب التدريس في هذه المرحلة، تحدثت المعلمة فريال درويش عن نظام التعليم في المدرسة الإعدادية "مع تقدم كل صف، يصبح النظام أصعب. في هذه المرحلة يتم تعليم المكونين الكردي والعربي نفس المنهاج ونفس المحتوى ولكن يتم تعليم كل مكون بلغته الخاصة. مواد هذه المرحلة شاملة، وبحسب وعي الطالب يكون من الضروري أن يتعرف على تاريخه وجغرافيته وثقافته وفنه ووجوده. يضم قسم العلوم كتباً عن العلوم والفيزياء والكيمياء والرياضيات، ويحتوي قسم الأدب على كتب عن اللغة الأم والتاريخ والثقافة والأخلاق والجغرافيا. دائماً نجذب الطلاب إلى الدروس بأساليب المناقشة والأمثلة. هناك طريقة المجموعة، حيث نقوم غالباً بتجميع الطلاب في بعض الفصول الدراسية وبالتالي نخلق المنافسة بينهم. هناك أيضاً متابعة يومية لهؤلاء الطلاب حيث نشارك وضعهم مع الإدارة وعائلاتهم. وبهذه الطريقة، يكون الطلاب بعد إنهائهم للمرحلة الإعدادية مستعدين للذهاب إلى المرحلة الثانوية وبدء مرحلة تعلم جديدة".
 
https://www.youtube.com/watch?v=bnkeWjOBDq0