النساء في تركيا حققن مكاسب قانونية كبيرة خلال نضالهن (3)
أوضحت المتحدثة باسم مجلس المرأة في حزب الشعوب الديمقراطي (HDP) عائشة أجار باشاران، إلى أنهم سيستمرون في الوقوف إلى جانب الناجين من الزلزال، وأنهم سيقومون بمحاسبة الحكومة في يوم ٨ آذار/مارس.
ساريا دنيز
مركز الأخبار ـ تحتفل النساء في تركيا باليوم العالمي للمرأة الذي يصادف الثامن من آذار/مارس من كل عام، بالزغاريد والضحك والدبكات والأغاني التي يغنونها معاً، لكن في هذا العام لن يكون الوضع كما كان في الأعوام الماضية، لقد فقد آلاف الأشخاص حياتهم في الزلازل التي تسببت في دمار كبير في المنطقة، ولا تزال هناك جثث موتى تحت أنقاض المباني لم يتم العثور عليها، النساء اللواتي قلن "ليست هناك أي دولة" منذ اليوم الأول للزلزال، تحاولن الحفاظ على الحياة من خلال تضامنهن، في اليوم العالمي للمرأة لهذا العام سوف تتضامن النساء من تركيا وكردستان مع ضحايا الزلزال.
لمعرفة السياسات التابعة لحكومة حزب العدالة والتنمية وحكومة حزب الحركة القومية، وسياسات الحرب والعزلة ضد المرأة في تركيا والدمار الذي أحدثه الزلزال، كان لوكالتنا لقاءً مع المتحدثة باسم مجلس المرأة في حزب الشعوب الديمقراطي عائشة أجار باشاران.
أوضحت عائشة أجار باشاران أن ما حدث في البلاد لم يكن عادياً وأن هناك دماراً كبيراً، مشددةً على أن هذا الدمار لا يمكن تناوله بمعزل عن سياسات الحرب والعزلة التي تمارس في تركيا "سياسات العزلة والتعجيز في الحل بالنسبة إلى القضية الكردية من المشاكل الرئيسية لهذا البلد، بالطبع إنها ليست المشكلة الوحيدة، لكنها المكان الذي تتشابك فيه العديد من المشاكل والعديد من القضايا، أحياناً أقوم بتعريف مثل هذه القضايا بمثال كأن ترمي حجراً في الماء وتتشكل الحلقة الأولى، ثم تتشكل حلقات أخرى حولها وهكذا، يمكن إجراء هذا التقييم من حيث العملية في تركيا، كما أنه في الواقع هناك سياسات العزلة والحرب في قلب القضية، نحن نعلم أن مأزق المشكلة الكردية يأتي مع دمقرطة تركيا، حقيقة أنه ليس بلداً ديمقراطياً يعني أن النساء تتعرضن للتراجع أكثر في الحياة الاجتماعية، والمزيد من تنظيم النزعة العسكرية، والتحيز الجنسي فيما يتعلق بالهيمنة الذكورية والحرب".
"قاموا بتحميل النساء ثمن الأزمات"
وأشارت إلى أن سياسات الحرب والصراع في تركيا تغذيها الحكومة باستمرار، وعن اللقاءات مع القائد عبد الله أوجلان في عام ٢٠١٥ تقول "بعد إيقاف هذه اللقاءات عام ٢٠١٥، شهدنا الانحدار في كل جانب في تركيا"، موضحةً أن الابتعاد عن الأرض الديمقراطية أدى إلى تآكل مكاسب المرأة، لافتةً إلى حقيقة أن "العملية التي تم فيها إضفاء الطابع المؤسسي على الفاشية ونظام الرجل الواحد قد قامت الحكومة بنفسها بنسجها غرزة غرزة، كما قاموا بتحميل النساء ثمن جميع الأزمات".
وأوضحت عائشة أجار باشاران إن الهدف من إبطال الديمقراطية هو المرأة وإنهاء العزلة عن القائد عبد الله أوجلان الأمر الذي يأخذ الأولوية على جدول أعمالها وسياساتها في الحرب، مشيرةً إلى أن كل تلك الأجندة أصبحت مشتركة بعد الزلزال "لقد رأينا كيف تدهور النظام، تحويل الميزانية إلى الحرب، وتعميق سياساتها في الحرب، وحقيقة أن الحكومة كانت متورطة في الربح أو الإيجار، وإخلاء جميع المؤسسات، وكمجتمع دفعنا جميعاً أكبر ثمن ومازلنا ندفع، تحدث الزلازل والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم، لكن عندما يكون هناك كارثة في بلدنا، لا نجد الميزانية المخصصة للكوارث، لقد أثر الزلزال على ١١ مقاطعة، نعم لقد كان زلزالاً كبيراً، لكن إذا كنا مستعدين حقاً لهذا الزلزال، وإذا لم تقم بإفراغ مؤسساتها بهذا القدر، بدأً من إدارة الكوارث والطوارئ إلى الهلال الأحمر وغيرها من المؤسسات لكان هناك تدخل سريع وفي الوقت المناسب، وكانت هناك خسائر أقل في الأرواح وكان من الممكن تلبية احتياجات الناس".
"نحن نواجه حكومة تغذي نفسها من خلال الحرب"
وأضافت "توجد أمامنا حكومة جلية، ولكنها ليست الحكومة التي ترى وتلبي الاحتياجات الاجتماعية، وتأخذ المجتمع كأساس وتعطيه الأولوية، نحن نواجه حكومة تغذي نفسها ومجموعة معينة من هم حولها، وتسعى جاهدة لتحقيق ذلك"، أينما ذهبنا وكيفما توجهنا كانت هناك كلمة واضحة وصريحة تقال وهي "لا توجد دولة" لم تكن الدولة موجودة بالفعل، لم تتواجد بهلالها الأحمر ولا بالفرق التابعة لإدارة الكوارث AFAD".
وأكدت على أن الناس لا يمكنهم طلب المساعدة بسبب هويتهم "الكرد والعلويين، والجميع يقولون إنهم يتعرضون للتمييز، يقول الجميع بأنهم بشكل أو بآخر تركوا لوحدهم من قبل الحكومة، الموضوع هو أنه حتى لو كان لدى شخص واحد هذا الشعور يعتبر مشكلة، في الواقع أن هذه هي نتيجة سياسة وضعتها الحكومة ونتيجة لتدخلها ونهجها في هذه المرحلة، بعد الزلزال تم إنشاء نظام على الفور، فعلى سبيل المثال، لم يكن مركز الاتصال متاحاً باللغة الكردية، كانت هناك كل اللغات، لكن لم تكن اللغة الكردية من بين تلك اللغات، كما شكر وزير الخارجية كل الدول التي أتت للمساعدة بجميع اللغات ولكن لم يذكر باللغة الكردية، وحتى هذا مؤشر على الموقف التمييزي في هذه العملية".
"تعاني المرأة من مشاكل أمنية كبيرة"
وحول ما حدث في منطقة الزلزال تقول عائشة أجار باشاران "كما هو الحال دائماً، تتأثر النساء أكثر من غيرهن من الأزمات، تخيل أن منزلك قد دمر، تستيقظ ذات صباح ولم يتبق لديك شيء، أنت بالخارج بالملابس التي ترتديها في الليل، لا ترتدي نعال يحمي قدميك، ليس لديك معطف ولا حذاء، ليس لديك أي شيء ومجبر على الإقامة في الشارع، لا توجد منظمة لتلبية احتياجاتك، إذا تمكنت من الحصول على خيمة فأنت محظوظ جداً لأنه في العديد من الأماكن التي ذهبنا إليها، لم يتمكن الناس من الحصول على الخيام، في بعض الأماكن الجديدة تم إنشاء مدن الخيام للعرض والإعلان ليس إلا، ولا تزال هناك مشاكل من حيث المراحيض والاستحمام هنا،
وأضافت "تخيل أنك في الشارع، في مكان تتطور فيه الكثير من الهيمنة الذكورية، ويوجد عنف ضد المرأة، وهناك مضايقات وتحرش واغتصاب، تواجه النساء مشكلة أمنية كبيرة، من ناحية أخرى للمرأة احتياجات فريدة خاصة بها، هناك احتياجات بدءً من الفوط الصحية إلى المراحيض الصحية، من المتوقع أن تلد المئات من النساء الحوامل وحتى أكثر من ٢٠ ألف امرأة في غضون شهر، فيما يتعلق بالأطفال هناك أبسط الاحتياجات الأساسية مثل حفاضات الأطفال، ولا توجد أي آلية لكي تلجأ إليها، لقد تم تدمير كل شيء وأصبح عديم الفائدة، دمر الزلزال الآليات التي لم تكن موجودة بالفعل، أين سوف تذهب المرأة عندما تتعرض للإيذاء؟ ممن ستحصل على الدعم؟".
"كيف سيكونون بأمان في الظلام؟"
وعن المخاطر المحتملة التي قد يتعرض لها الأطفال خاصةً في منطقة الزلزال "نحن نعلم من تجاربنا السابقة فيما يتعلق بالفتيات، أنه من الممكن الزواج بعد فترة، خاصة في مناطق المعيشة المشتركة"، مشيرةً إلى أنه هناك حاجة ماسة لإضاءة الشوارع، وتساءلت كيف يمكن للمرأة أن تبقى آمنة في مكان تكون فيه جميع الشوارع مظلمة "كيف تشعر النساء بالأمان في مثل هذه الأماكن المظلمة ونحن ما زلنا نتعرض للإيذاء والتحرش والاغتصاب من قبل رجال لا نعرفهم في منتصف الشارع؟ هذه مشاكل أساسية للغاية بالنسبة للنساء ونعتقد أن هذه المشاكل ستزداد في الفترة المقبلة".
"واجب الوزارة حماية الأطفال"
ولفتت عائشة أجار باشاران الانتباه إلى الأطفال الغير مصحوبين بذويهم، وتطرقت إلى تصريحات وزيرة الأسرة والخدمات الاجتماعية ديريا يانك بشأن الأطفال "من واجب الدولة حماية هؤلاء الأطفال، في الدول ذات القانون الاجتماعي الديمقراطي، لكن للأسف نعلم أن العمليات لا تسير على هذا النحو في تركيا، نحن نعلم أن هناك مثل هذه المشكلة من خلال المعلومات التي تنعكس على الجمهور".
وقالت عائشة أجار باشاران أن الأمناء قد تم تعيينهم في بلدياتهم بميزانية محدودة، لكنهم ما زالوا متضامنين "لقد تضامن الشباب/ات الذين عانوا من زلزال في وان مع غيرهم بواسطة وسائلهم الخاصة، لقد كان وجود منظمات شعبية ديمقراطية في آمد يسهل الأمر علينا كثيراً، لقد كشف هذا عن ذاكرة الحياة الجماعية والتضامن في هذا المجتمع، كان الناس يصنعون الخبز ويأتون به إلى الناس".
وأوضحت أن الثامن من آذار/مارس يتم الاحتفال به كعيد في جميع أنحاء العالم ويعتبر يوم النضال "إنه يوم تجمع فيه النساء حماسهن وضحكهن زغاريدهن وآمالهن معاً، في ٨ آذار من كل عام، عبرنا دائماً عن تصميمنا على اعتراضنا ونضالنا من خلال الاحتفالات، بالطبع لقد تغيرت هذه الخطط بعد هذا الزلزال، ففي الآونة الأخيرة مع حدوث الزلازل تقوم نفس العقلية بتعميق العنف ضد المرأة اليوم، إنه يتركهن في مواجهة مع المضايقات والاغتصاب، نحن نعلم أن هذا النظام الذي يستغل عمل النساء وأجسادهن في الواقع يستغل المجتمع بأسره".
وأضافت "خططنا لزيادة تضامن المرأة، ليست فقط في ٨ آذار/مارس بل كعملية نعبر فيها عن أننا معاً في كل مكان، من تركيا ومن كافة أنحاء كردستان، ستكون هناك زيارة إلى المدن المتضررة سنكون هناك لتلبية احتياجات النساء، وسنعزز التضامن ونقويه، لأن أهم حاجة للمرأة في هذه العملية هي أن ترى وتشعر بأنها ليست وحدها، في يوم ٨ آذار سنكون في الساحات مع المنظمات النسائية، وسنرد على هذه الحكومة بنضال المرأة، في ٨ آذار سنقوم بمحاسبة الحكومة والكشف عن جميع جرائمها، سنحاسبهم بغضبنا وسنتواجد بإرادتنا في الساحات".