"الجنولوجيا" علم ومعرفة ووعي النساء (5)

قالت عضو أكاديمية أبحاث الجنولوجيا في مقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا كلستان عثمان حول قسم التدريب في مركز الجنولوجيا "النساء أسلاف هذا المجتمع والمجتمع نفسه يقوم بصياغة علاقاته على أساس هذا الاساس

'الجنولوجيا هي تدريب المجتمع'

روناهي نودا
قامشلو - ، لذا فإن الجنولوجيا تهتم بتوعية النساء في المقام الأول".
أول معلمة للمجتمعات هي الأم، والأم هي من حافظت على عاداتها وثقافتها وتقاليدها وتاريخها ونقلتها إلى الأجيال القادمة. لقد دأبت النساء أنفسهن على التدريس وبناء مجتمعهن منذ آلاف السنين، والمرأة هي الشخص الذي يعلم الأطفال الكلمات منذ الصغر ويشجعهم على أن يكبروا على ثقافة أمهاتهم. لقد وصلت العديد من الثقافات إلى يومنا هذا بفضل الأمهات، التعليم هو من أهم المجالات في المجتمع من أجل استمرارية الأخلاق والسياسة داخل المجتمعات. وعليه فإن التدريب والتعليم المقدم يحدد تاريخ البشر ومستقبلهم ووجودهم، كما أن التعليم يعني وجود أو فناء البشر. تم تنظيم قسم التدريب في الجنولوجيا منذ عام 2017 في شمال وشرق سوريا والهدف منه هو تثقيف المجتمع حول الأخلاق والسياسة. وللحديث حول هذه المواضيع تحدثنا إلى كلستان عثمان عضو أكاديمية دراسات الجنولوجيا في مقاطعة قامشلو بشمال وشرق سوريا.
 
"التدريب هو أهم جزء في علم الجنولوجيا"
حول أهمية التدريب قالت كلستان عثمان "التدريب هو أهم المجالات في المجتمع، التعليم بالنسبة لكل مجتمع يعني بناء جيل جديد، واستمرارية وبقاء جميع المجتمعات البشرية. ولهذا السبب يعد التعليم جزءاً مهماً جداً في علم الجنولوجيا. نحن نثقف ونقوم بتوعية المجتمع حول القضايا التي يحتاجها المجتمع، وهدفنا هو تثقيف المجتمع بما يتماشى مع روحهم. نسعى إلى تغيير المجتمع وحثه على التجديد والابتكار، الجنولوجيا هي بحد ذاتها تدريب المجتمع، نحن ندرب المنظمات النسائية أيضاً في جميع مؤسساتنا بالإضافة إلى زيارة العديد من المؤسسات حتى نتمكن من مساعدتهم في مجال الجنولوجيا. عندما نخطط لافتتاح دورات تدريبية، نعقد اجتماعنا أولاً، ثم نرسل دعوات إلى المؤسسات".
 
"تدريب وتعليم الجنولوجيا لجميع فئات المجتمع"
وتطرقت كلستان عثمان إلى تأثير تدريب الجنولوجيا على المجتمع "نحن نقدم التدريب لجميع شرائح المجتمع. النساء أسلاف هذا المجتمع والمجتمع نفسه يقوم بصياغة علاقاته على أساس هذا الاساس، لذا فإن الجنولوجيا تهتم بتوعية النساء في المقام الأول. من إحدى موضوعات الجنولوجيا هو التعايش الحر، لذلك نقوم بتعليم كلا الجنسين، ولدينا أيضا دورات تدريبية للشباب والأطفال، وقمنا بتنظيم العديد من الأنشطة للأطفال والشباب في مجال الجنولوجيا، فإن أمهاتنا وجداتنا هن المعلمات الأساسيات، لأننا نحصل منهن على الكثير من الآراء والمعلومات الموجودة لديهن. لأن الأمهات والجدات قد رأوا وعايشوا بأنفسهم العديد من الأحداث، نستفيد منهن بشكل كبير، فهناك العديد من الأشياء المختلفة التي حدثت ولكن قد لا تتضمن الجنولوجيا، ولكنها بحاجة إلى بحث ودراسة، لذلك فإننا نأخذ أولئك الأشخاص المسنين بعين الاعتبار".
 
"تسعى إلى بناء الحياة التشاركية ضد هيكلية النظام الرأسمالي"
كما قارنت كلستان عثمان بين نظام التدريب في الجنولوجيا ونظام الحداثة الرأسمالية "كمجال علمي، هناك انتقادات للجنولوجيا على النظام الرأسمالي. نحن الآن في القرن الحادي والعشرين، لكن الأنظمة الرأسمالية ألحقت قدراً كبيراً من الضرر بالمجتمع. عندما ينظر المرء إلى بلدان الغرب، يرى أن النظام الرأسمالي قد فككت العديد من العائلات، وفككت شخصية الإنسان، وأصبح الشعب خاضعاً. النظام الرأسمالي يقتل الناس من خلال روتينه ولا يترك أي عواطف. قضى على الروح وعلى الحياة التشاركية بين الناس. الفردية التي فرضتها الرأسمالية على الناس عززت الأنانية لديهم. الشكل الذي خططته الرأسمالية للشعوب تجعل الأموال والأشياء المادية في المقدمة وسيتم قمع الأمور الروحية والمعنوية. في هذه الأمور نسعى في أكاديمية الجنولوجيا إلى تطوير روح التعايش والعاطفة والذكاء العاطفي لدى الناس، وأن تصبح الجنولوجيا سبباً لحياة جميلة، ومواصلة بناء المعايير والمقاييس الأخلاقية التي تهتدي بها الإنسانية". 
 
"الأخلاق والجماليات هي معايير الحياة"
وعن موضوع الأخلاق والجماليات قالت كلستان عثمان "تعتبر الأخلاق وعلم الجمال أيضاً من الموضوعات الرئيسية للجنولوجيا، ويتم بذل الكثير من العمل حول هذه الموضوعات، الأخلاق وعلم الجمال مهمان للغاية في المجتمع، الأخلاق وعلم الجمال هو ما يعيش به الناس، هي روح وجسد البشر. وهي أيضاً ارتباط الناس ومسؤوليتهم تجاه بعضهم البعض. في النظام الرأسمالي، يتم تصوير الأخلاق والجماليات بشكل سيء، خاصة في وسائل الإعلام التي تلعب دوراً محرضاً. أصبحت الأخلاق وعلم الجمال، بالنسبة لها قانونا لحماية حقوق الحكومة ومصالح الدولة. كما أنها تقوم بتحريف جمال الإنسان من طبيعته. لقد تخلى النظام الرأسمالي عن كل ما هو طبيعي وخلق هرمون مرض في كل إنسان. لذا فإن مهمة الحداثة الديمقراطية هي إقناع الناس وتحفيزهم. وبالتالي يجب على المرء أن يقوم بتوعية المجتمع بشكل أخلاقي ضد الرأسمالية، لأن الذي يتحلى بالأخلاق يمكنه أن يحل المشاكل أيضاً. لكن الرأسمالية أوجدت أمراضا مثل مرتزقة داعش، وكورونا، والمطر الاصطناعي، والحرائق، وتعرض البشرية للموت كل يوم. والسبب في كل هذا هو انتهاك الأخلاق، تتمثل مهمة الجنولوجيا في توضيح ودراسة ومتابعة هذه القضايا لإقناع المجتمع بالعودة إلى جماله الطبيعي. لا يمكننا أن ننقذ أنفسنا من علل الرأسمالية إلا بهذه الطريقة. تتمثل مهمة الجنولوجيا في حماية قيم البشر بحيث يمكن أن تظهر القضايا الأخلاقية والجمالية بشكل جيد للمجتمع".
 
"هدف الجنولوجيا هو بناء شخصيات اجتماعية وصحية"
وأوضحت كلستان عثمان التغييرات والتحولات التي أحدثوها في المجتمع "إننا نرى تغييرات وتحولات نتيجة لتعليم وتدريب الجنولوجيا، نرى تغييرات وتحولات ملموسة عندما يصبح علم الجنولوجيا موضوعا للنقاش. يتساءل الشباب والفتيات حول ماهية الجنولوجيا. هذا يعني أيضاً أن علم الجنولوجيا يجذب انتباه الجميع، علم الجنولوجيا مقبول من قبل المجتمع بموضوعاته الحساسة، ويسعى إلى تقديم الحقائق بطريقة واضحة، كما ينمي مدارك ومعارف المجتمع بحيث يمكن للمرأة في منزلها المطالبة بحقوقها. نحن نسعى بجدية أكبر لإجراء تغييرات إيجابية في مجتمعنا عبر الجنولوجيا، حتى نتمكن من حماية مجتمعنا من جميع أنواع الأمراض، ما تقوم به الجنولوجيا هو من أجل الفرد ومن أجل المجتمع. هدفنا بناء أفراد وشخصيات سليمة".
 
غداً: الجنولوجيا في مناطق شمال وشرق سوريا
 
https://www.youtube.com/watch?v=jw6QsuO-sPY
 
https://www.youtube.com/watch?v=1R9hADAn6-E