'تسعى الجنولوجيا من خلال أبحاثها إلى ملامسة جراح المجتمع'

 

روناهي نودا

قامشلو - .

تأسس مركز الأبحاث ودراسات الجنولوجيا في 14 أيلول/سبتمبر 2017. يقوم هذا الفرع بدراسة المشاكل التي يعيشها المجتمع ويقدم الحلول. ويعتمد على الشروحات في أبحاثه. يتناول مركز أبحاث ودراسات الجنولوجيا كلا الجنسين ومن ثم ينتقل إلى المجتمع. كما أنها ليست أحادية الجانب، فهي تطور الشروحات في جميع الجوانب وتتعرف على مجتمعها، كما يقوم بتحديث تاريخ المرأة من خلال المصطلحات والتعاريف المناسبة وتفعيل دور المرأة.

وحول طبيعة عمل مركز أبحاث ودراسات الجنولوجيا تحدثت إلينا عضو مركز الأبحاث نور حاول.

 

"يتم إجراء أبحاث الجنولوجيا بصبغة نسائية"

حول نشاطات المركز في مجال البحث قالت نور حاول "يُعرف مركز أبحاث الجنولوجيا بأنه علم داخل المجتمع. أهم شيء بالنسبة لنا هو تعريف المجتمع بطبيعة هذا المركز وأنماطه الاجتماعية، والخطوة الأولى هي تعريف المجتمع بالجنولوجيا. وقد تم تقديم تعريف المجتمع في روج آفا بعلم الجنولوجيا، وبهذا الأسلوب تم التعرف على الصراعات الاجتماعية وتوعية المجتمع، وبعد ذلك قام بتأسيس مراكزه في جميع المدن منها مدن مقاطعة قامشلو. في 14 أيلول 2017، أنشأنا مركزاً للبحث ودراسات الجنولوجيا في مدينة ديريك. والآن أنشأنا مركزنا الخاص ونقوم على وجه التحديد بتقييم وضع المجتمع في هذا المركز. قمنا أيضاً بتقييم أسلوب ولون المرأة في هذا المركز. كان المركز في البداية يضم 5 أشخاص. ويتميز بألوانه المختلفة وخاصة طرق البحث بصبغة ولون المرأة. هدفنا من افتتاح هذا المركز هو شرح وضع المرأة، وحل مشكلة مجتمعنا. مع مرور الوقت، تم افتتاح مراكز بحثية في مدن شمال وشرق سوريا".

 

"يتم إيجاد الحلول بلون المرأة"

وتطرقت نور حاول إلى الموضوعات الرئيسية لمركز الدراسات "إذا أردنا إجراء دراسة أساسية، يجب أولاً أن ندرك آلام مجتمعنا. يريد علم الجنولوجيا أن يضع يديه على جروح المجتمع من خلال أبحاثه ودراساته. إذا أراد المرء شرح المشكلة للعالم بأسره، يجب على المرء أولاً تحديد مجتمعه وتحديد المشاكل التي نعيش فيها. الآن البحث الذي نقوم به هو تحديد وضع النساء، وكذلك وضع الرجال والأطفال. كما نعمل على دراسة الأبحاث التي تأتي من الخارج من خلال النقد والمقترحات. ولكن مركز الجنولوجيا نفسه يجري أبحاثه الخاصة أيضاً داخل المجتمع ويقدم حلولاً بلون وبصبغة المرأة. مهمتنا كمركز أبحاث الجنولوجيا هي تحديد بداية التعرف على معاناة وأمراض المجتمع".

 

"أبحاث الجنولوجيا تعني معرفة الحقيقة"

وتحدثت نور حاول عن الاختلاف بين الحداثة والجنولوجيا "كل باحث يهدف إلى تحديد المشاكل ولكن تختلف طريقة التعرف على المشكلة لكل باحث. ويختلف علم الجنولوجيا عن الحداثة في أنه يضع نفسه مكان المجتمع ويجري أبحاثه بلون المرأة. تم استعباد النساء خمسة آلاف سنة وتم قمع أصواتهن، لذلك يندهش المجتمع عندما يرى أن أبحاثنا تعكس لون المرأة. تتبع الجنولوجيا أفكار هادئة وحرة في مراقبة وحل المشكلات، وينظر إلى القضايا من خارج إطار السلطة والأنانية. يتم تناول هذه القضية أيضا على أساس كل حالة على حدة. يجب أن يتمتع الأفراد الذين يعملون في مركز أبحاث ودراسات الجنولوجيا بخاصية أنهم لا يعملون لأنفسهم، بل من أجل المجتمع ومستقبل المجتمع. قد لا يكون البحث الذي نقوم به فعالاً في الوقت الحالي ولكنه سيكون فعالاً بعد بضع سنوات. يجب أن يكون هذا التأثير إيجابياً. الفرق بين الدراسات التي يجريها قسم الجنولجيا هو التعرف على حقيقة الأشياء، ومن هنا يأتي الاختلاف بين الجنولوجيا وتلك الخاصة بالرأسمالية. كما تستند الجنولوجيا بشكل أساسي على الحب والمودة بين المجتمع والمرأة".

 

"الجنولوجيا تخطو الخطوة الأولى نحو تاريخ المرأة"

وقالت نور حاول أن تاريخ المرأة المخفي في الظلام، بدأ يخرج إلى النور "إذا عدنا إلى تاريخ النساء، فسنرى أنهن قد تُركن في الظلام حتى الآن. النساء معروفات بمقاومتهن، ولقد واجهن الكثير من الآلام. لذلك يأخذ علم الجنولوجيا المفاهيم التي تفسرها النساء. وفقًا لكل مفهوم يتم تحديد النساء بشكل مختلف. يتم أيضاً تناول تاريخ المرأة الضائع بين المصطلحات. لأن السلطات قد استخدمت كل مصطلح للنساء وقامت بقمعها، لذلك يجب علينا تفسير المفاهيم المتعلقة بالمرأة، فالكثير من النساء اللاتي يقاومن ذلك العصر معروفات في الماضي ولكن السلطات أطلقت عليهن أسماء سيئة مثل المشعوذات والنساء الشريرات. لذا فإن الجنولوجيا تخطو الخطوة الأولى نحو تاريخ المرأة، ثم تدرس شخصيات النساء المناضلات ومن أين أتوا. لا نهاية لتاريخ المرأة فهو مثل المياه العميقة، كما يخطو علم الجنولوجيا خطواته وفقاً لتاريخ النساء والمفكرات والفلاسفة والأشخاص المعروفين بالآلهة، واعتماداً على الطريقة التي لعبت بها النساء دورهن عبر التاريخ، فإننا ننظر إلى تاريخهن".

 

"الجنولوجيا تخطو نحو العدالة الاجتماعية"

وعن الظلم والتمييز بين الجنسين قالت "إذا قلنا العدالة الاجتماعية وعدنا إلى يومنا الراهن نرى أن كلمة العدالة أيضاً قد أسيء فهمها. ومن أهداف علم الجنولوجيا الاعتراف بالعدالة بين الجنسين. وعندما يتقدم علم الجنولوجيا، يعترف في البداية بوضع المرأة والرجل في المجتمع، كما يكشف عن التناقضات التي يعيشها كلا الجنسين، فعندما نرى امرأة نحذرها ونقول إن هذه ليست حقيقتك، عندها تدرك حقيقة وجودها، وهذا الأمر يصلح للرجال أيضاً. في حقيقة الجنولوجيا، يعتبر الاعتراف بكلا الجنسين أمراً ضروريا، عندما يتعرف المرء على كلا الجنسين ، يتعرف على المجتمع أيضا بشكل طبيعي. الجنولوجيا تخطو نحو العدالة الاجتماعية".

 

"الجنولوجيا تدرس وتفسر المجتمع"

وفي ختام حديثها تحدثت نور حاول عن الموضوعات التي تم دراستها والبحث فيها "الجنولوجيا بحد ذاتها هي نتيجة للبحث والدراسة، يتناول البحث الذي نجريه مختلف المواضيع، إذا أراد المرء أن يبدأ بحثًاً متعمقًاً، فعليه أن يبدأ من المجتمع. ويفهم ألمهم ومعاناتهم وفرحهم وحزنهم. الآن النقطة التي نركز عليها هي حالة المرأة في الأسرة خلال فترة وباء كورونا. ففي فترة وباء كورونا، ارتكب الرجال العديد من الفظائع ضد النساء. والجنولوجيا رأت أن مسؤوليتها تقتضي دراسة وضع المرأة وكذلك وضع النساء خلال فترة الوباء.  لقد قمنا بتسليط الضوء على العنف المرتكب ضد المرأة في تلك الفترة، كما ناقش مركز الجنولوجيا مع دار المرأة، ومؤتمر ستار. كما يدرس المواضيع المتعلقة بالمجتمع وما يحدث ضمنه، أثناء الدراسات والبحث عندما تتعرف على آلام ومعاناة المجتمع فإنك تتعرف أيضاً على تاريخ المرأة. الجنولوجيا تدرس حتى أصغر الأمور، من أجل تحسين الوضع الحالي للمرأة والمجتمع. الآن نحن بصدد دراسة موضوع "العلاقة السرية بين الزوجين"، سنجد الأسباب والحلول حول هذا الموضوع، نحن ندرك آلام المجتمع من خلال أبحاثنا، لذلك نحن كمركز الجنولوجيا نجد أن من واجبنا دراسة تفاصيل القضايا الاجتماعية وإيجاد حل لها".

 

غداً: التدريب

 

https://www.youtube.com/watch?v=pPNRADW9Ncg

 

https://www.youtube.com/watch?v=UxN3SliBp38