2022... بداية النهاية

في عام 2022 وقعت العديد من الحوادث في إيران التي كانت بمثابة الأساس لانطلاق ثورة "Jin Jiyan Azadî"، التي بدأت بمقتل جينا أميني ووعدت بنهاية الديكتاتورية.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ كان عام 2022 مكاناً للعديد من الحوادث بالنسبة لشعب إيران، وخاصة النساء. فقد اندلعت ثورة "Jin Jiyan Azadî" بقيادة النساء ولا تزال مستمرة. بلغ التمييز ضد النساء ذروته هذا العام، إلا أنهن نهضن ضد الخناق المفروض عليهن من قبل الحكومة لأكثر من 40 عاماً، وتخلصت من نير العبودية وصرخت من أجل الحرية.

إن النساء اللواتي حُرمن من جميع حقوقهن مع بداية حكم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هن اللواتي كن شرارة انطلاق الثورة والنضال الذي يعد بنهاية الديكتاتورية.

 

التقاضي كان الهدف الرئيسي للمناضلين من أجل الحرية

تزامناً مع الذكرى الثانية لإسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري الإيراني، أطلقت عائلات الضحايا وناشطون حملة "سأضيء شمعة أيضاً" للمطالبة بتحقيق دولي في الحادث.

في هذه الحملة التي بدأت في 11 كانون الثاني/يناير 2022، تفاعل الإيرانيون بنشر صور الضحايا وتسجيلات فيديو تسلط الضوء على المأساة التي كادت تفجر احتجاجات عامة في إيران، معربين عن دعمهم لأسر ضحايا طائرة الرحلة "PS762"، التي أسقطت بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار طهران في الثامن من كانون الثاني/يناير 2020، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها البالغ عددهم 176 شخصاً، وبينهم 85 مواطناً كندياً ومقيماً دائماً.

استمرت الدعاوى القضائية في جميع أنحاء إيران، وطالبت عائلات الضحايا، بمحاسبة المسؤولين عن الإعدامات التي وقعت في الستينيات، ومحاكمة مرتكبي الجرائم التي تزيد عن أربعين عاماً في إيران من خلال تنظيم مسيرات احتجاجية ونشر فيديوهات.

كان محاكمة القاضي الإيراني حميد نوري وإدانته بالتواطؤ في الإعدامات الجماعية بحق آلاف المعارضين السياسيين الإيرانيين عام 1988، من أهم الأحداث التي وقعت هذا العام، والتي أوجدت الأمل في نفوس أهالي المتهمين وجعلهم أقرب إلى هدفهم الذي كان لمحاسبة قادة مرتكبي الجريمة.

وبعد 93 جلسة استمعت فيها محكمة ستوكهولم إلى 46 شاهداً، حكمت محكمة ستوكهولم السويدية على حميد نوري في الرابع عشر من تموز/يوليو 2022، بالسجن مدى الحياة.

 

السجينات السياسيات

في مطلع عام 2022، حكم على معلمة اللغة الكردية ورئيسة جمعية نوجين الاجتماعية الثقافية التي تم تأسيسها عام 2011، زهرة محمدي بالسجن 5 سنوات بتهمة "تشكيل جماعة لزعزعة الأمن القومي"، لتعليمها لغتها الأم والعمل في مجال اللغة والثقافة. وكان قد حكم الفرع الأول بمحكمة الثورة في سنه على زهرة محمدي في تموز/يوليو 2020، بالسجن 10 سنوات بتهمة "تشكيل جماعة لزعزعة الأمن القومي"، ولكن الدائرة الرابعة لمحكمة الاستئناف خففت الحكم في شباط/فبراير 2021 إلى 5 سنوات، لتقضي حكمها في جناح النساء بإصلاحية سنه دون مراعاة مبدأ الفصل بين الجرائم.

وفي الواحد والعشرين من شباط/فبراير الماضي، توجهت قوات الأمن إلى منزل عائلة المعتقلة السياسية الكردية زينب جلاليان، لاعتقال والدتها جوزيل حاجي زاده. وقد تم الإفراج عنها بعد نقلها إلى جهاز استخبارات ماكو واستجوابها لعدة ساعات. وجاء الاعتقال لظهور والدة زينب جلاليان السجينة السياسية الوحيدة التي حكم عليها بالسجن مدى الحياة، في مقطع فيديو وهي تطالب المؤسسات والمنظمات الحقوقية بالسعي للإفراج عن ابنتها.

وكان قد تم نفي زينب جلاليان إلى سجون مختلفة في إيران، وتتعرض باستمرار لضغوط من قبل المحققين الأمنيين، كما إنها تحرم من جميع حقوقها الطبيعية كسجينة، فلها الحق فقط في التواصل مع والديها عبر الهاتف من وقت لآخر، ولكن باللغة الفارسية ولوقت قصير جداً، وخلال الـ 14 عاماً من السجن أصيبت بأمراض مختلفة وهي في حالة جسدية سيئة لحرمانها من الخدمات الطبية والعلاجية.

وهناك العديد من النساء اللواتي تم نفيهن من سجن إلى آخر من بينهن سبيده قليان التي أضربت عن الطعام عدة مرات احتجاجاً على ظروف السجن، فمعظم السجينات قضين سنوات في سجون مروعة لأسباب سياسية دون تقديم وثائق.

ومن بين الناشطات اللواتي تم اعتقالهن وحكم عليهن بالسجن لمدة طويلة، الناشطة في مجال حقوق الإنسان فريدة مرادخاني، والباحثة الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه، وسارة عسكري، وعالية مطلب زاده، وفاريبا أسدي، وليلى حسين زاده، ومريم صادقي، ونغار مسعودي، وأفشانة عظيم زاده، وشادي جيلاك، وفرينجيس مظلوم.

 

التمييز الجنسي

يعتبر التمييز بين الجنسين في المؤسسات الحكومية ومراكز التعليم والبنوك وحتى الوظائف غير الحكومية من بين القضايا التي عانت المرأة الإيرانية دائماً من أجلها. خلال عام 2022، صدرت العديد من الأحكام والقرارات ضد النساء مما تسبب في إحداث فجوة أكبر في التمييز بين الجنسين في إيران. من بينها إلغاء الفحص وحظر بيع موانع الحمل واستبعاد النساء من معظم الوظائف الحكومية وتضييق المجال أمامهن، وقد أثار إلغاء الفحص وتحويل النساء إلى آلات لإنجاب الأطفال غضب النساء والرفع من وتيرة نضالهن من أجل الحصول على حقوقهن الأساسية.

إن إضفاء الطابع المؤسسي على التمييز بين الجنسين من قبل الحكومة لم يؤد فقط إلى تحويل النساء إلى آلات إنجاب، بل تم حظر معظم الرياضات التي يمكن للمرأة المشاركة فيها في معظم مدن إيران وأغلقت الصالات الرياضية أمامهن، كما مُنعت الرياضيات من ممارسة الألعاب الرياضية مثل الملاكمة وكمال الأجسام.

 

بلغت المقاومة النسائية ذروتها في 8 آذار

يتم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار/مارس من كل عام في جميع دول العالم من قبل النساء اللواتي ترغبن وتناضلن من أجل الحرية. على الرغم من قمع الجمهورية الإسلامية وحظر أي نشاط في هذا اليوم، تقاوم النساء في شرق كردستان وإيران وتنظمن العديد من الأنشطة، فخلال عام 2022 همست النساء مرة أخرى برسالة المقاومة والنضال في آذان الحكومة.

في معظم مدن شرق كردستان، بما في ذلك سنه وديواندره ونقدة ومريوان وشنو، احتفلت النساء بهذا اليوم من خلال توزيع الزهور والحلويات، وتوزيع الكتيبات التي تسلط الضوء على يومهن العالمي. على الرغم من كل القيود، أقيم حفل 8 آذار/مارس في مدن إيرانية بما في ذلك طهران وجيلان ويزد، وقد هاجمت الأجهزة الأمنية تجمع دعاة الحرية، واعتقلت عدداً من المشاركين في فعاليات 8 آذار.

 

الأزمات والكوارث البيئية

لطالما كانت الكوارث البيئية تهديداً للبشرية، وقد شهدت إيران في السنوات الأخيرة كوارث بيئية كبيرة. يعد تغير المناخ والاحترار العالمي من الأسباب الرئيسية للكوارث البيئية في العالم، ولكن في حالة إيران، يعد سوء الإدارة وإزالة الغابات من بين الأسباب الرئيسية للكوارث البيئية التي تؤدي إلى حدوث الفيضانات وجفاف البحيرات والمياه الجوفية والحرائق، وما إلى ذلك.

وقد شهدت البلاد مع الأيام الأولى من عام 2022 كوارث طبيعية كبيرة، فخلال هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المقاطعات الجنوبية بما في ذلك فارس وكرمان وسيستان ـ بلوشستان وهرمزجان، اضطر الآلاف من المواطنين إلى مغادرة منازلهم فيما فقد الكثيرون حياتهم، كما جفت العديد البحيرات والمستنقعات وموارد المياه بشكل عام، بما في ذلك نهر زيانده رود وأراضي جافخوني وأراضي هامون الرطبة وأراضي هور العظيم الرطبة وبحيرة أورمية.

وكان انهيار مبنى في مدينة عبدانان أحد الحوادث الأخرى التي كشفت بشكل كامل عن الفساد المستشري في إيران هذا العام، فعلى الرغم من أن المبنى لم يكتمل بعد، إلا أنه انهار، مما أسفر عن مقتل أكثرمن 40 شخصاً، وإصابة أكثر من 35 شخصاً، وقد أُدينت البلدية وعدد من الإدارات والوزارات الأخرى في هذا الحادث وتم القبض على أكثر من 13 من المسؤولين عن انهيار المبنى، لكن إجراءات محاكمة هؤلاء الأشخاص لم تكن واضحة واتهم كل منهم بالسجن لفترة قصيرة أو دفع تعويض بسيط.

 

مسيرة احتجاجية وإضرابات نقابية

واصل المعلمون والمتقاعدون والعمال والممرضات والنقابات العمالية الأخرى في إيران احتجاجاتهم خلال العام الفائت، وشهدت معظم مدن إيران وشرق كردستان تجمعات احتجاجية لمجموعات تجارية مختلفة كل يوم، وكان المعلمون والمتقاعدون هم أبرز تلك المجموعات.

في الأشهر الأولى من عام 2022 واستمراراً لاحتجاجات المعلمين والنشطاء الثقافيين، تم اعتقال أو استدعاء أكثر من 230 معلماً وناشطاً ثقافياً من مدن مختلفة منها سنه ورشت وشيراز، ومن بين المدرسات المحتجزات كوكب بداغي، فريبا معيني، وحميدة زارع، وسيوان سليماني، ومزجان باقري، وفريبا نظام زاده، وزهرة اسفندياري، وثريا أغاي، وخديجة مباركي، ومعصومة دهقان، ومنصورة عرفانيان، وفاطمة بهمني، ومرضية طلايي.

 

جرائم الشرف الشنيعة وموافقة الحكومة عليها

قتل النساء بدعوى الشرف هو أحد أشكال العنف الشائعة الأخرى ضد المرأة، والتي تشجعها قوانين الحكومة الإيرانية، لأنه في هذه القوانين تُعرّف المرأة على أنها سلعة يملكها الرجل. كانت جريمة القتل البشعة لغزالة "منى" حيدري إحدى جرائم القتل الصادمة التي أثرت على الرأي العام لفترة طويلة. منى أو غزالة حيدري البالغة من العمر 17 عاماً، هربت من بيت زوجها بسبب العنف المنزلي الشديد إلى تركيا، إلا أن والدها وعمها أعادوها إلى إيران ووعدوها بعدم إصابتها بأي ضرر، ولكن بعد عودتها قام زوجها والذي يكون ابن عمها بقطع رأسها واستعراضه في الشوارع كعلامة لـ "غسل العار"، ورداً على جريمة القتل البشعة هذه قامت الأجهزة الأمنية بإغلاق وكالات الأنباء ووسائل الإعلام التي نشرت الخبر، وضغطت على الصحفيين الذين غطوا نبأ الجريمة. كما أن عائلة غزالة حيدري لم تطالب بالانتقام وحكم على القاتل بالسجن 10 سنوات فقط بسبب المظهر العام للجريمة.

في 2022، لم يقتصر الأمر على استمرار قتل النساء بذريعة الشرف، بل ازدادت حالات القتل هذه المرة من قبل المغتصبين وبذريعة رفض الطلب، إن معظم المجرمين ينتمون إلى مؤسسات حكومية والحكومة التي تعرف الرجل على أنه مالك المرأة بقوانينها ومن الواضح أنها ستولد رجالاً عنيفين ومجرمين.

أُجبرت شلير رسولي على الانتحار لإنقاذ نفسها من الاغتصاب، من بين جرائم القتل الشنيعة الأخرى التي حدثت في مدينة مريوان قبل ثورة المرأة، ولم تطالب نساء مريوان ومدن شرق كردستان الأخرى فقط بمعاقبة مرتكب جريمة الاغتصاب الذي كان ينتسب إلى الحرس الثوري الإسلامي، بل منح النساء الأمان الذي حرمن منه في ظل حكم الجمهورية الإسلامية، وكان ذلك في مقدمة مطالب النساء خلال ثورة جينا في شرق كردستان وإيران.

كان اغتصاب فتاة من البلوش تبلغ من العمر 15 عاماً، من قبل قائد قوة شرطة تشابهار العقيد إبراهيم كوتشزاي، إحدى حالات الاعتداء الجنسي التي أثارت ردود فعل غاضبة، حيث قام الجاني باغتصاب الفتاة أثناء استجوابها. في وقت لاحق، رفعت دعوى قضائية ضد هذا الانتهاك الذي كان أحد المطالب الرئيسية للمتظاهرين في زاهدان الذين نزلوا إلى الشوارع خلال الانتفاضة التي جابت البلاد تحت شعار "Jin Jiyan Azadî"، وفي يوم واحد قتل أكثر من 93 شخصاً من البلوش برصاص قوى الأمن.

 

كان مقتل جينا أميني بداية الثورة

على الرغم من كل الأزمات والقضايا التي كانت موجودة في إيران، أصبحت المرأة أكثر عزلة يوماً بعد يوم، وأصبحت جميع مجالات الحياة أكثر صعوبة بالنسبة لها. إعادة تفعيل دوريات الإرشاد، التي توقفت أنشطتها في السنوات السابقة وأثناء حكومة حسن روحاني، ضيقت المجال أكثر على النساء اللواتي لم تكن بأمان في المكاتب والمراكز الحكومية والأماكن العامة وحتى في سياراتهن، ومنعت النساء اللواتي لم ترتدين الملابس الإسلامية من دخول المكاتب والبنوك وحتى قطارات الأنفاق. كل يوم، تم نشر أخبار ومقاطع فيديو عن عنف شرطة الاخلاق ضد المرأة في وسائل الإعلام. لكن مقتل جينا أميني على يد الحكومة أصبح نقطة تحول، لتنطلق الثورة النسائية.

تعرضت جينا أميني وهي شابة من مدينة سقز ذهبت إلى طهران في رحلة، للضرب في الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر، ودخلت في غيبوبة، بعد ثلاثة أيام أي في 25 أيلول/سبتمبر، توفيت في مستشفى القصري في طهران. حاولت الأجهزة الأمنية دفن جثمان جينا أميني ليلاً دون حضور الأهالي، إلا أن عائلتها أبدت مقاومة لا مثيل لها ودفنوا جثمان ابنتهم صباح اليوم التالي وهم يرددون شعار "Jin Jiyan Azadî"، وكانت هذه بداية الثورة النسوية في إيران وشرق كردستان. كما نزلت نساء مدينة سنه إلى الشوارع متخذات من تلك الهتافات شعاراً لهن، وطالبن الشعب الإيراني بدعم أهالي شرق كردستان، وأدت الاحتجاجات الفريدة من نوعها إلى خروج النساء في معظم مدن إيران للمشاركة في الانتفاضة وبدأن بقص شعرهن وحرق الأوشحة وهن ترقصن في الشوارع.

بالتزامن مع بدء المظاهرات الواسعة النطاق في مدن شرق كردستان، أصبحت معظم مدن إيران مسرحاً لاحتجاجات ومسيرات تضامنية، كما أصبحت الاحتجاجات التي تزامنت كذلك مع رحلة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى نيويورك، مركز اهتمام وسائل الإعلام العالمية، في الوقت الذي تحولت الاحتجاجات في مدن شرق كردستان وخاصة سنه وسقز وديواندر وأشنافي إلى أعمال عنف، قوبلت الاحتجاجات في مدن شمال إيران بعنف شديد، وقتل عدد كبير من المتظاهرين في هذه المدن بنيران مباشرة من قوات الأمن. كما نزل البلوش في سيستان ـ بلوشستان إلى الشوارع تضامناً مع مدن شرق كردستان وأيضاً للاحتجاج على اغتصاب قائد الحرس الثوري الإيراني لطفلة من البلوش، وأصبحت أيام الجمعة الدموية في هذه المدينة رمزاً للثورة.

الثورة النسائية مستمرة منذ حوالي 4 أشهر وأصبحت أمل نساء العالم. خرجت نساء من مختلف دول العالم إلى الشوارع تضامناً مع الإيرانيات والنساء الكرديات وأوصلن صوت المتظاهرين الإيرانيين إلى العالم. كان دعم السياسيين والشخصيات السياسية والفنية في العالم لهذه الاحتجاجات فريداً من نوعه، وكان رد فعل دول العالم مختلفة على قمع وقتل المحتجين. دعم الكرد وخاصة النساء من مختلف أنحاء كردستان الاحتجاجات وقدموا العديد من الأعمال الفنية للثورة النسائية في إيران.

مع اتساع نطاق الاحتجاجات اشتد القمع، وبحسب التقارير التي نشرتها منظمات ومؤسسات حقوقية، فبحلول نهاية شهر كانون الأول/ديسمبر، ارتفع عدد القتلى في الانتفاضة على يد قوات الأمن ووصلت إلى 507 قتيلاً، من بينهم لا يقل عن 69 طفلاً، كما يقدر عدد الموقوفين بأكثر من 18500 منهم 654 طالباً، كما عقد حوالي 1196 تجمعاً حضرياً وجامعياً وشاركت في هذه التجمعات 161 مدينة و144 جامعة.

تعتقد المنظمات والمؤسسات الحقوقية أن هذه الإحصائيات ليست نهائية وأن المعلومات التي تم الحصول عليها كانت محدودة وبسبب الافتقار إلى حرية الوصول إلى المعلومات، من المستحيل الإعلان عن إحصائيات دقيقة وقد تم إعداد هذه الإحصائيات فقط من المعلومات قيد التحقيق.

ومن بين المعتقلين وجوه بارزة ومعروفة من فنانين وصحفيين وسجناء سياسيين سابقين ونشطاء مدنيين وسياسيين، ومن بينهم الصحافيتين اللتين تم القبض عليهما، نيلوفر حميدي وإلاها محمدي، المتهمين بالتجسس وهما قيد التحقيق ومعرضتان لخطر الإعدام، وحذرت معظم المنظمات الدولية بما فيها منظمة العفو الدولية ومنظمة مراسلون بلا حدود من خطر إعدام هاتين الصحفيتين.

بالتزامن مع استمرار ثورة "Jin Jiyan Azadî" أصبح القمع في السجون أكثر شدة، وأصبحت السجون مكاناً لانتقام الحكومة الإيرانية، ووفقاً للتقارير التي نشرتها وسائل الإعلام البلوشية ومنظمات حقوق الإنسان البلوشية، في الفترة من 20 آب/أغسطس وحتى 19 كانون الأول/ديسمبر، أي في فترة 120 يوم تم إعدام أكثر من 81 سجيناً من البلوش في سجون مختلفة من بلوشستان بذرائع واهية مثل القتل والمخدرات. وقيل إن العديد من المحللين السياسيين يعتبرونها انتقاماً للثورة وقمع السجون.

يعد إعدام المناضلين والمطالبين بالحرية من الجرائم الأخرى التي تحاول حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية إسكات صوت الثورة والانتقام من المناضلين من أجل الحرية، كان مجيد رضا رهنورد ومحسن شكاري من بين الشباب الذين حكم عليهم بالإعدام في محاكم غير عادلة لبضع دقائق ودون أن يكون لهم الحق في اختيار محام، كما حصل في الستينيات، وقد نُفذ حكم الإعدام بحقهم في فترة وجيزة. الآن عدد كبير من طالبي الحرية ينتظرون عقوبة الإعدام.

كما كان هنا دعم من قبل الممثلين للثورة من الشخصيات الرئيسية، فقد ردت الوجوه المعروفة للسينما الإيرانية، بما في ذلك أناهيتا همتي، على اضطهاد المرأة بقص شعرها. كما نشرت كتايون رياحي صورة لنفسها بدون حجاب على مواقع التواصل الاجتماعي، حاولت أن تكون صوت المرأة الإيراني ، وكانت هذه بداية احتجاجات الفنانين وتضامنهم مع ثورة جينا أميني مما أدى إلى ردود فعل عالمية وتضامن فناني العالم.

ترانة عليدوستي هي واحدة من الداعمين الآخرين للثورة، والتي اعتقلتها الأجهزة الأمنية وهي الآن في سجن إيفين بسبب مواقفها الداعمة للثورة. كان طرد الجمهورية الإسلامية من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة من بين الأحداث المهمة الأخرى التي يمكن ذكرها، وأدى ضغط طالبي الحرية على الأمم المتحدة ودول أخرى إلى إخراج إيران من هذه اللجنة، حيث فضلا عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق حول قضايا إيران واستخدام العنف ضد المتظاهرين.