زينب خراسان: المرأة في شرق كردستان وإيران رائدة في الثورات

أكدت عضو مجلس إدارة مؤتمر المجتمع الحر والديمقراطي لشرق كردستان (KODAR) زينب خراسان أن المرأة في شرق كردستان وإيران، كانت دائماً رائدة في الثورات التي حدثت، ولعبت دائماً دوراً أساسياً فيها من أجل إيصال صوتها إلى جميع أنحاء العالم.

سما زيلان

سليمانية ـ على الرغم من ممارسات والانتهاكات التي ترتكبها السلطات الإيرانية بحق النساء في شرق كردستان وإيران من قمع وإعدامات واعتقالات إلا أنهن بنضالهن ومقاومتهن أستطعن المشاركة على نطاق واسع في جميع الثورات والنضالات.

عن وضع النساء في شرق كردستان وإيران قامت عضو مجلس إدارة مؤتمر المجتمع الحر والديمقراطي لشرق كردستان (KODAR) زينب خراسان بتقييم وضع المرأة في شرق كردستان وإيران خلال عام 2023 قالت فيها أن إيران أتبعت سياسات ممنهجة ضد النساء خلال عام 2023 للانتقام منهن من خلال اعتقالهن وارتكاب كافة أشكال العنف ضدهن.

 

وأشارت إلى أن عام 2023 في إيران وشرق كردستان كان مليئاً بنضالات النساء ومقاومتهن لحماية أنفسهن ومعرفة ذاتهن "عندما ننظر إلى تاريخ شرق كردستان وإيران نرى أن المرأة كانت دائماً رائدة في كل الثورات التي حدثت، ولعبت دائماً دوراً أساسياً فيها، كما ناضلت خلال العامين الماضين في ثورة شعار Jin jiyan" azadî" التي اندلعت بعد مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد السلطات الإيرانية، حيث كان نضالها ومقاومتها حاسماً على نطاق واسع ولهذا السبب فإن موقف المرأة يؤثر دائماً على المجتمع بأكمله، وقد تم تجربة هذا التأثير للنساء على أعلى مستوى في شرق كردستان وإيران.

وأوضحت أن "للمرأة مكانة قوية في شرق كردستان وإيران، وعلى الرغم من كل الهجمات، إلا أنها لا تزال غير منفصلة عن طبيعتها وجوهرها، ومما لا شك فيه أن هذا الوضع له تأثير كبير على المجتمع، لذلك رفعت السلطات في إيران من وتيرة قمعها ضد النساء أكثر من أي وقت مضى، فالسلطات الإيرانية تريد أفرغ جوهر المرأة بأفعاله، فعلى سبيل المثال تحت عنوان الجراحة التجميلية، يتم الإضرار بجمال المرأة عقلياً وجسديا بهدف حصر عقولهن في القضايا الفارغة، وعلى الرغم من ذلك ألا أن المرأة كان لها مكانة قوية في ثورتها الذي تحولت إلى معركة قوية".

واضافت "في هذا العام بالذات رأينا كيف أن النساء في شرق كردستان وإيران لم يقتصر دورهن على تولي المناصب فقط، بل وصلن إلى مستوى عالٍ من خلال تنظيم أنفسهن، فقد طورت النساء قدرتهن على حماية أنفسهن وفي الوقت نفسه انخرطن في جميع المجالات، فثورة "Jin jiyan azadî" في شرق كردستان وإيران وفكر وفلسفة القائد أ وجلان جعلهن على معرفة تامة بحقوقهن".

وعن تأثير أفكار القائد عبد الله أوجلان وفلسفته على نساء شرق كوردستان وإيران قالت "الثورة النسائية التي أسسها القائد أوجلان أصبح أقوى أساس لنضال المرأة وثورتها، وكان لذلك تأثير على وضعها في شرق كردستان وإيران، ففي عصرنا هذا من الضروري أن يكون للمرأة تأثير ليس في الشارع فقط، بل في الحياة الاجتماعية أيضاً وينبغي أن يكون لها الأثر الأكبر في العلاقة بين الرجل والمرأة والأسر والأطفال وفي نفس الوقت في العلاقة بين المرأة والمجتمع، لذلك عرفت نساء شرق كردستان مع هذه الثورة نضالهن الأساسي لذلك يجب عليها أن تعرفن جيداً هويتهن ووجودهن".

وأكدت أن النساء خلال ثورة Jin jiyan azadî"" في إيران وفي الخارج قمن بحماية هويتهن من خلال انتفاضتهن، ولهذا السبب، شعرت النساء في كل مكان في العالم بالثورة وشاركن فيها على نطاق واسع، ونهضن مرة أخرى ضد الذهنية الذكورية.

وعن الإبادة الجماعية للنساء التي تقوم بها السلطات الإيرانية في شرق كردستان وإيران بأكملها قالت "بعد الانتفاضة الشعبية زادت السلطات الإيرانية من ممارستها لكافة أشكال العنف ضد النساء بسبب خوفها من ثورتهن ومن أجل إسكاتهن وإخافتهن واستخدمت كل الطرق والأساليب ضدهن، ولا شك أن النساء دفعن ثمنا ذلك باهظاً في هذه النضالات، أما الآن وباستهدافها للنساء جعل المجتمع يواجه أزمات كبيرة في كافة النواحي، والنساء هن الأكثر ضرراً، فالأزمة الاقتصادية والاجتماعية والهجرة وكل صعوبة يواجهها المجتمع تؤثر على النساء أكثر من غيرهن.

ولفتت إلى أنه لا شك أن النساء تناضلن ضد ما يرتكب ضدهن وتنظمن أنفسهن، لكن في مثل هذا الوضع فإن نضالاتهن ليست كافية، ولهذا السبب من الضروري أن تنظم المرأة نفسها في كل مجال، وفي إيران وشرق كردستان تتزايد عدد حالات زواج الأطفال نتيجة الذهنية الذكورية، لذلك من الضروري أن تتخذ النساء موقفاً أقوى ضد هذا العمل الغير أخلاقي وأن تنظمن أنفسهن، لأنهن تقتلن نفسياً وجسدياً بتزايد هجمات الإبادة الجماعية التي ترتكبها السلطات ضدهن.

أما عن الضغوطات التي تمارسها السلطات الإيرانية على النساء واعتقالهن قالت من أجل الانتقام من النساء، تستهدف السلطات الإيرانية النساء أكثر من أي وقت مضى فقد قامت خلال هذا العام بألقاء القبض على المئات من النساء وإدانتهن وإعدامهن، كما اعتقلت عدد من الناشطين/ات وصحفيين/ات مثال الناشطة في مجال حقوق المرأة فريشة مرادي التي عملت دائماً من أجل النهوض بالمرأة، ولم ترد حتى الأن أي معلومات عنها، لذلك فأن هذا الوضع يثير التكهنات حول صحتها، مشيرةً إلى أن السلطات الإيرانية تعدم مئات النساء داخل السجون من أجل قمع وكسر إرادة المرأة، لذلك من الضروري على النساء في شرق كردستان وإيران إيصال صوتهن لكافة أنحاء العالم.

وقالت عضو مجلس إدارة مؤتمر المجتمع الحر والديمقراطي لشرق كردستان (KODAR) زينب خراسان في ختام حديثها "يجب أن نعيد تعريف المقاومة والنضال بموقفنا، فمن الآن فصاعداً من الضروري أن نكون أكثر استجابة لصوت النساء، وعلى جميع النساء في أجزاء كردستان الأربعة وخارج كردستان أن يعتبروا ذلك واجبهم الأساسي وأن تقفن ضد الانتهاكات التي تتعرضن لها من قبل السلطات والسلطة الذكورية، مضيفةً أنه يجب عليهن أيضاً أن تنهضن وتحاربن وتجتمعن حول شعلة الحرية التي أوقدها القائد أوجلان للوقف ضد هيمنة السلطات الإيرانية لأنه لا يمكن حماية الثقافة والهوية والأخلاق إلا بهذه الطريقة.