زواج القاصرات محور ندوة حوارية في دير الزور

نظمت ندوة حوارية تحت شعار أوقفوا زواج القاصرات في مجلس أبو حمام بريف دير الزور الشرقي بشمال وشرق سوريا.

زينب خليف

دير الزور ـ تحت عنوان "حلمها دمية وليس رجل... أوقفوا زواج القاصرات"، عقدت ندوة حوارية من قبل تجمع نساء زنوبيا ومجلس الشبيبة بريف دير الزور الشرقي.

تخللت الندوة الحوارية التي نظمت اليوم الأحد 18 أيلول/سبتمبر ذكر الآثار السلبية الناجمة عن تزويج الفتيات ما دون الخامسة عشر من عمرهن، على صحتهن وحياتهن وكذلك المجتمع، كما تم التطرق إلى الحلول المناسبة للحد من ظاهرة زواج القاصرات التي تعتبر آفة اجتماعية خطرة.

وحول السن القانوني للزواج أوضح المشاركون/ات في الندوة، أن كلا الجنسين يعتبران غير مؤهلين للزواج ما داموا لم يتجاوزوا الـ 18 عاماً، لافتين إلى أن الأطفال غير مكتملين جسدياً ولا فكرياً أو نفسياً مما يسبب لهم مشاكل صحية كثير وفي بعض الأحيان إلى الانهيار أو الوفاة نتيجة الحمل المبكر.

وتمت الإشارة إلى أن أسباب زواج القاصرات تتمثل من المنظور الديني والاقتصادي والاجتماعي كحاجة الزوج لمن يعينه في بيته أو حاجة أهل الفتاة للمال أو بغرض "الستر"، أو الحاجة لإنجاب الأطفال للعمل في الزراعة، كما أن غلاء المهور يدفع الأهل لتزويج الفتيات بغض النظر عن أعمارهن.

وعن سبل كبح هذه الآفة يجب نشر الوعي في المدارس وبين الآباء والأمهات وتوجيههم وتوعيتهم بمخاطر الزواج المبكر والنظر إلى شريك ابنهم أو ابنتهم على أساس الفئة العمرية بعيداً عن الطمع والجشع والأنانية والتعصب والتخلف والذهنية العشائرية والتباهي بعدد الأولاد الذي يقضي على الزوجة جسدياً وصحياً ونفسياً.

وكذلك الأخذ بعين الاعتبار التربية التي هي الأساس لبناء أسرة سليمة ومتكاملة، ونشر الوعي الاجتماعي بين الجميع عن طريق الحملات والبروشورات وإنشاء مكتب أو لجنة لمناقشة وحل هذه المشكلة ووضع قانون يحدد سن الزواج وتطبيقه على أرض الواقع.

وعلى هامش المحاضرة قالت العضو في لجنة المرأة بمجلس الفرات غادة عادل أنه تم تشكيل لجنة زواج القاصرات منذ ما يقارب الأسبوع بالتعاون مع لجنة الشبيبة وتم توزيع بروشورات تحمل شعار "لا لزواج القاصرات حلمها دمية وليس رجل"، مبينةً أنه تم توزيعها في كافة المناطق، كما بدأت حملات التوعية من خلال مجلس المنطقة الشرقية لتسليط الضوء على مخاطر زواج القاصرات والدوافع لهذا الزواج.

وأكدت غادة عال أن الندوة لاقت إقبالاً سواء من قبل الأهالي أو من قبل المجالس والمؤسسات في المنطقة، مشيرةً إلى تفاعل الحاضرات مع المناقشات، مؤكدةً على ضرورة تطبيق المخرجات ومن بينها نشر الوعي بين الأهالي من خلال المساجد والمجالس العشائرية ومجالس الصلح والمؤسسات والتجمعات ودعم التعليم للبنات واستقطاب المنظمات التي ترعى الوظائف التي تحسن من مواهب النساء وكذلك الرجال.

وأشارت إلى أنه "عقدت هذه الندوة على إثر حادثة جرت منذ شهر أو أقل من تزويج طفلة تبلغ من العمر حوالي 14 سنة واجبرت على هذا الزواج مما دفعها للانتحار وهذه الحادثة أثارت غضب جميع النساء في دير الزور وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعية مما دفعنا لعقد هذه الندوة".

وشددت على ضرورة استمرار العمل للقضاء على زواج القاصرات "لسنا مكتفين بهذه الندوة وعازمون على عقد سلسلة من الندوات حول هذا الموضوع ونشر الوعي وإقامة دورات تدريبية في كافة المجالات الحياتية والمهنية والتربية وسنواصل مسيرتنا في هذا الطريق.

من جهتها روت صالحة جمال الخليفة خالة الطفلة المتوفية أريام عبد العلي حادثة انتحار الفتاة بسبب اجبارها على الزواج من ابن عمها بعد المراهنة على من يستطيع الزواج وكان ابن العم يبلغ من العمر 35 عاماً.

وأشارت إلى أن الطفلة أريام الخليفة لم تكن بوضع يسمح لها بتحمل أعباء الزواج وقد رفضت هذا الزواج لكن الأهل أجبروها وكان والدها يهدد والدتها بالطلاق إن لم تقبل.