زلزال تركيا وسوريا... ملايين الأطفال يواجهون ظروفاً قاسية
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، إن 6.2 مليون طفل في كل من سوريا وتركيا يواجهون ظروفاً قاسية في الوقت الذي يكافحون فيه من أجل إعادة بناء حياتهم بعد الزلازل المدمرة التي ضربت البلدين في 6 شباط/فبراير الماضي.
مركز الأخبار ـ شددت اليونيسف على ضرورة دعم الأطفال المتأثرين بالزلزال الذي ضرب كل من تركيا وسوريا، حيث ترك العديد من الأطفال دون مأوى، ودفع بالعائلات إلى عيش ظروف مأساوية.
بعد مرور مئة يوم على الزلازل المدمر الذي ضرب شمال وشرق سوريا وتركيا وبعض مناطق سوريا، والتي كانت الأشد فتكاً في التاريخ الحديث للمنطقة، في السادس من شباط/فبراير الماضي، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف أمس الأربعاء 17 أيار/مايو، إلى الاستمرار في دعم ملايين الأطفال الذين هم بحاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية.
وتسبب الزلزال والهزات الارتدادية القوية التي أعقبته في إصابة أكثر من 108 آلاف شخص في تركيا ونزوح حوالي مليوني نسمة من المناطق المتضررة وفق إدارة الكوارث والطوارئ التركية، فيما بلغ إجمالي عدد الوفيات جراء الزلزال الكبير إلى 51 ألفاً، منها 45 ألفاً في تركيا و5914 ألفاً في سوريا.
ولا يزال ملايين الأطفال وعائلاتهم يقاومون العديد من الصعوبات لإعادة بناء حياتهم إذ أن 2.5 مليون طفل في تركيا و3.7 مليون طفل في سوريا يحتاجون لمساعدات إنسانية مستمرة، وفق ما صرحت به اليونيسف في بيان لها.
ولفت البيان الصادر إلى أن الزلزالين تركا العديد من الأطفال من دون مأوى، ودفع العديد من العائلات إلى العيش في ظروف صعبة خاصةً تلك المتعلقة بالخدمات الإنسانية بما في ذلك الرعاية الطبية والمياه والتعليم كما زادت الأخطار التي يواجها الأطفال المستضعفون في مجال الحماية.
وأوضح البيان أن الزلزال زاد من تأزم الأوضاع وتسبب بأضرار إضافية للمدراس والبنية التحتية والخدمات الرعاية الصحية، كما أدت الأضرار التي لحقت بالخطوط الأساسية للمياه والصرف الصحي إلى تعرض 6.5 مليون شخص لمستوى مرتفع من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة بالمياه، بما في ذلك الكوليرا.
وفي أعقاب الزلزال عانى الأطفال في كلا البلدين من مستوى لا يمكن تصوره من الخسائر وفق ما قالته المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل، مشيرةً إلى المناطق التي ضربها الزلزال كان يعيش فيها أسر مستضعفة أصلاً وخسر الأطفال أسرهم وبيوتهم ومدارسهم.
وأن حوالي 51 ألف طفل دون الخامسة سيعانون من مستويات متوسطة وشديدة من سوء التغذية حسب ما أشار إليه البيان، وأن 76 ألف امرأة من النساء الحوامل والمرضعات تحتجن إلى العلاج من سوء التغذية الحاد، لا تزال مدارس عديدة تستخدم لإيواء الأهالي الذين شردهم الزلازل.
وأوضحت أنه قبيل وقوع الزلزال كانت العديد من العائلات تعيش ظروف اقتصادية صعبة حيث شهدت تلك المناطق ارتفاعاً في معدلات الفقر، إذ كان يعيش نحو 40% من الأسر تحت خط الفقر، وقد يعاني الأطفال الذين يعيشون في تلك المناطق في الوقت الحالي من تهديدات عديدة منها الزواج القسري، والعمل القسري، وعدم إمكانية حصولهم على التعليم، وبذلك يكون قد حرم حوالي 4 مليون طفل من التعليم وأكثر من 350 ألف طفل لاجئ ومهاجر.
وتدعو اليونيسف التي تعمل على تعزيز حقوق ورفاهية كل طفل بالتعاون مع شركائها في 190 دولة ومنطقة، المجتمع الدولي إلى إعطاء الأطفال المتأثرين بالزلزال الأولوية لتحقيق تعافٍ مبكر، وضمان تلبية احتياجاتهم ضمن مخصصات التمويل.