زلزال المغرب يفاقم معاناة النساء في قرى إقليم الحوز

تعيش العديد من نساء القرى المنكوبة التي تضررت إثر الزلزال الذي ضرب المنطقة، ليلة الجمعة الثامن من أيلول/سبتمبر الجاري، أوضاع صعبة بعد أن فقدن منازلهن وأصبحن وأطفالهن بدون مأوى.

رجاء خيرات

مراكش ـ تفترش عشرات النساء من قرية وريالت بإقليم الحوز، الأرض برفقة أطفالهن في انتظار وصول شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية.

عن هول الكارثة التي أودت بحياة 2862 شخصاً و2562 مصاباً، قالت فاطمة المرابط إحدى الناجيات من الزلزال لوكالتنا، إن الخوف الذي انتاب السكان أكبر من أن يوصف.

وتحدثت فاطمة المرابط عن اللحظات الأولى للزلزال "سمعنا صوت مدوي لم يتبين لنا ما إذا كان رعداً أم عاصفة. كانت أصوات الحجارة وهي ترتطم بالجدران والأبواب تثير الرعب، ثم اندفعنا بكل قوتنا إلى خارج المنازل، التي لم نعد إليها منذ ليلة وقوع الكارثة، إلا لجلب بعض الأغراض، مع حذر شديد من أن تنهار الأسقف على رؤوسنا".

بدورها عبرت خدوج أوريك عن اللحظة المرعبة التي مر بها سكان القرية، بعد أن اهتزت بهم المنازل وقذفت بهم إلى الخارج، بحزنٍ وأسى، وأشارت إلى أن بيوتهم أصبحت غير صالحة للسكن وأن جميع الأسر والبالغ عددها اثنان وستون أسرة بالقرية يبيتون في العراء، خوفاً من البيوت المتصدعة التي أصبحت بمثابة قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أية لحظة.

من جانبها قالت فاضمة آيت لحسن إنها ليلة الزلزال لم تكن تقوى على الوقوف من شدة الهلع، وأن زوجها هو من سحبها إلى الباب وقام بإخراجها، مضيفةً "أفضل لنا أن نعيش في العراء على أن نعود لبيوتنا التي يمكن أن تنهار في أية لحظة فوق رؤوسنا. الوضع صعب هنا. نحتاج للأغطية والأغذية والخيام، خاصة مع اقتراب الفصل البارد، ونحن لا نعرف كيف سنتمكن من ترميم بيوتنا لأنها إن بقيت على هذه الحال فإنها لن تصمد طويلاً بحلول فصل الشتاء".

وتروي فاطمة بوري أنها ليلة الزلزال كانت قد تناولت وجبة العشاء وتستعد لكي تأوي إلى فراشها بعد يوم شاق من العمل، قبل أن تشرع جدران البيت في الاهتزاز، مضيفةً "كان المشهد مروع. لم أكن أتوقع أننا بعد الهزات التي عشناها يمكن أن نبقى على قيد الحياة، ولم أقم بأية محاولة للنجاة، لكني وجدت نفسي برفقة أبنائي وزوجي خارج البيت. قضينا ليلتنا في العراء مع الأهالي ونحن نترقب ما سيؤول إليه مصيرنا. في كل لحظة نقول إن الزلزال سيعود من جديد. لم تغمض لنا عين منذ ثلاثة أيام".

كل أهالي القرية يبيتون في ساحة تتوسط بعض البيوت الآيلة للسقوط. جزء منها مخصص للنساء برفقة الأطفال، والجزء الآخر للرجال ينتظرون ويترقبون أن تقدم لهم المساعدات.

وقالت فتيحة زكا البالغة من العمر 16 عاماً، عن ليلة وقوع الزلزال "سمعت دوياً لم أسمعه من قبل، وبدأت أصرخ وأنادي على أمي، إلى أن فتحت علي باب غرفتي وأخرجتني من البيت المتصدع. لا أصدق ما حدث. أتمنى أن ينتهي هذا الكابوس ونعود لحياتنا السابقة".

وأشارت إلى أنها تعيش مع والديها في العراء مع الأهالي ينتظرون تقديم المساعدة من خيام وغيرها، كون بيوتهم لم تعد صالحة للسكن، مؤكدة ألا شيء يضاهي الشعور بالأمن والأمان في هذه الحياة.

وفي قرية تدشرت لا تزال عشرات النساء تنتظرن وصول المساعدات بعد أن نفد مخزون الأغذية بسبب توقفهم عن العمل خاصةً وأنهم يعملون في أعمال موسمية في مدينة مراكش والمناطق المجاورة لهم والتي توقف إثر وقوع الزلزال.

واشتكت نساء القرى المنكوبة من انعدام الأغطية والخيام، لافتات إلى أن المبيت في العراء أكثر أمناً من البيوت لكنه يسبب لهن ولأطفالهن الكثير من المتاعب الصحية، حيث الجبل يعرف بحلول الطقس البارد بشكل مبكر، كما أن الأغطية التي يلتحفونها تصبح مبللة بفعل تساقط قطرات الندى أثناء الليل.

وجمع العديد من المواطنين والمواطنات في مدينة مراكش التبرعات من مواد غذائية وملابس وأغطية ووضعها في الشاحنات عند مدخل المركز الاستشفائي محمد السادس، لإيصالها إلى المناطق المتضررة.

وفي قرى أخرى منكوبة لا تزال فرق الإنقاذ تواصل عمليات انتشال الأهالي من تحت الأنقاض، وتوجد على طول الطرق المؤدية إلى المناطق المنكوبة سيارات الإسعاف تسابق الزمن لإنقاذ حياة الأهالي.