زلزال المغرب... ارتفاع عدد الضحايا إلى 2901 ونساء تروين معاناتهن
تسبب الزلزال الذي ضرب المغرب في تفاقم المعاناة التي أثقلت كاهل النساء أكثر فأكثر، حيث تعيش الكثير منهن في العراء في انتظار المساعدات من خيام وغيرها، كون بيوتهم لم تعد صالحة للسكن.
حنان حارت
المغرب ـ أعلنت وزارة الداخلية المغربية ووفقاً لآخر بيانات، فإن الزلزال الذي ضرب المغرب أودى بحياة 2901 شخصاً وإصابة 5530، وخلف دمار كبير في البنية التحتية للبلاد.
تضم مدينة أمزميز التي تبعد عن مدينة مراكش 50 كم، عشرات القرى التي تضررت نتيجة الزلزال الذي ضرب البلاد، وبعد خمسة أيام على أعنف هزة أرضية شهدها المغرب في تاريخها منذ قرن، لا تزال فرق الإنقاذ تواصل جهودها لانتشال الضحايا، وتروي نساء مدينة أمزميز عما حدث في تلك الليلة وكيف تعشن حياتهن بعد الزلزال.
تقول إيمان خليل إحدى الناجيات من الزلال في مدينة أمزميز على الرغم هول الكارثة نتنفس الصعداء، حالنا كحال الآخرين من سكان القرية بخصوص المساعدات "هناك جهود كبيرة ومتواصلة تبذل من كافة المتدخلين لإزالة الأنقاض وتقديم المساعدة وفتح الطرق، وتزويد الأهالي بالأغذية والخيام، وتعرف المنطقة بعورة طرقها والتي تأثرت أكثر بالانهيارات التي تسبب فيها الزلزال، وهو ما يصعب من مهمة المتدخلين لإيصال المساعدات للأهالي".
وأضافت أن هناك فوضى في عملية توزيع المساعدات "نحتاج إلى تنظيم حتى تصل المساعدات لكل الفئات، لأن هناك من المتضررين من يأخذ المساعدات بشكل متكرر وأكثر من احتياجاته، ويترك باقي المتضررين وخاصةً النساء "، مشيرةً إلى أنها في القرية التي تتواجد فيها حصلت على بعض المساعدات وخيمة لكن هناك قرى أخرى لم تحصل النساء فيها حتى على خيمة تأويهن من قساوة برد الشتاء.
ولفتت إلى أنها تخاف من التغيرات المناخية التي قد تشهدها البلاد في الأيام القليلة المقبلة فالا زال هناك من يبيت في العراء، وهو ما قد يفاقم الوضع ويزيد من معاناة السكان المنكوبين "لقد باتت الخيام مطلب العديد من العائلات في الأقاليم المتضررة، وعلى رأس أولوياتهم".
واستذكرت إيمان خليل شريط اللحظات التي تلت الهزة الأرضية مساء يوم الجمعة الماضية "كل شيء حدث بسرعة، أحسسنا بالأرض تتحرك تحتنا والجدران تميل، فدب الخوف والرعب في نفوسنا، وبدأت المنازل تتشقق، بعضها انهارت بالكامل ولم يعد لها أي أثر، فهربنا إلى الخارج، ونجوت أنا وعائلتي بأعجوبة كبيرة".
وأضافت "عائلة زوجي توفيت، نعيش أياماً صعبة بعد الزلزال، لأننا فقدنا الكثير من الاصدقاء، كذلك ذكرياتنا وتاريخنا أشياء كثيرة فقدت وبقيت تحت الأنقاض".
وبدورها تقول ناجية أخرى من سكان ركراكة في منطقة أمزميز الجبلية التي توفي وأصيب نصف سكانها إنه بعد الزلزال باتت تشعر بألم في الرأس ودوار مستمرة، كما أنها بين الفينة والأخرى كلما سمعت صوت عالي تنتابها حالة هلع وخوف، مشيرةً إلى أن الزلزال شكل لها صدمة حقيقية، "توفي زوجي قبل سنوات وترك لي طفلين، كان لنا بيت يأوينا أنهار بسبب الزلزال ولم يعد لي ولأطفالي مكان يؤوينا غير العراء".
واستذكرت تفاصيل تلك الليلة "كانت الأمور عادية، لكن فجأة حدث ما لم نكن نتوقعه أبداً، لقد شعرنا بكل ما شيء حولنا يتحرك وبدأت الجدران تتمايل، لم نعد نسمع إلا صراخ الأطفال والنساء، كان بيتي يتكون من ثلاثة طوابق، خفت كثيراً على أطفالي ونفسي فحملتهم وخرجت هاربة، بمجرد خروجي من البيت شاهدت منزلي ينهار أمام عيني، مشهد لا يمكن وصفه وإحساس بالغربة والضياع أحسسته عندما فقدت بيتي".
وأشارت إلى أنه لا زال هناك مفقودين لم يتم العثور عليهم، وتأمل أن يبقوا أحياء حتى انتشالهم، مضيفة ً أن السكان المتضررين في المنطقة يحتاجون إلى المساعدات "حصلنا على بعض المؤن الغذائية لكننا لا نزال في انتظار الخيام التي ستأوينا مؤقتاً من البرد القارص، فنحن متواجدون في منطقة جبلية ودرجات الحرارة تكون منخفضة جداً في الليل".
هذا وتتواصل عمليات الإنقاذ التي يقوم بها رجال الوقاية المدنية، من أجل انتشال الجثث وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وهو ما يبعث بصيص أمل في نفوس السكان، لكن هناك صعوبات تواجه رجال الانقاذ وهي الموقع الجغرافي للمنطقة الذي لا يساعد على جلب الأليات.
ويذكر أن الزلزال الذي ضرب المغرب ليلة الجمعة الماضية في الثامن من ايلول/سبتمبر2023، بلغت قوته 7 درجات على مقياس ريختر وكان مركزه منطقة إقليم الحوز، ومن أبرز المناطق التي تضررت بشكل كبير مراكش، أكادير، تارودانت، وورززات، كما ووصل ارتداد الهزة الأرضية العنيفة إلى عدة مدن مغربية منها الدار البيضاء والمحمدية، والعاصمة الرباط، سلا، القنيطرة ومكناس وفاس.