زلزال المغرب... ارتفاع عدد الضحايا إلى 2122 شخص ونساء تروين هول الكارثة
سجل إقليم تارودانت الذي يضم العديد من القرى في قلب جبال الأطلس الكبير بالمغرب، أكثر من 400 قتيل جراء الزلزال الذي ضرب البلاد، فيما لاتزال السلطات تواصل عمليات انتشال الضحايا والبحث عن ناجين.
حنان حارت
المغرب ـ يعد إقليم تارودانت في المغرب ثاني المناطق الأكثر تضرراً من الزلزال الذي ضرب البلاد، حيث لازال السكان في هذه المنطقة يعيشون على وقع الصدمة، نتيجة فقدان عائلاتهم، واستمرار فرق الانقاذ عملها في البحث عن ناجين من تحت الأنقاض.
مشاهد النساء والأطفال وهم يجلسون في العراء بعد الزلزال تدمي القلوب، بعدما دمر الزلزال منازلهم بالكامل، مأساة حقيقية يعيشها الأهالي بإقليم تارودانت في المغرب، ولا تزال عملية أحصاء عدد الضحايا مستمرة.
تقول إحدى الناجيات من الدمار الذي لحق بقرية تينكليان جماعة تافنكولت في إقليم تارودانت، عن هول الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة "عشنا لحظات صعبة أثناء الهزة القوية، لا زلنا نحصي أمواتنا والعديد من العائلات شردت وأصبحت بدون مأوى، ولا زلنا لا نصدق ما حدث، لقد فقدنا عائلاتنا وأطفالنا، النساء في المنطقة تعانين كثيراً فقد تركن من دون معيل، هناك من الضحايا الذين لازالوا تحت الأنقاض ننتظر فرق الانقاذ من أجل انتشالهم".
وأشارت إلى أنهم يحتاجون للمساعدات، فهناك من يعاني من أمرض مزمنة مثل الضغط، السكري، والقلب؛ وهذه الكارثة عمقت من معاناتهم، مضيفةً أن هناك أطفالاً يعانون ويعيشون الآن مأساة حقيقية فمنهم من فقد والديه وبقي بدون أي معيل.
وأضافت أن هناك نساء فقدان عائلاتهن بالكامل وبتن وحيدات بدون أي معيل فهناك من الناجيات اللواتي فقدن أطفالهن وأزواجهن وتعانين من الكسور في مختلف أنحاء الجسم، كما تعانين من الحالة النفسية المدمرة نتيجة الزلزال، مشيرةً إلى أن هناك فاجعة حلت بالقرى، حيث سويت فيها جميع المنازل بالأرض في مشهد يدمي القلب "نحن في منطقة وعرة وغالبية القرى معزولة ويصعب الوصول إليها، بالإضافة إلى أن الزلزال تسبب في نفوق الماشية التي كانت مصدراً ومورداً للرزق لأهالي المنطقة".
وكان وزير العدل المغربي قد أعلن، أن عدداً من القرى الواقعة في محيط مركز الزلزال المدمر قد اختفت نهائياً، مضيفاً أن عدداً من الأحياء القديمة وبعضها تاريخي في مدينة تارودانت تضررت بشكل كبير.
ولفت إلى أن السلطات تعمل على إيواء السكان الغير قادرين على العودة لمنازلهم في المناطق المتضررة، وتسعى للتغلب على انقطاع طرق في محيط تارودانت.
وعلى غرار باقي المناطق المتضررة من هذه الهزة القوية، فقد تشكلت خلية أزمة على مستوى عمالة إقليم تارودانت، حيث اضطرت السلطات إلى الاستعانة بالطائرات بدون طيار لمساعدة الأطقم الميدانية على اكتشاف الجثث، إلى جانب استعمال الطائرات الجوية للقيام بمسح شامل لمختلف الخسائر المادية، ولإيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان القاطنين في المناطق الجبلية.
وتسبب الزلزال في تدمير معالم تاريخية مسجلة كتراث عالمي من ضمنها مسجد تنمل، وهو المعلمة التاريخية، والمصنف من التراث العالمي للإنسانية بأعالي الأطلس الكبير، في إقليم تارودانت، وكذلك سقوط أجزاء من سور السعديين التاريخي.
وما تزال تشهد ضواحي تارودانت ومراكش هزات ارتدادية متتالية تتراوح بين درجتين وأربع درجات على مقياس ريختر، فيما خلفت الهزة الأرضية القوية التي وقعت يوم الجمعة الماضي والتي شعر بها سكان العديد من مدن المغرب، والتي بلغت قوتها 7 درجات على سلم ريختر، تسببت في وفاة 2122 شخصاً، وإصابة 2421 آخرين، حيث بلغ عدد الوفيات في إقليم الحوز 1351 شخص، وسجل إقليم تارودانت وفاة 492 شخص؛ وتوفي في إقليم شيشاوة 201 شخص، وفي منطقة عمالة مراكش تم تسجيل 17 قتيل.