يوم الطفل... أين الاهتمام بقضايا حقوق الطفل؟

يوم الطفل هو فرصة للاهتمام بقضايا الأطفال وأهمية مستقبلهم الذي هو مستقبل العالم والبشرية، لكن لا ينبغي أن يتم تجاهل قلة الدعم والاهتمام من المجتمع الدولي وإهمال حقوق الإنسان والطفل، وخاصة في بلدان الشرق الأوسط.

مركز الأخبار - يوم الطفل أو اليوم العالمي للطفل هو يوم لاحترام الأطفال في جميع أنحاء العالم، ويتم الاحتفال بهذا اليوم في أجزاء مختلفة من العالم في تواريخ مختلفة، كجزء من إعلان عام 1925 في جنيف في المؤتمر العالمي لرعاية الأطفال.

يتم الاحتفال باليوم العالمي للطفل كل عام في الأول من حزيران/يونيو في أنحاء مختلفة من العالم كمبادرة من أجل رفاهية وحقوق الأطفال، وكجزء من قضية أكبر تدور حول إنهاء إساءة معاملة الأطفال، وإنهاء إنكار حقوقهم، والعمل على تحسين حياة الأطفال في جميع أنحاء العالم.

ولا ينبغي الخلط بينه وبين اليوم العالمي للأطفال، الذي يتم الاحتفال به في تشرين الثاني/نوفمبر، فاليوم العالمي لحماية الطفل يكاد يكون مطابقاً لليوم العالمي للطفل، والفرق الوحيد هو أنه يتم الاحتفال به في حزيران/يونيو. والاحتفال بهذه المناسبة في أشهر مختلفة هو فرصة للاهتمام أكثر بالقضايا المتعلقة بالأطفال.

منذ الثورة الصناعية والحروب العالمية التي تلتها، لوحظ أن الأطفال تعرضوا للإيذاء الشديد والقمع والحرمان من حقوقهم الإنسانية الأساسية، وبما أنهم كانوا ضعفاء وخائفين، فمن السهل قمعهم والقيام بأنشطة ظالمة وغير إنسانية بحقهم، ولقد تم استغلالهم واغتصابهم، وكان الملايين منهم يعانون من سوء التغذية، كل هذه الانتهاكات تم تسليط الضوء عليها خلال مؤتمر جنيف، وبالتالي قرر زعماء العالم حماية الأطفال في جميع أنحاء العالم.

في البلدان ذات الدخل المرتفع في ذلك الوقت، تم اتخاذ تدابير فورية لتحسين ظروف الأطفال، بينما في البلدان المنخفضة الدخل، تم توفير التمويل والمساعدة المالية من قبل منظمات الإغاثة للتنمية الاجتماعية للأشخاص والأطفال في هذه الأماكن، وتم تنظيم حملات مختلفة وركزت الأنشطة بشكل رئيسي على تعليم الأطفال وتغذيتهم ومكافحة الاتجار بالبشر ووقف عمالة الأطفال.

الأطفال هم بذور المستقبل كلما كانت ظروف التغذية والنمو أفضل، كلما كان النبات أكثر صحة وكلما استثمرنا فيها أكثر، كلما كان المستقبل الأفضل ينتظر الإنسان، لكن، وعلى الرغم من كل الشعارات التي تطلقها الدول المطالبة بالسلطة والمؤسسات والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان، فإن الأطفال في كثير من البلدان، وخاصةً في دول الشرق الأوسط، دائماً ما يكونون في ظروف مزرية.

إن عواقب الظلم المتزايد وعدم الاستقرار الاقتصادي، والحروب والصراعات الجديدة والطويلة الأمد، وتأثير تغير المناخ المكثف، وما إلى ذلك، تؤثر على الأطفال أكثر من أي شيء آخر.

يعد انعدام الأمن بسبب الحروب في بعض الدول أو بسبب عدم كفاءة الحكومات من القضايا المهمة والحيوية التي تؤثر على حياة الأطفال، إلا أن المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان لا يعيرونها اهتماماً كبيراً ولا يتحركون لضمان سلامة الأطفال كما أن الأطفال في العديد من البلدان يعيشون في ظروف بائسة من حيث الصحة والتغذية والتعليم وغيرها، ولا يتم تقديم أي دعم لهم.

في كل يوم، يتعرض العديد من الأطفال في مختلف مدن كردستان لهجمات من قبل الحكومة التركية، فيقتلون ويفقدون منازلهم وعائلاتهم، ويصبحون بلا مأوى ونازحين، لكن المنظمات الدولية ودعاة السلام العالمي لا يعيرونهم أدنى اهتمام، كما أنه في بلد مثل إيران، ينتشر الفقر اقتصادياً وتعليمياً واجتماعياً وصحياً وما إلى ذلك، وهذا يؤثر على مجتمع الأطفال أكثر من أي شيء آخر، إلا أن الحكومة الإيرانية لا تولي حتى أقل قدر من الاهتمام لهذه الأمور.

ويعمل العديد من الأطفال في مدن مختلفة من شرق كردستان وإيران، وهذا يجعلهم يواجهون المخاطر بما في ذلك الاعتداء الجنسي والإدمان، وبحسب التقارير المنشورة فإن سن الإدمان في إيران وصل إلى الأطفال دون سن 18 وحتى 10 سنوات.

في إيران، العديد من الأطفال البلوش ليس لديهم شهادات ميلاد، وهذا يؤدي إلى حرمان الأطفال من الخدمات التعليمية والطبية والصحية وغيرها.

كما أدت سنوات الحرب في أفغانستان إلى انعدام الأمن وإلحاق الأذى الجسدي والعقلي بالأطفال في هذا البلد، ويعد انتشار الأمراض المعدية الناجمة عن نقص الرعاية الصحية في أفغانستان أحد العوامل المهمة التي تهدد حياة الأطفال.

وبالإضافة إلى انعدام الأمن، محدودية التعليم والترفيه، والفقر والضعف الاقتصادي للأسر في أفغانستان، أحد العوامل المهمة في انتهاك حقوق الأطفال في هذا البلد، وعلى الرغم من الطلبات العديدة للناشطين/ات في مجال حقوق الأطفال والإنسان وحقوق المرأة للاهتمام بشعب أفغانستان، وخاصة النساء والأطفال، ضد القوانين اللاإنسانية لطالبان، لم يتم اتخاذ أي إجراءات.

في الحروب يعتبر الأطفال أكثر الناس ضعفاً، وتعتبر الحروب من أهم أسباب الاضطرابات النفسية والتوتر لديهم، وبينما يشكل الأطفال نصف سكان قطاع غزة، فقد شهدت المنطقة حرباً وصراعاً واسع النطاق على مر السنين، مما أدى إلى مقتل آلاف الأطفال، إن اعتداء القوات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني والقتل الجماعي للأطفال يأتي في حين أن المجتمع الدولي لا يتحرك أو حتى يكترث لهذا الأمر.

ويبدو أن في البلدان التي مزقتها الحروب تمثل القضية الوحيدة هي الحرب، يعاني الأطفال من مشاكل أسوأ بكثير. بما في ذلك نقص المرافق الصحية والغذاء ومياه الشرب والحرمان من التعليم وانعدام الأمن ونقص المأوى وفقدان الوالدين، وما إلى ذلك.

الأطفال في أفريقيا ليسوا بمعزل عن المشاكل العالمية، وتظهر الدراسة أن ما يقارب من نصف وفيات الأطفال في أفريقيا سببها الجوع.

ويعاني واحد من كل ثلاثة أطفال أفارقة من التقزم، ويشكل الجوع ما يقارب من نصف وفيات الأطفال في جميع أنحاء القارة، وعلى الرغم من النمو الاقتصادي الذي تشهده القارة، فإن ما يقارب من 60 مليون طفل محرومون من الغذاء ولا يحصلون على ما يكفي منه.

تسعة من كل 10 أطفال أفارقة لا يستوفون الحد الأدنى من المعايير الغذائية المقبولة التي حددتها منظمة الصحة العالمية، واثنان من كل خمسة أطفال لا يتناولون وجبات منتظمة كما أدى الحرمان من التعليم بسبب فقر الأسرة في أفريقيا إلى تسجيل نسبة عمالة عالية للأطفال.

مع كل هذه الحالات، وعلى الرغم من الإحصائيات التي تقدمها المنظمات الدولية، فإن الأطفال في كردستان وإيران وأفغانستان وأفريقيا وغيرها، يعيشون دائماً في ظروف سيئة وصعبة.

وبشكل عام فإن اليوم العالمي للطفل هو فرصة للاهتمام بقضايا الأطفال وأهمية مستقبلهم، وهو مستقبل العالم والبشرية، وينبغي زيادة الدعم لهم من قبل المجتمع الدولي والجهات المعنية، الذين يدعون أنهم يحترمون حقوق الإنسان وحقوق الطفل، ولكنهم لا يقدمون ما يحتاجه الأطفال خاصةً في الدول التي ينخفض ​​فيها متوسط ​​الدخل وبشكل عام في جميع بلدان الشرق الأوسط.