'يجب محاكمة المسؤولين عن الإبادة والاعتراف بوضع شنكال'

لفتت المتحدثة باسم دبلوماسية حركة حرية المرأة الإيزيدية سهام شنكالي، أن مؤتمر المرأة الإيزيدية الذي عقد في البرلمان الأوروبي يؤكد على ضرورة محاكمة المسؤولين عن الإبادة والاعتراف بوضع شنكال.

جيلان روج

شنكال ـ في 30 كانون الثاني/يناير الماضي، عقدت مظلة مجالس المرأة الإيزيدية (SMJÊ) في البرلمان الأوروبي لأول مرة مؤتمراً بعنوان "إعادة بناء المجتمع الإيزيدي المهدد بالإبادة الجماعية" للاعتراف بالإبادة الجماعية للإيزيديين وقام مركز اتحاد الجمعيات الإيزيدية بدعم المؤتمر.

تحدث المشاركين/ات في المؤتمر عن المجازر والفرمانات التي تعرض لها الإيزيديين وخاصة الفرمان الـ 74 الذي حدث على يد داعش عام 2014، كما تمت مناقشة إنشاء الإدارة الذاتية والأوضاع في شنكال وموضوع العودة والهجمات التي تتعرض لها شنكال.

وفي المؤتمر، تمت دعوة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي للاعتراف رسمياً بمأساة الإيزيديين واعتبارها إبادة جماعية واتخاذ إجراءات فورية بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق نداء عاجل لحماية سلامة الشعب الإيزيدي وحقوق المرأة والحماية الثقافية.

ومن ناحية أخرى، للتعريف بنظام الحكم الذاتي لشنكال ومطالب الإيزيديين، تم إرسال وفد من شنكال من ضمنهم القيادية في وحدة نساء شنكال (YJŞ) هيزا شنكالي والناطقة باسم دبلوماسية حركة حرية المرأة الإيزيدية سهام شنكالي، للمشاركة في المؤتمر.

وحول أهمية وتفاصيل المؤتمر الذي انعقد في البرلمان الأوروبي، قالت الناطقة باسم دبلوماسية حركة حرية المرأة الإيزيدية، سهام شنكالي، إن عقد مؤتمر مثل هذا في البرلمان الأوروبي مهم جداً بالنسبة لهم "كإيزيديين، عقد مؤتمر مهم جداً بالنسبة لنا، وخاصة بعد تعرضنا لمجزرة كبيرة على وجه الخصوص، ولأول مرة، تم المشاركة من شنكال نيابة عن حركة حرية المرأة الإيزيدية وقوات حماية المرأة الإيزيدية، ويمكننا أن نثمن المشاركة في المؤتمر بشكل جيد جداً خاصة وأن الإيزيديات شاركن بطابعهن وملابسهن. لقد تم إنجاز الكثير من العمل حتى الآن ولكن للمرة الأولى كان عقد مؤتمر من هذا النوع مختلفاً حقاً".

 

"الوضع بعد الفرمان"

وفي المؤتمر تم تقييم قضايا مثل ما حدث في شنكال خلال فرمان 3 آب/أغسطس 2014، من هي القوى التي اتفقت مع داعش وارتكبت جرائم الإبادة الجماعية، ما هو وضع الناس والمرأة والمجتمع وشنكال الآن بعد الفرمان، وعلى أي أساس بنوا نظامهم، بشكل مباشر وعن كثب.

وحول المواضيع والرسائل التي طرحت في المؤتمر، قالت سهام شنكالي "النقاشات التي طرحت في المؤتمر كانت حول وضع المرأة والشعب الإيزيدي وخاصة بعد الفرمان، وما هو المطلوب؟ لأن العديد من الدول اعترفت بالإبادة الجماعية لكنها لم تتخذ خطوات ملموسة، كما جرت مناقشات حول مسألة وجوب الاعتراف بالفرمان في البلدان الأخرى، وما العمل الذي يجب القيام به لإنقاذ الأسرى الذين ما زالوا في أيدي داعش، وما هو الوضع الذي نعيشه الآن؟ الشيء الأكثر أهمية هي المطالب التي ذهبنا بها إلى المؤتمر ومن ناحية أخرى، هناك العديد من القضايا الرئيسية التي تم طرحها وكانت إحدى القضايا هي الاعتراف بالإبادة الجماعية".

 

"نظام شنكال يثير الفضول"

وأشارت سهام شنكالي إلى أنه لكي تعترف الدول الأخرى بالجرائم المرتكبة في شنكال واعتبارها إبادة جماعية وتتخذ خطوات فورية لتحرير الأسرى من أيدي داعش، يجب أن يتم العمل على المستوى الدولي "كان وضع الإيزيديين بعد الفرمان يثير الفضول، وأيضاً كيف هي الحياة في شنكال، كل ذلك يتم متابعته إلى حد ما من قبل الرأي العام، لكن الرؤية والاستماع عن كثب كان مختلفاً لأن المجتمع الإيزيدي واجه الإبادة الجماعية، لكن بعد ذلك يمكننا القول إنه أعاد تنظيم نفسه وعلى وجه الخصوص، أنشأت النساء قوات الدفاع الخاصة بهن، وهي وحدات حماية المرأة YJŞ، وقوات أمن إيزيدخان والآن، تعد شنكال المثال الأول للمشروع الذي يمكن تنفيذه لجميع الدول وهناك إدارة ذاتية في شنكال".

 

الاعتراف بوضع شنكال

ومن القضايا التي نوقشت في المؤتمر وضع شنكال وحول الموضوع قالت سهام شنكالي، إن حماية الإيزيديين من الإبادة هو اعتراف بوضع شنكال "الدعم المعنوي لشنكال ممكن فقط بالاعتراف بوضع المنطقة. من حق الإيزيديين الدفاع وإدارة أنفسهم. الحكومة العراقية دائماً تقول أو يقول أعداء هذه الطائفة إنها قوة غير شرعية، لكن مكان مثل البرلمان الأوروبي قال إنه من حق الإيزيديين أن يدافعوا عن أنفسهم وكانت هذه النقطة ذات أهمية على سبيل المثال، بالنسبة للدفاع، فإن النقاشات التي جرت بين الضيوف قالت إن الشعب الإيزيدي لم يعتدي على أحد على مر التاريخ، وبعد الفرمان، لأول مرة شكل قوة دفاع خاصة به كجيش، ولكن هذا للدفاع عن النفس، ليس للهجوم على أي مكان وكانت هذه النقطة مهمة للغاية".

 

من النقاط المهمة كانت محاكمة داعش

وذكرت سهام شنكالي أنه من النقاط المهمة التي طرحت كانت محاكمة داعش "بالنسبة لمحاكمة داعش والذين كثير منهم مواطنون أوروبيون، فمن الواجب الكبير على هذه الدول التي اعترفت بالإبادة الجماعية أن تحاكم داعش الذين هم مواطنيها، أي باختصار يجب إنشاء محكمة دولية وفي هذه المحكمة، لا ينبغي محاكمة داعش كفرد، بل يجب محاكمته كأيديولوجية، كما يجب محاسبة من تعاون معه".

وأضافت أن مستوى المؤتمر كان جيد جداً، لكن من أجل استمراره سواء في شنكال أو خارجها يجب أن يتم العمل بطريقة قوية "لكي نحقق هذه الرغبات، نحتاج إلى سنوات من العمل والنضال بمعنى آخر، لا أحد يعطي حق الآخر هكذا وبسهولة، لا بد من النضال حتى نحصل على حقوقنا وأهدافنا أي أننا عندما نتحدث عن اعتراف الدول الأجنبية بالإبادة فإن ذلك تم من خلال الجهود والأنشطة التي تم تنفيذها ومن ناحية أخرى، بعد هذا المؤتمر الذي تمخضت عنه نتائج، فالنقاط التي يجب أن نعمل عليها أكثر هي يجب على الأشخاص الذين شاركوا في المؤتمر دعم شنكال وبذل المزيد من الجهود والعمل لتنفيذ هذه المطالب".

ولفتت إلى اتحاد المجتمع الإيزيدي "أولاً، يجب على الإيزيديين تشكيل اتحادهم والنضال من أجل ذلك معاً على سبيل المثال، أينما كان الإيزيديين يجب أن يقاتلوا ويعملوا من أجل شنكال ولهذا السبب، يجب على الإيزيديين في الخارج تعزيز تنظيمه بشكل أكبر وتحت مظلة مجلس المرأة الإيزيدية، يجب على الإيزيديين أن يجتمعوا معاً ويكونوا قادرين على العمل من أجل هذه المطالب".

 

الدعوة إلى النضال

وأشارت إلى أنه كان من المهم جداً أن يتوجه الممثلون مباشرة من شنكال ويمثلوا مجتمعهم "من ناحية أخرى، ركز المؤتمر على الاستماع إلى صوت شعب شنكال لأن الأشخاص الذين لا يعيشون هناك لا يفهمون ولا يعرفون الأشياء التي تحدث فيها ولهذا السبب، من المهم جداً أن يُسمع صوت الشعب الإيزيدي والنساء الإيزيديات في أوروبا، وأن يتم متابعة الوضع في شنكال عن كثب وفي المؤتمر أيضاً، طلب منهم زيارة شنكال بأنفسهم، والجلوس مع الإدارة الذاتية ومؤسساتها وهيئاتها وقواتها حتى يتمكنوا من رؤية مطالبنا وتنفيذها بشكل أكبر".