'يجب علينا مواجهة الرأسمالية بحملة الدفاع عن النفس'

أكدت سونكول كولر، عضو تنسيقية مجلس عشتار وعضو لجنة جنولوجيا في مخيم اللاجئين في مخمور، على ضرورة مواجهة الرأسمالية التي تحط من شأن المرأة وتضطهدها والقضاء عليها.

برجين كارا

مخمور ـ الدفاع عن النفس حق طبيعي ولكل كائن حي في الكون الحق في الدفاع عن النفس، فالحماية والدفاع عن النفس حركة لبناء الهياكل والجسور بين الناس والطبيعة والوجود. بحيث تكمل جميع الأجزاء بعضها البعض. لا يوجد واحد من الكائنات الحية لا يحتاج إلى حماية. في الطبيعة، كل حيوان أو نبات، بعضها برائحتها، وبعضها بحواسها، وبعضها ذو قوة، وأيضاً الإنسان بعقله لديه نظام دفاعي.

عندما يتعرض شعبك وبلدك للاحتلال والهجوم والقتل والإهانة، ولا يُسمح بالحق في الحياة، تصبح الحماية والدفاع عن النفس حقاً مشروعاً. وبشكل أكبر، نحن كشعب كردي وخاصة النساء بحاجة إلى حماية أنفسنا. وإحدى القضايا الأكثر إثارة للجدل وتتم مناقشتها هي حق أو واجب الدفاع عن النفس بسبب تزايد هجمات المجازر الفاشية في الداخل والخارج. وفي يومنا الراهن، وعلى هذا الأساس، ينبغي مناقشة واجب الدفاع عن النفس واستخلاص النتائج الصحيحة.

ولأن النظام الحاكم يحاول الاستيلاء على المجتمع وقمعه بكل الوسائل والأهم من ذلك كله أنهم يحاولون القيام بذلك في شخص النساء والشباب ومن أجل القضاء على كافة الألاعيب المعادية للإنسانية، فإن الدور القيادي والرئيسي، كما قيمه القائد عبد الله أوجلان في تحليلاته، هو دور المرأة والشباب. عندما يمتلك المجتمع القوة والإرادة، فإنه لا يعترف بأي عقبات ويخوض كفاحاً منقطع النظير من أجل كرامته.

أصدرت منسقيات حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) ورابطة المرأة الكردستانية (KJK) بياناً مشتركاً في 15 نيسان/أبريل، ودعوا جميع نساء العالم إلى تعزيز الدفاع عن النفس. وذكر كل PAJK وKJK أن دفاع المرأة يجب أن يكون مستقلاً عن الدولة القومية والسلطة ونظام الرجل، وإذا اعتمدت على تنظيم نفسها، فيمكنها حماية نفسها.

 

"يعد الدفاع عن النفس ضد جميع الهجمات خطوة حيوية"

وعن حملة الدفاع عن النفس التي أطلقها كل من PAJK وKJK، تقول عضو منسقية مجلس عشتار سونكول كولر وهي كذلك عضو لجنة جنولوجيا في مخيم مخمور للاجئين، أنه يجب على النساء تدمير ركيزة الرأسمالية التي تضطهد المرأة من خلال النضال.

وأوضحت أن "الحرب العالمية الثالثة مستمرة بكل شدتها وعنفها. في هذه اللحظات تدور حرب طاحنة في بلدان مختلفة. وفي مثل هذه المرحلة، يعد الدفاع عن النفس ضد جميع الهجمات خطوة حيوية. ونحن لسنا بغرباء على هذه الحروب وعلى عقلية وثقافة الحرب والهجوم والتدمير والنهب. والحروب التي يتم شنها مختلفة. وليست فقط على الجانب العسكري، فالحرب تدور في كل الجوانب وتشن على كل المجالات. إن النظام الحضاري الذي تم إنشاؤه كان في الواقع أكبر هجوم ضد المرأة. لقد كان أكبر هجوم على ثقافة المرأة ـ الأم. بعد إنشاء النظام الحضاري وفي الفترة التي امتدت بعده، استمرت حرب التمييز الجنسي، والثقافة، واللغة، والدين، والذهنية، والعنف، والاقتصاد، والسياسية، أي يمكننا القول إنها استمرت في جميع المجالات دون انقطاع. وتستمر هذه الحرب حتى يومنا هذا وكانت النساء الأكثر تضرراً من هذه الحروب وسلبت منها إرادتها وهويتها وجهدها وكان ينظر إليها على أنها أثاث وممتلكات وخادمة في البيت، أي أن دور ومهمة معينة فرضت عليها. الأولى أن تتزوج، والثانية أن تنجب، والأخرى أن تخدم الرجل".

 

"تم إنشاء منظمة على أساس فلسفة القائد أوجلان وأيديولوجيته"

وبينت أنه في مواجهة الذهنية التي تستعبد المرأة، فإن فلسفة القائد عبد الله أوجلان تقوم على حرية المرأة "حتى هذه السنوات الأخيرة، التي نشير إليها بالنظام الرأسمالي، كانت المرأة تُعامل دائماً على أنها ملكية، وأثاث وممتلكات، وتم بيع جسد المرأة وأفكارها وروحها وعقلها أشلاء في الأسواق والشوارع. كل هذا أدى إلى الحرب. الطفل الذي أنجبته المرأة وأتت به إلى العالم بصعوبة وقامت برعايته، كان يصبح جزءاً من الحرب والنظام، ثم كان يشن حرباً ضد المرأة. ولهذا، كحركة نسائية وفلسفة القائد أوجلان التي بنيت ضد هذه الأنظمة الوحشية، قال في البداية أن المرأة بحاجة إلى تحرير نفسها، فإذا كانت المرأة حرة فإن الحياة ستكون حرة. بمعنى آخر، كنساء كرد تم إنشاء منظمة على أساس هذه الفلسفة والأيديولوجية".

 

"يجب على المرأة أن تثقف وتنظم نفسها في جميع المجالات"

وأشارت إلى أنه في مواجهة كل هذه الهجمات الخطيرة، والمهم قراءة نظام الأمة الديمقراطية بشكل صحيح، والذي يؤكد على الدفاع عن النفس للمرأة "إذا كنت لا أريد أن أتعرض للأذى، فأنا بحاجة لتنظيم نفسي. إذا كنت لا أريد أن تكون روحي وجسدي ملكاً لشخص يفرض عليّ كل شيء، فيجب أن أثقف نفسي وأنظمها. إذا كنت لا أريد لأطفالي أن يشاركوا في حروب ويتعرضوا للقتل، فيجب أن أنظم نفسي. إذا كنت لا أريد أن يتم غزو مدينتي وبلدي واحتلالها، أو أن يتعرض شعبي للاضطهاد، فيجب أن أنظم نفسي. أي أننا بحاجة إلى تنظيم أنفسنا. نظموا أنفسكم من حيث الذهنية والروح والمشاعر والأفكار وارتقوا إلى مستوى العلم والمعرفة".

وشددت على ضرورة تنظيم النساء أنفسهن ضد الحرب المستمرة التي تدمر الناس والطبيعة والمجتمعات "إذا كان نظام كالنظام الرأسمالي والذي كان عماده وأقوى ركائزه هو اضطهاد المرأة لسنوات، فيجب علينا تدمير تلك الركيزة. إن هذا النظام الرأسمالي مبني ويستمر على ظهر النساء وعلينا أن نفهم هذا ونفسره جيداً. إذا بني النظام علينا ونحن الركيزة الأقوى علينا أن نهدمه. هذا العمود ينقلب علينا ويدمرنا ولهذا علينا أن نغني محتوى الحملة التي بدأها PAJK وKJK ضد هذه الحرب فلننظم ونقاتل في أحيائنا ومدننا وشوارعنا وبهذا الشكل فقط يمكننا أن نحرر أنفسنا ومجتمعنا".