'يجب ضمان دور المرأة في مراكز صنع القرار'

قالت النساء المشاركات في الملتقى التشاوري الذي أقيم في مدينة حلب السورية، إن "سورية لوحة فسيفسائية، لذلك لا بد من حضور ومشاركة المرأة في بناء سوريا الجديدة وضمان حقوقها".

حلب ـ عقد حزب سوريا المستقبل ملتقى تشاوري في مدينة حلب السورية، وخلاله تم مناقشة الوضع في سوريا بعد سقوط النظام السوري، ووضع المرأة بعد تولي إدارة هيئة تحرير الشام السلطة في الحكومة الانتقالية.

أقيم الملتقى في صالة ميديا الواقعة في حي الجلاء بمدينة حلب في الثالث من شهر شباط/فبراير الجاري، شارك فيه 200 ممثل وأمناء عن 18 حزباً وحركة وتياراً سياسي إلى جانب المكونات والطوائف والمؤسسات المدنية وحزب سوريا المستقبل.

وفي الملتقى التشاوري، تطرق المشاركون إلى الوضع الجديد في سوريا، وتم مناقشة وضع المرأة ودورها في مراكز صنع القرار، كما أكد المشاركون على ضرورة ضمان دور المرأة وحضورها في بناء سوريا الجديدة، وقالت النساء إنه من الضروري بناء سوريا حرة وديمقراطية تعيش فيها كافة الطوائف والمكونات بحرية، وتبتعد عن سياسات الإبادة والإنكار، وفي نهاية الملتقى تقرر تشكيل لجنة مؤلفة من جميع الأطراف المشاركة في الملتقى من أجل استكمال أعمال الحوار والتوصل لمخرجات ذات بنيان مشترك للقوى الوطنية.

 

"دور المرأة في بناء المجتمعات ذو أساس متين"

وعن مطالبهن فيما يتعلق ببناء سوريا الجديدة وضمان دور المرأة في مراكز صنع القرار، قالت معلمة الكيمياء سميرة سليم "آمل أن تكون سوريا الجديدة لكل المكونات والطوائف، سوريا معروفة بفسيفسائها ففيها مختلف الطوائف، إلى جانب المثقفين والعلماء والمؤرخين، ودور المرأة والشباب مهم جداً في بناء سوريا الجديدة وعليهم أن يعبروا عن أصواتهم بحرية، نريد أن يكون دورهم فاعلاً في المجتمع".

وأضافت "من خلال اللقاءات والحوارات والمنتديات التي نعقدها، نريد إيصال صوتنا للعالم وضمان حقوق المرأة في البناء، فالمرأة هي الأم والمعلمة والأخت والزوجة، وهي التي تبني الأجيال بجهودها وفكرها، ورغم كل ذلك، فإنه يتم التقليل من دور وشأنها دائماً ويُحصر في إطار المنزل والمطبخ".

ولفتت إلى أن "هناك العديد من الآلهة النساء في التاريخ، لعبن أدواراً سياسية واجتماعية وعسكرية، فدور المرأة هو دور أساسي في المجتمع، وينبغي أن نركز عليه فدورها أعظم من الرجل، لأنها هي من ترعى وتربي الرجل، وبفضل النساء، يصل الرجال إلى مناصب إدارية".

 

"سوريا لوحة فسيفسائية"

ولفتت سميرة سليم إلى أنه يجب ألا يكون هناك أي عنف أو جرائم ضد النساء والشباب في سوريا الجديدة، "نطالب بمنع أعمال العنف والجرائم التي يقومون بها ضد النساء في سوريا الجديدة ويجب وضع حد لها، نأمل بناء سوريا تتمتع بالسلم والحرية، وفي الوقت نفسه نريد سوريا حرة لجميع مكوناتها وشعوبها، فعندما تحتضن سوريا جميع مكوناتها، حينها سيتم بناء دولة ديمقراطية حرة، وسيعيش كل فرد بلونه وثقافته ولغته ولن يحرم من ذلك، جمال سوريا يعود إلى فسيفساءها والجميع يوافق على ذلك".

 

"سوريا الجديدة يجب أن تكون تعددية ولا مركزية"

وبدورها قالت سمر العلي "نظام سوريا يجب أن يكون تعددي لامركزي، لقد مررنا نحن الشعب السوري بالعديد من الحروب والصراعات والمجازر، ولن نقبل أبداً بالتمييز بين المكونات والطوائف التي تعيش في المنطقة، يجب أن نبني وحدتنا لنكون قادرين على بناء سوريا جديدة، وفي الوقت نفسه، نريد أن يكون نظام الحكم الجديد مشتركاً، وأن يشمل دور المرأة ويضمن حضورها ومشاركتها في مراكز صنع القرار، هناك الكثير من النساء المتعلمات والمثقفات في المجتمع، قادرات على تمثيل شعبهن".

 

"هفرين خلف كانت تبحث عن حرية المرأة"

استذكرت سمر العلي الشهيدة هفرين خلف ودورها في النهوض بواقع المرأة "لقد كانت تعمل دائماً من أجل تحقيق حرية المرأة والمساواة في المجتمع، أعظم تجربة لحضور المرأة وتفعيل دورها في كافة جوانب الحياة حدثت في إقليم شمال وشرق سوريا، لذلك على نساء سوريا أيضاً أن تتخذن من هذه التجربة نموذجاً لهن، وأدعوهن إلى عدم الصمت في وجه الظلم، وأقول لهن أنتن نساء مناضلات ومقاومات لا تتوقفن عن ذلك من أجل حقوقكن".