وسط تصاعد الانتهاكات في شمال كردفان تحذيرات من كارثة إنسانية
تصاعدت حدة الانتهاكات في السودان مع مقتل 16مدني في هجوم لقوات الدعم السريع على إحدى قرى شمال كردفان، تزامن ذلك مع تحذيرات أممية من تفاقم الأزمة الإنسانية حيث يحتاج نحو 30 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة.

مركز الأخبار ـ منذ منتصف نيسان/أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع نزاعاً خلف عشرات الآلاف من القتلى والمصابين، وأجبرت ملايين المدنيين على النزوح داخل السودان وخارجه، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي تشهدها البلاد في تاريخها الحديث.
أفاد شبكة أطباء السودان "متطوعون" أمس الجمعة الثامن من آب/أغسطس، أن 16 مدنياً قتلوا وأصيب 8 آخرون بجروح متفاوتة في الوقت الذي لا يزال فيه ستة أشخاص مفقودين لم يُعرف مصيرهم حتى الآن، إثر هجوم شنته قوات الدعم السريع على مركز الزيادية بولاية شمال كردفان إحدى القرى في ولاية شمال كردفان غربي السودان.
وأدانت الشبكة ما وصفته بـ "الهجوم الوحشي" الذي نفذته قوات الدعم السريع ضد المدنيين في قرية مركز الزيادية بشمال كردفان، مؤكدةً أن هذا الهجوم يُعد جريمة حرب مكتملة الأركان، ويعكس نمطاً ممنهجاً تتبعه قوات الدعم السريع في استهداف المدنيين العزل في السودان، وسط صمت محلي ودولي مقلق.
وناشدت الشبكة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بضرورة الاضطلاع بمسؤولياتهم القانونية والإنسانية تجاه ما يجري في السودان، داعيةً إلى تكثيف الضغط على قادة قوات الدعم السريع لوقف الانتهاكات المتكررة، وضمان حماية المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، بالإضافة إلى فتح ممرات إنسانية آمنة لإغاثة المحاصرين، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية واستمرار التصعيد العسكري.
من جهتها، أصدرت تنسيقية لجان مقاومة شمال كردفان (متطوعون) بياناً أكدت فيه أن قوات الدعم السريع نفذت هجوماً دموياً على قرية مركز الزيادية بولاية شمال كردفان، وارتكبت ما وصفته بـ"مجزرة مكتملة الأركان" وانتهاكات مروعة بحق السكان المدنيين، ولم يصد إلى الآن أي تعليق لقوات الدعم السريع على الأمر.
وتشهد مناطق إقليم كردفان غربي السودان تصاعداً في حدة المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويتألف الإقليم من ثلاث ولايات وهي شمال كردفان، وغرب كردفان، وجنوب كردفان، وتُعد ولاية غرب كردفان من أبرز مناطق النفوذ لقوات الدعم السريع، حيث تسيطر على معظم مدنها، في حين تفرض حصاراً خانقاً على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في المنطقة.
السودان يواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية
ومع استمرار انتشار الأمراض والأوبئة في الولايات السودانية والتي تودي بحياة المدنيين يومياً قالت مديرة قسم العمليات والمناصرة بمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إديم وسورنو، إن ما رأته في الخرطوم كان مفزعاً المدينة التي كانت تنبض بالحياة تحولت إلى مدينة أشباح، مشيرةً إلى أن السودان يواجه واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، داعية إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية للاستجابة للوضع المتدهور هناك.
وأكدت أن السودان يشهد أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج نحو 30 مليون شخص إلى مساعدات عاجلة، مشيرةً إلى أن قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم تعتمد على توفير شروط أساسية "عندما يُسمح لنا بالوصول نستطيع أن نساعد، عندما يتوفر الأمن والسلامة والضمانات، نستطيع أن نساعد وعندما نحصل على الإمدادات والتمويل الكافي نستطيع أن نساعد".
ولفتت إلى أن مدينة الفاشر لا تزال محاصرة منذ عام وسجل مخيم زمزم للنازحين حالات من المجاعة، في الوقت التي قالت فيه الأمم المتحدة أن الأوضاع في السودان صعبة للغاية.