وسط انهيار بيئي وصحي... تعز تواجه تفشياً خطيراً للكوليرا

شهدت مدينة تعز اليمنية خلال الأشهر الستة الماضية تفشياً مقلقاً لوباء الكوليرا، وسط تدهور حاد في الظروف البيئية والصحية، وتُظهر الإحصاءات ارتفاعاً كبيراً في عدد الإصابات والوفيات، ما يعكس حجم الأزمة المتفاقمة في البلاد.

مركز الأخبار ـ مع استمرار تفشي مرض الكوليرا في مدينة تعز وسط اليمن، ازدادت معاناة السكان بشكل ملحوظ، في ظل تكدس النفايات في الشوارع والأحياء السكنية، وانتشار الروائح الكريهة، وتكاثر البعوض الذي يُعد من أبرز نواقل العدوى، ما ساهم في تفاقم الوضع الصحي والبيئي في المدينة.

أفاد رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الجمهوري، أمس الخميس الثالث من تشرين الأول/أكتوبر، أن وباء الكوليرا يشهد انتشاراً متواصلاً في مدينة تعز منذ قرابة ستة أشهر، وسط تزايد ملحوظ في عدد الحالات نتيجة لضعف الوعي الصحي وغياب إجراءات الوقاية.

وأوضح أن معظم المرضى يصلون إلى المستشفى وهم يعانون من جفاف حاد، مشيراً إلى أن جهود السيطرة على المرض تواجه تحديات كبيرة بسبب تراكم النفايات، ورداءة شبكات الصرف الصحي، وانعدام مصادر المياه النظيفة.

وأضاف أن المستشفى سجل حتى الآن نحو سبع حالات وفاة، فضلاً عن عدد من حالات الجفاف الحاد، وحالات إجهاض، لافتاً إلى أن بعض المرضى اضطروا للخضوع لجلسات غسيل الكلى نتيجة تدهور حالتهم الصحية.

من جهته، قال رئيس قسم الإسعاف في مستشفى السويدي، إن الكوليرا ينتقل بشكل رئيسي عبر تناول الأغذية وشرب المياه الملوثة، مشيراً إلى أن انتشار النفايات في الشوارع ساهم بشكل كبير في تفشي العدوى البكتيرية، لا سيما بين الأطفال، ما أدى إلى إصابتهم بإسهال شديد وحالات جفاف حاد تهدد حياتهم.

"أن انتشار الكوليرا في تعز بلغ مستويات مقلقة، نتيجة ضعف النظافة العامة"، وفقاً لما أوضحه أحد الأطباء مؤكداً على غسل الأطعمة جيداً لتفادي الإصابة.

وسجلت مدينة تعز منذ مطلع العام الجاري أكثر من 6,500 حالة إصابة بمرض الكوليرا، إلى جانب 11 حالة وفاة، وفقاً للمصادر الطبية المحلية، كما بلغ إجمالي عدد الإصابات على مستوى اليمن أكثر من 72 ألف حالة، بينها 200 وفاة، في مؤشر واضح على تفاقم الأزمة الصحية واستمرار تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد.