وسط المعارك... الأهالي يواصلون مقاومتهم على سد تشرين
تستمر مقاومة أهالي إقليم شمال وشرق سوريا في يومها الثالث في سد تشرين الذي يشهد هجمات عنيفة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته.
سد تشرين ـ تبدي النساء المشاركات في القوافل المتجهة إلى سد تشرين إصرارهن على الاستمرار في الوصول إلى السد، بالرغم من الهجمات والقصف الذي يتعرضون له مؤكدات على ارتباطهن بأرضهن وإحلال السلام.
يبدي أهالي إقليم شمال وشرق سوريا بريادة النساء مقاومة بطولية في سد تشرين رغم هجمات الاحتلال التركي على محيط السد، وبإصرار وعزيمة كبيرتين توجهت صباح اليوم الجمعة 10 كانون الثاني/يناير قافلة أخرى من مقاطعة الجزيرة ضمت كل من أهالي مدينة الحسكة والدرباسية وتل تمر نحو سد تشرين للتضامن مع مقاومة الأهالي الذين توجهوا إلى سد تشرين في الـ 8 من الشهر الجاري الذين واصلوا مسيرتهم حتى وصولوهم إلى السد على الرغم من تعرض القافلة للقصف ووقوع إصابات وشهداء من المدنيين ضمن القافلة، وعلى مدار ثلاثة أيام بالغناء والدبك وفعاليات متنوعة يتناوبون على السد لمنع الاحتلال التركي وحماية السد الذي يمثل أهم منشأة حيوية للمنطقة وبمثابة دعوة للسلام وإيقاف الهجمات.
وعبرت جميلة فارس المشاركة في قافلة مقاطعة الفرات، من مدينة كوباني، عن تضامنها مع المقاومة التي يشهدها سد تشرين "هجمات الاحتلال التركي ومرتزقتها المستمرة على سد تشرين أدت إلى انقطاع المياه والكهرباء لفترة على مقاطعتي الفرات ومنبج المحتلة، ومنعت من إيصال فرق الصيانة للسد لمنع خروج السد عن الخدمة نحن متواجدون هنا الآن وسنواجه هذه الانتهاكات".
وأكدت أنه "لن نسمح للمحتل التركي ومرتزقته باحتلال المزيد من أرضنا ووضع السد تحت سيطرته، فهو يتعمد استهداف المنشآت الحيوية كمصادر المياه والكهرباء بغية الكسر من مقاومتنا، فهو يحاربنا بمقومات الحياة".
وطالبت منظمات حقوق الإنسان بإظهار موقف حقيقي تجاه هذه الانتهاكات, ومحاسبة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب "رغم استهداف المسيرات للقوافل إلا أن قوافل المدنيين لم يتوقفوا عن التوافد لمساندة مقاومة سد تشرين ونحن هنا نواصل مقاومتنا ونؤكد على بقائنا لحين إيقاف هذه الهجمات".
وكانت جميلة فارس أيضاً ضمن القافلة التي تعرضت للقصف من قبل الطائرات المسيرة للاحتلال التركي، وقالت "أكملنا طريقنا لسد تشرين مشياً على الأقدام تفادياً لتعرض مركباتنا للقصف ولنطالب بحقوقنا ونحن مدنيين عزل لا نحمل سوى السلام".
وأكدت على أن "هجمات الاحتلال التركي لن تثنينا عن مقاومتنا لأننا مدركين بأن استهداف السد سيؤدي إلى ارتكاب مجازر وفقدان الملايين من الأهالي لحياتهم فضلاً عن إلحاق الضرر بجسم السد وخروجه عن الخدمة".
وبدورها قالت المشاركة في القافلة المتوجهة لسد تشرين صباح اليوم رجاء نواف محمد من مدينة الدرباسية في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا "نتوجه اليوم إلى سد تشرين لنؤكد ارتباطنا بأرضنا، لأن أهداف الاحتلال ليست القوات العسكرية فقط بل المدنيين أيضاً، وبإيقاف هذه الحرب سيحل السلام على المنطقة".
وأكدت على استمرارهم في المسير بالقافلة نحو سد تشرين "لن نتوانى حتى نبلغ حريتنا ونضمن حقوقنا ونضمن سلامة أرضنا"، لافتة إلى خطورة التوجه إلى سد تشرين وسط هجمات الاحتلال التركي المتكررة عليه "نحن مصممين على الوصول إلى سد تشرين وندعم مقاومة أبنائنا وأهالينا في إقليم شمال وشرق سوريا هنالك رغم وحشية الهجمات التي يشهدها سد تشرين والطرق المؤدية إليها واستهداف قوافل المدنيين".
شهرزاد عبدي الرئيسة المشتركة لمجلس بلدة الصفية في مقاطعة الجزيرة كانت من المشاركين أيضاً مع القافلة المتجهة لسد تشرين، مؤكدة أن "هدف قوافلنا المتجهة إلى سد تشرين رغم المخاطر الموجودة هو إيقاف الحرب وحماية أرضنا والمنشآت الحيوية".
وقالت "نحن كشعوب إقليم شمال وشرق سوريا سأمنا من الحروب على مدار 14 عاماً ولم نعد نقبل ارتكاب المجازر والإبادة بحقنا".
وتستمر قوافل الأهالي بالتوافد إلى سد تشرين دعماً للمقاومة التاريخية التي يسطرها أهالي إقليم شمال وشرق سوريا لحماية أرضهم وسط المعارك والقذائف والمدفعيات المحيطة بهم إلا ـن الأهالي مصممين على البقاء بعزيمة وإصرار حتى إيقاف الهجمات الساعية لإخراج السد عن الخدمة واحتلال المزيد من الأرضي السورية.