وسط الألم الذي يخنق سماء غزة... انطلاق الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة
رغم القصف والدمار، أطلق مركز التنمية والإعلام المجتمعي في غزة فعالياته للحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة، لنقل معاناة وصمود النساء الفلسطينيات في ظل الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام.
نغم كراجة
غزة ـ وسط رماد القصف وصدى الألم الذي يخنق سماء غزة، تتعالى أصوات النساء الفلسطينيات، كصرخة حرية لا تُكسر في مواجهة حرب إبادة تمزق الأجساد والأرواح، تنبض إرادة الحياة في قلبهن لتحول الألم إلى قوة والمأساة إلى فعل ومقاومة، ومن هنا يواصل مركز التنمية والإعلام المجتمعي دوره متسلحاً بالكلمة والصورة، لنقل معاناة النساء وكشف الحقيقة للعالم.
رغم القصف المتواصل، وانعدام الإمكانيات، والأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشها قطاع غزة، يواصل مركز التنمية والإعلام المجتمعي "CDCM" عمله الدؤوب لدعم الفلسطينيات، والمشاركة في الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة التي تُنظم سنوياً.
مديرة مركز التنمية والإعلام المجتمعي عندليب عدوان أوضحت أن المركز، كالعادة، لم يتخلف عن هذا الحدث العالمي، مضيفاً بعداً جديداً للحملة هذا العام في ظل ما وصفته بـ"الإبادة الجماعية المستمرة" التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، والتي تطال النساء والرجال والأطفال على حد سواء، إلى جانب التدمير الشامل لممتلكاتهم وتهجيرهم القسري.
حملة إلكترونية لمناهضة العنف ضد النساء
وأشارت إلى أن الحملة الإلكترونية للمركز انطلقت في الخامس والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري تحت شعار "أوقفوا حرب الإبادة ضد النساء"، وتسعى الحملة إلى تسليط الضوء على معاناة النساء الفلسطينيات، إذ تستمر فعالياتها على مدار 16 يوماً تشمل هذه الأنشطة نشر رسائل توعوية على مواقع التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية، تبرز فيها مطالب النساء بوقف الحرب فوراً، وتوفير الاحتياجات الأساسية والرعاية الصحية والإمدادات الضرورية.
ولفتت إلى أن الحملة تضمنت إنتاج محتوى رقمي متنوع، شمل تسجيلات بودكاست وأفلام قصيرة وفيديوهات موجهة، تهدف إلى إيصال صوت الفلسطينيات إلى العالم، مطالبة الجهات الدولية وصناع القرار بتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية تجاه ما يتعرض له الفلسطينيون، وخاصة النساء، من مآسٍ متواصلة.
عرض أفلام وثائقية تسلط الضوء على النساء الفلسطينيات
ويعتزم مركز التنمية والإعلام المجتمعي عرض ستة أفلام قصيرة ضمن الحملة والتي أُنتجت كجزء من مشروع "أصوات النساء" الذي يسلط الضوء على نماذج ملهمة لنساء فلسطينيات تصدين للتحديات الراهنة رغم الحرب والدمار.
ويعرض أحد هذه الأفلام جهود ناشطة سياسية ساهمت في إغاثة العائلات النازحة من خلال إنشاء المخيمات ودعم الأسر المهجّرة بما فيهم النساء ومحاولة الحفاظ على كرامتهن، فيلم آخر يروي حكاية صحفيتين، إحداهما من شمال القطاع والأخرى من جنوبه واجهتا ظروف عمل قاسية، وثّقتا جرائم الحرب وأبرزتا آثارها على المدنيين، متحدثتين عن التحديات التي تعترض عمل الصحفيين وخاصة الصحفيات في مثل هذه الأوقات العصيبة.
وأشارت إلى أن هذه الأفلام ستُعرض في عدة مواقع في غزة، منها مقر نقابة الصحفيين الفلسطينيين في الخامس من كانون الأول/ديسمبر المقبل، كما ستُعرض الأفلام ضمن مهرجان الفرنكوفونية في مصر، بهدف إيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم، وإبراز نماذج حقيقية عن التضحيات والصعوبات التي يعيشها سكان القطاع.
مبادرات نسائية في ظل الحرب
لا تتوقف الأفلام عند توثيق المآسي، بل تُظهر أيضاً المبادرات النسائية الملهمة التي بادرن بها لتخفيف آثار الحرب، وأضافت "إحدى هذه المبادرات تُبرز جهود النساء في توفير التعليم للأطفال الذين توقفت مدارسهم للعام الثاني على التوالي بسبب الحرب، كما تُوثق المشاريع الإغاثية التي ساهمت في دعم الأسر المحتاجة، سواء بتوزيع مساعدات غذائية أو صحية أو حتى نقدية، في محاولة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الخانقة التي طالت جميع السكان في قطاع غزة.
إلى جانب الحملة الإلكترونية وعرض الأفلام، يُنظم مركز التنمية والإعلام المجتمعي ورشة عمل بالتعاون مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين "ستركز الورشة على تحسين التغطية الصحفية لأوضاع الفلسطينيات من منظور حقوقي، لتسليط الضوء على الانتهاكات التي تتعرضن لها، خاصة في ظل الإبادة الممنهجة".
وشددت على أهمية تعزيز التغطية الإعلامية التي تُبرز الأصوات النسائية وتُنقل معاناتهن، مؤكدةً على دور الإعلام في الدفاع عن الحقوق الإنسانية وتسليط الضوء على الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين بما فيهم النساء.
رسالة إلى النساء الفلسطينيات
في ختام حديثها وجهت عندليب عدوان رسالة للفلسطينيات قائلة "أنتن رمز للصمود والكرامة الإنسانية رغم القهر والدمار تثبتن كل يوم أنكن قادرات على مواجهة المحن، ودعم عائلاتكن ومجتمعاتكن في أحلك الظروف، استمررن في حمل راية النضال والثبات، كل المجد للمرأة الفلسطينية التي تحملت ما لم يتحمله أحد في العالم، لن نتوقف عن النضال من أجل نسائنا وشعبنا، ستبقى غزة رغم الألم منارة تضيء للعالم معاني الكرامة والعزيمة، نساؤنا لسن ضحايا فقط، بل قادرات على تغيير الواقع وبناء مستقبل أفضل".