ورشة نقاشية في اليمن تسعى لإعادة دمج المعتقلات في المجتمع
نظم مركز "الحماية والتأهيل للنساء والفتيات" ورشة نقاشية تسعى لتأمين كل ما تحتاجه المعتقلة من التمكين والدعم أثناء فترة الحكم، وبعد خروجها من السجن.
رانيا عبد الله
اليمن ـ تواجه النساء المعتقلات في اليمن ضغوطات من قبل المجتمع والأسرة على حد سواء، تمنعهن من إعادة الاندماج فيه بعد إطلاق سراحهن.
تعيش سحر فيصل (اسم مستعار) لفتاة في العقد الثالث من عمرها، رفضت الكشف عن اسمها بسبب نظرة المجتمع اليمني للمعتقلات، في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، وأصبحت حياتها شديدة القسوة بعد خروجها من السجن نتيجة عدم تقبلها من قبل المجتمع وحتى عائلتها لم تتقبلها، كما أن صديقاتها ابتعدوا عنها باعتبارها "إنسانة سيئة السمعة وكل ذنبي أني دخلت السجن"، بحسب قولها.
وبنبرة حزن تضيف "في مجتمعنا لا يُعتبر اعتقال النساء أمراً عادياً على عكس الرجال، فنظرة العار تظل ترافقنا مدى الحياة، لذلك قمت بتغيير سكني وبدأت حياة جديدة مليئة بالمشقة والتعب، وبحثت عن مصدر دخل لتأمين احتياجاتي الأساسية".
ولمحاولة إيجاد حلول لما تعانيه النساء المعتقلات سواءً أثناء بقائهن في السجن أو بعد خروجهن من السجن كسحر فيصل وغيرها، نظم مركز "الحماية والتأهيل للنساء والفتيات" الذي أنشأته مجموعة من الناشطات والحقوقيات في عام 2020، ورشة نقاشية ضمن مشروع "أمان لضمان حياة آمنة للمرأة السجينة".
وشارك في الورشة التي جاءت تحت عنوان "تعزيز دور السلطة المحلية والأمنية ومنظمات المجتمع المدني في الحد من الانتهاكات التي تتعرض لها السجينات بمدينة تعز"، 15 من ممثلي/ات السلطة المحلية والأمنية ومنظمات المجتمع المدني وإعلاميين وصحفيين.
وقالت منسقة المشروع أطلال راجح إن المشروع مكون من عدة أنشطة وفعاليات كان النشاط الأول تدريب عدد من الشباب والفتيات على مهارات المناظرة، والثاني إقامة المناظرة التي كانت تحت عنوان "دخول النساء السجن لا يقتضي نبذهن من المجتمع وتهديد مستقبلهن".
وورشة عمل مع الجهات الأمنية والسلطة المحلية ومنظمات المجتمع المدني؛ لمناقشة وضع المرأة في السجن وخارجه في مدينة تعز، ومن أهم مخرجات المشروع "إنشاء منصة أمان للسجينات وتقديم ورقة سياسيات تخص السجينات سواءً وضعهن داخل السجن أو خارجه، ثم سنقوم بإطلاق حملة مناصرة عن أوضاع السجينات وذلك عبر تدريب مجموعة من الشباب"، بحسب ما أوضحته أطلال راجح.
وقالت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة صباح الشرعبي أن "هذه الورشة تأتي لتعزيز دور السلطة المحلية والأمنية للحد من الانتهاكات التي تتعرض لها السجينات سواءً أثناء فترة بقائها في السجن وبعد خروجها منه وكيفية التعامل معها، وتأتي أهمية هذه الورشة لما تحتاجه السجينة من التمكين والدعم أثناء فترة الحكم، وبعد خروجها من السجن".
من جانبها قالت الصحفية أحلام المقالح أن "الورشة كانت مثمرة واستفدنا من المعلومات الجديدة التي تلقيناها بما يخص الوضع القانوني للسجينات، وتطرقنا لقضايا حقوق السجينات وأهم الانتهاكات وكيفية معالجتها، ووضعنا توصيات ستعطي ثمارها كما ينبغي".
وأضافت "تأتي أهمية هذه الورشة مع تفاقم الانتهاكات التي تتعرض لها السجينات سواءً كانت في فترة المحكومية أو بعدها، والالتفات لهن سيعطي أهمية على الوضع المجتمعي لهن".
وخرجت الورشة بالعديد من التوصيات أهمها توفير دور حماية وتأهيل للنساء مجهز بالإمكانات، تقديم الدعم القانوني للسجينات وتقديم الدعم النفسي للنساء بعد خروجهن من السجن، والتشبيك مع وسائل الإعلام لتوعية المجتمع بحقوق السجينات ودمجهن فيه.