ورشة عمل إقليمية تؤكد على ضرورة تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام
أكدت قياديات وناشطات على أن الجهود التي تبذل للخروج من الحلقات المفرغة للفقر والجهل والتخلف تظل ناقصة دون المشاركة النسوية، مشددات على ضرورة تطوير مهارات النساء وإشراكهن في الشأن العام وقيادة المجتمع بما يحقق المساواة بين الجنسين.
سوزان أبو سعيد
بيروت ـ بمشاركة قياديات وناشطات في الشأن العام من تسع دول عربية، عقدت منظمة المرأة العربية ورشة عمل تتناول تعزيز قدرات النساء في الشأن العام، والتي تستمر لثلاثة أيام في العاصمة اللبنانية بيروت.
انطلقت فعاليات اليوم الأول من ورشة العمل "تعزيز قدرات النساء في الشأن العام" في العاصمة اللبنانية بيروت أمس الاثنين 13 أيار/مايو بمشاركة 30 قيادية وناشطة من مصر، لبنان، فلسطين، الأردن، عمان، موريتانيا، العراق، اليمن، ليبيا، وستستمر حتى الخامس عشر من الشهر الجاري.
وأديرت الجلسة الأولى من الورشة من قبل كبيرة استشاريات المعهد الأمريكي للفساد جينا شماس، والتي تناولت فيها قواعد الشفافية والحماية من الفساد العام بالإضافة إلى تطبيق هذه القواعد في هذا المجال، فيما أديرت الجلسة اللاحقة من قبل رئيسة منظمة "فيفتي فيفتي" جويل أبو فرحات، مسلطة الضوء على مهارات الخطابة والتواصل في المجال العام.
وفي كلمة لها خلال الورشة قالت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة في لبنان كلودين عون "إن نجاح المؤسسات في القطاع العام كما في القطاع الخاص، يتطلب تكيفها باستمرار مع تطور الوسائل التقنية، وأساليب عمل جديدة أكثر فعالية، لذا فإن القوى العاملة في القطاعين، مدعوة إلى تطوير مهاراتها باستمرار عبر متابعة برامج تأهيلية وتدريبية، والجهات المعنية بقضايا المرأة تعتبر من أولويات عملها، السعي لأن تكون النساء مشاركات في قيادة المجتمع ورائدات في تطوير مؤسساته".
وأشارت إلى أنهم يتطلعون لإحقاق المساواة بين النساء والرجال "إن القيادة تتطلب مهارات معينة وتحتم تحمل المسؤولية والعمل بموجب قواعدها"، مضيفةً "من دون مشاركة القياديات في النهوض ببلداننا، ستبقى ناقصة الجهود التي تبذل للخروج من الحلقات المفرغة للفقر والجهل والتخلف".
وعلى هامش الورشة قالت الوزيرة السابقة وفاء الضيقة "يستضيف لبنان اليوم ورشة عمل إقليمية حول تعزيز مشاركة المرأة في الشأن العام، يهمنا جداً أن تتمكن المرأة من خلال هذه الدورة أن تكون على دراية تامة بكل الميادين المتصلة بالشأن العام، سواء على المستوى السياسي أو الإداري، أو حتى من ضمن إعداد المواطنات، حول مفهوم الشفافية والإدارة السليمة والرشيدة، مبادئ الحوكمة، وأيضاً مفهوم الموازنات المستجيبة للمساواة بين الجنسين، وهذه كلها أدوات عمل تهدف إلى مساعدة النساء المشاركات من كل الدول العربية ومن لبنان لتشكلن مدماكاً أساسيا لتقوية مسيرتهن واهتماماتهن بالشأن العام".
وأضافت "نحن يهمنا أن تتمكن النساء بإمكانياتهن التي تملكنها أن تكنَّ قدوة ونستفيد من خبراتهن في الشأن العام، لا يمكن أن نستمر وأن تكون المشاركة السياسية حكراً على الرجال"، وترى أن "موضوع المساواة بين الجنسين تحدٍ كبير لجميع الدول، فرغم التقدم الحاصل إلا أننا لا نزال بعيدين عن تحقيق المساواة التامة، نعمل بجد ومثابرة وندرك أهمية العمل متضامنين ومتضامنات، لتشكيل كتلة مؤثرة لنتمكن من إيصال الرسالة ونقدم فعلاً نموذجا راقياً خاضعاً للمساءلة والمحاسبة لتحقيق التقدم والشفافية، عبر كل هذه العناصر الأساسية التي تؤدي في النهاية إلى بلاد تؤمن بالمساواة بين جميع أبنائها".
من جانبها قالت مديرة منظمة المرأة العربية فاديا كيوان إن المنظمة تهتم بشكل مباشر بتمكين النساء ليكون لديهن حضور ومشاركة ناجحة في كل المجالات، وخاصةً في مجال العمل السياسي والعمل في القطاع العام، وهما مجالان حساسان جداً "هناك تقلصاً لحضور النساء في هذين المجالين، والسبب هو النظرة التقليدية للمرأة، على اعتبار أنهم كانوا يعتبرونها غير قادرة القيام بأدوار قيادية، اليوم نلاحظ أنه في غالبية الدول أصبح هناك تطور كبير وإيجابي، ونرى أن هناك وثبات أي نقلات نوعية للنساء، في التعليم والتعليم العالي، وفي الدخول إلى ميادين اختصاصات كانت محظورة عليهن، وهناك نجاحات كبيرة للنساء في هذه الاختصاصات، الهدف من هذه الدورة تعزيز مهارات وخبرات النساء في القضايا المطروحة في القطاع العام".
وقالت رئيسة جمعية "مدراء مؤهلون لمحاربة الفساد" جينا شماس "إنني أعمل على الموضوع التطبيقي للمفاهيم والمصطلحات التي تم ذكرها خلال جلسات الورشة، مثل الشفافية والكفاءة والحوكمة، وطبعا التطرق إلى المبادئ العشرة لمكافحة الفساد".
وأضافت "اليوم، أي دولة عربية تتحدث عن تنمية مستدامة وعن المستقبل وعن مشاركة المرأة في صنع القرار، أقله يجب أن يكون هناك مفهوم واضح، حيال ما هو الفساد، وما هي أساليب مكافحة الفساد، وما هي الأمور التي تساعد كقواعد لتنمية مكافحة الفساد وتفعيل الوقاية من الفساد".
والجدير ذكره أن الورشة ستتناول جلساتها اليوم الثلاثاء 14 أيار/مايو، قواعد وأصول عمليات الشراء العام وتطبيقات عملية في هذا المجال، فيما سيتطرق اليوم الثالث التي ستحاضر فيها الدكتورة هند الصوفي؛ إلى الموازنات المستجيبة لاحتياجات المرأة وادماج قضايا المرأة في الموازنات العامة وتطبيقات عملية على هذه الموازنات.