"ولا كلمة"... أول مجموعة قصصية مصورة أعدتها نساء في عدن
للتأكيد على ضرورة منح الفتيات حقهن في التعليم ومناهضة زواج القاصرات القسري في بلاد تعاني من ويلات الحرب، أعدت مجموعة من الفتيات مجموعة قصصية مصورة أولى من نوعها في عدة تحاكي قضايا النساء.
نور سريب
اليمن ـ في تحدي كبير للحرب والتهميش الذي ينال من الجانب الثقافي في عدن خاصةً واليمن بصورة عامة، أطلقت عدد من الفتيات مجموعة قصصية مصورة أولى من نوعها تحت عنوان "ولا كلمة".
قالت كاتبة المحتوى الإبداعي أنغام عدنان أنها تشاركت مع خمس رسامات من عدن وهن حنان رويس وشهد باشراحيل وصفاء أنيس ومروة علوي ومريم السعيدي، في إعداد المجموعة القصصية الأولى من نوعها في المدينة، مشيرةً إلى أن هذا المشروع امتداد لإحياء فن الكومكس.
وأوضحت أن ما يميز مشروعهن أنه نسوي بالكامل، "اخترت أن يكون التعليم محور مجموعتي القصصية الأولى والتي قررت أن أجعلها مجموعة مصورة صامته بحثاً عن إجابة لسؤال ظل يشغلني لفترة طويلة ألا وهو إن كانت الصورة تعبر عن ألف كلمة إذن الكلمة الواحدة مثلاً كم صورة تحتاج لتعبر عنها دون أن استخدم ولا كلمة في السرد والحوار؟، وقد اتأت إلى حصر المجموعة القصصية بتعليم الفتيات في مدينة عدن الرائدة في التعليم".
ولأن فكرة المجموعة القصصية تدور حول تعليم الفتيات، قمت باختيار الرائدة في تعليم الفتيات في عدن وجميع أنحاء اليمن، وجعلت الأستاذة نور حيدر سعيد (1911 ـ 2001)، الرائدة في تعليم الفتيات في اليمن، الشخصية الرئيسية في المجموعة القصصية.
وشرحت الرسامات اللواتي شاركن في إعدادا المجموعة القصصية أفكارهن، فالمجموعة تضم خمس قصص بدون أي كلمة شرح، رسومات متسلسلة تعطي مجال لفكر القارئ للتخيل والتوقع كما أوضحت أنغام عدنان "أردنا من خلال المجموعة القصصية أن نترك الفرصة للقارئ أن يطلق العنان لمخيلته ليختار الحوار الذي يحبه ويتأمل الاحداث بعمق".
وأشارت إلى أنهن أردن للطفل كذلك الرغبة في معرفة التاريخ ورؤية إنجازات النساء "في حال كان القارئ طفل فإن سيحمل المجموعة القصصية ويذهب بها إلى والديه أو إخوته الأكبر منه ليسألهم عما يدور فيها لمعرفة القصة المراد إيصالها، وبذلك سنكون أفسحنا المجال للتواصل بين الطفل وعائلته في ظل عصر التكنولوجيا".
وركزت القصص على أهمية وضرورة منح الفتيات حقهن في التعليم واختيار التخصصات التي تناسبهن وحقهن في عيش طفولتهن، ومناهضة زواج القاصرات القسري الذي ينتهك حقوقهن كأطفال في بلاد تعاني من ويلات الحرب، وكان للتهميش الذي ينال النساء والفتيات نصيب من المجموعة القصصية كذلك.
ومن جانبها قالت المديرة الحالية لأول مدرسة لتعليم الفتيات في عدن، أشواق طه "أنا سعيدة بهذا التوجيه والتنوير، فهذا الجيل سيدرك كم الجهد والنضال الذي قدمته نور حيدر أول تربوية ومديرة مدرسة في عدن واليمن وشبة الجزيرة العربية".
وتابعت "لقد حرصت منذ اللحظة الأولى لتولي منصب إدارة هذا الصرح التعليمي أن أحيي ذكرى نور حيدر، تمهيداً لإطلاق اسمها على المدرسة التي أسستها وأدارتها وناضلت لتوفير التعليم الإلزامي والمجاني للفتيات ولإيماني أن المدرسة لم تحظى بالاسم الذي يناسبها".
وأوضحت المؤرخة اسمهان العلس "أنا فخورة بهذا الجهد النسوي والحراك الثقافي المستمر لتكريم المرأة في عدن، وكانت رسالة الماجستير الخاصة بي عن دور نور حيدر الكبير في تعليم الفتيات، هذا الحدث مهم جداً فنحن نرى أجيالاً جديدة تثمن جهد الرائدات اللواتي رحلن عن عالمنا بعد نضال كبير".