وحدات حماية المرأة: هزيمة داعش وإفشال مخططاته هي مسؤولية الجميع

أكدت القيادية في وحدات حماية المرأة التي أدارت حملة "الإنسانية والأمن" في مخيم الهول، أن هزيمة داعش وإفشال هجماته التي يخطط لها، ليست مسؤوليتهم فقط بل على جميع الدول أن تتخذ موقف صارم تجاه داعش.

سوركل شيخو

الحسكة ـ يقع مخيم الهول على بعد 45 كم من شرق مدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا، ويوجد في المخيم 43 ألف و477 شخصاً من 45 دولة مختلفة، ومعظم العائلات الموجودة فيه هي من عائلات داعش التي هُزمت في حرب وحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور عام 2019 وبعد وصول عوائل داعش تحول مخيم الهول إلى أخطر مخيم في المنطقة والعالم.

يخضع مخيم الهول لحراسة قوى الأمن الداخلي ووحدات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية وبسبب الخطر الموجود في هذا المخيم، أطلقت قوات سوريا الديمقراطية بقيادة وحدات حماية المرأة حملة "الإنسانية والأمن" في هذا المخيم على ثلاث مراحل.

وقيمت القيادية في وحدات حماية المرأة دستينا كوباني والتي أدارت المرحلة الثالثة من حملة "الإنسانية والأمن"، ضرورة العملية، ونتائجها.

 

"أطلقت الحملة بناءً على معلومات تفيد بحدوث هجمات جديدة"

أوضحت دستينا كوباني ضرورة البدء بالمرحلة الثالثة من عملية الإنسانية والأمن "بناءً على معلومات استخباراتية تفيد بتحضير خلايا داعش النائمة لهجوم جديد في مخيم الهول لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، ومن أجل حماية الأهالي من الهجمات اطلقنا الحملة".

وأضافت "يشكل مخيم الهول وبقسم المهاجرات الموجود فيه خطراً على المنطقة والعالم باعتباره بقايا داعش. رغم هزيمة داعش جغرافياً وعسكرياً في إقليم شمال وشرق سوريا لكنه لا يزال حياً في مخيم الهول، ولا يزال تدريبهم الحربي مستمراً، ويتم معاقبة الأشخاص الذين يريدون تجنب أفكارهم المتطرفة بطرق مختلفة، وكانت هناك معلومات استخباراتية تفيد بأن خلايا داعش النائمة كانت تستعد لهجمات وبناءً على ذلك، وحتى لا يواجه شعبنا والعالم خطراً جسيماً، انطلقت الحملة بقيادة وحدات حماية المرأة".

 

"النتائج تسلط الضوء على سبب العملية وضرورتها"

ولفتت إلى الحملة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام في قسم المهاجرات "عثرنا على معدات وأدوات محظورة كانت مخبأة في تلك الخيام، وتم ضبطها، على سبيل المثال، الذخيرة وخاصة الألغام التي تستخدمها نساء داعش والتي زرعنها تحت الأرض من قبل قواتنا وإبطالها، كما تم العثور على قنابل يدوية ومعدات تقنية محظورة والقاء القبض على النساء اللواتي كن تحاولن إحياء أفكار داعش، كما ألقي القبض على أطفال أشبال الخلافة الذين كبروا في السن وكانوا ويستعدون للهجمات، وتم العثور على الأنفاق التي كانت تستخدم لإخفاء أشبال الخلافة، أيضاً تم العثور على عدة أنفاق كبيرة كانت تستخدم لإخفاء الأطفال وتم تدميرها بعملية خاصة، وتم العثور على الكثير من الأسلحة والرصاص والقنابل والصواريخ الموجودة في القسم السوري والعراقي، وهذا يسلط الضوء على حقيقة الخطر على المنطقة وسبب تنفيذ هذه الحملة".

وبينت دستينا كوباني أن داعش تخطط للانتقام من قواتهم التي تدير هذه الحملة "تم اعتقال متزعم كان يريد تفجير نفسه ضمن قواتنا التي تنفذ الحملة، وسيتم الكشف عن اعترافاته أمام الرأي العام في وقت لاحق، وتم تحقيق الأهداف الرئيسية وتسجيل أسماء جميع الأشخاص في المخيم مرة أخرى، وإطلاق الحملة في مرحلة خطيرة للغاية حيث تم إطلاقها خلال الغارات الجوية على المنطقة".

وأشارت إلى أن الحملة انطلقت وانتهت بنتائج ناجحة فأن الخطر الحالي ربما لم يتم تحييده بشكل كامل، لأن جمع هذا العدد الكبير من الهويات والأشخاص معاً يشكل خطراً بحد ذاته، ويجب على العالم أيضاً أن يعرف حقيقة أن استعداداتهم قد فشلت، لكن هذا الخطر لا يزال مستمراً لأنه لا يزال لديهم الكثير من الذخيرة والأسلحة.

 

"هزيمة داعش مسؤولية الجميع"

وذكرت دستينا كوباني الواجبات والمسؤوليات الدولية "هناك مواطنون من داعش من دول عديدة في هذا المخيم، مما يعني أن الخطر لا يقتصر على سوريا والعراق فحسب، بل إن هذا يخلق تهديداً دولياً. داعش قاتلت في العديد من الدول وهربت بسببها جيوش كثيرة، والتاريخ يؤكد هذا الكلام، لكن من قاتلهم وقدم مقاومة فريدة من نوعها هي وحدات حماية المرأة وقسد، ونتيجة لذلك جمعت كل الدول داعش هنا ورموا بعبئهم علينا".

وأكدت على أنه "يجب على الشعوب الديمقراطية ألا تقبل ذلك. لقد عملت العديد من القوى جنباً إلى جنب مع قوات حماية المرأة وقوات سوريا الديمقراطية لهزيمة داعش، والآن أيضاَ يجب ألا يتركوا المسؤولية علينا وحدنا. يجب على جميع الدول الوفاء بالتزاماتهم في هزيمتهم والقضاء عليهم".

ولفتت دستينا كوباني إلى الوعد الذي قطعوه لتحرير الإيزيديات "من أجل جميع النساء، وخاصة الإيزيديات اللواتي تعرضن للفرمان وللاغتصاب والاعتداء، وابتعدن عن لغتهن وأرضهن وعائلاتهن، وعن واقعهن وحقيقتهن ومررن بانهيار كبير، وفت وحدات حماية المرأة بوعدها، والتاريخ شهد إنقاذ العشرات من الإيزيديات لذلك، وبعملية خاصة، أنقذت امرأة إيزيدية، وعمليات الإنقاذ هذه ستستمر من أجل كل النساء. إن إنقاذ كل امرأة إيزيدية سيكون بمثابة وعد بالانتقام مرة أخرى من وحشية داعش".

 

"الهجمات الجوية للاحتلال التركي تقوي الخلايا النائمة"

وقالت دستينا كوباني إن تنظيم داعش دخل مرحلة أصبح فيها يستخدم من قبل الجميع "الآن أصبح الجميع يشكل لنفسهم خلية باسم داعش وينظم فلولها ويستهدف إقليم شمال وشرق سوريا. من دير الزور إلى منبج ومخيم الهول، وحتى الآن، هذه الخلايا التي تشكل خطراً على أمن المنطقة موجودة ولكي تتمكن قسد من حماية أمن المنطقة بشكل جيد ودائم، يجب على الدول الأجنبية وقف الهجمات الجوية وإغلاق الأجواء أمام مثل هذه الهجمات. في الأساس، الهجمات التي تدمر أمن المنطقة هي هجمات الدولة التركية المحتلة، لأن هذا يسمح للخلايا النائمة بتنظيم نفسها بشكل أكبر".

وفي ختام حديثها أكدت على أن "الدول التي تقول إنها تريد السلام والديمقراطية والأمن في الشرق الأوسط، ليس لديها أي خطوات عملية على الأرض. وحدات حماية المرأة وقسد لا تقدم هذه التضحية من أجل أي شخص، بل يفعلون ذلك أجل شعبهم الذي يعيش على مشروع الأمة الديمقراطية، كما أن وحدات حماية المرأة ستقدم التضحيات دائماً من أجل شعب ونساء الحرية. إن التضحية والمقاومة الحالية ستستمر حتى النهاية دون التراجع خطوة إلى الخلف، لذلك، من الضروري أن تقوم جميع الدول بواجباتها ومسؤولياتها".