والدة إحدى ضحايا جرائم القتل: السلطات التركية تضغط عليّ لسحب شكواي

لا يزال القضاء التركي يستخدم سياسة الإفلات من العقاب، فأهالي النساء ضحايا جرائم القتل الأسرية تؤكد أنه بتخفيض الأحكام المصدرة بحق الجناة، تحميهم.

مدينة مامد أوغلو

موش ـ أكدت عادلة جولر والدة مقبولة سيفينتش التي قتلت على يد زوجها، على أنها تعرضت للتهديد من قبل مرتكب الجريمة وعائلته مطالبين إياها بسحب شكواها.

فقدت مقبولة سيفينتش حياتها في عام 2021، بشكل مشبوه عند مفترق طرق قرى بوستانكنت – كراميش، في السيارة التي كان يقودها نجات سيفينتش، وانطلقت من قرية ديريورت متوجهة نحو إرزيروم في مدينة موش بشمال كردستان.

تم تسجيل الحادث لأول مرة على أنه حادث مروري، وقد لفظت مقبولة سيفينتش التي أصيبت بجروح خطيرة في مكان الحادث، أنفاسها الأخيرة في المشفى الذي نقلت إليه، فيما أطلق سراح الجاني بعد أخذ إفادته.

وقد أوضحت عادلة جولر، أن ابنتها دائماً ما كانت تتعرض للعنف والتهديد بالقتل من قبل زوجها، لافتةً إلى أن وفاة ابنتها ليست حادثة، بل هي جريمة قتل، وبعد سعي منها للتحقيق في الجريمة، تم إدراج لجنة حقوق المرأة التابعة لنقابة المحامين في موش في الملف ليتم القبض على الجاني.

وانعقدت جلسة النطق بالحكم في الخامس من تموز/يوليو عام 2023، في المحكمة الجنائية العليا الثانية في موش، وأصدر حكم بالسجن المؤبد بحق نجات سيفينتش واتهم بـ "قتل زوجته مع سبق الإصرار".

إلا أن محكمة العدل الإقليمية في وان ألغت القرار، وطلب تخفيض الحكم، في الجلسة التي عقدت في الخامس عشر من أيار/مايو الماضي، ليحكم على الجاني بالسجن فقط 15 عاماً.

 

"إنهم يضغطون عليّ لسحب شكواي"

وفي رد فعلها على الحكم، قالت عادلة جولر أنه بعد يوم من انعقاد الجلسة تعرضت للتهديد بشكل منهجي من قبل أقارب الجاني الذين ضغطوا عليها باستمرار لسحب الشكوى، لافتةً إلى أن التهديدات لا تزال مستمرة "لقد ناضلت ليس فقط من أجل ابنتي، بل من أجل جميع النساء، حتى يتم وقف قتلهن، نقضت المحكمة الحكم، هل عقوبة قتل المرأة 15 عاماً؟".

وأضافت "كانوا يضغطون عليّ باستمرار قائلين (اسحبي شكواك حتى يتم إطلاق سراحه) إذا خرج هذا الرجل، فسوف يقتل نساء أخريات أيضاً. تعرضت ابنتي للعنف والتهديد بالقتل لعدة أشهر. لقد عملت بجد لفضح مقتلها. إنهم يفعلون كل شيء ليجعلوني أسحب شكواي ولم يبق أحد إلا وأرسلوه إلى منزلي لإطلاق سراح ذلك القاتل لكنني لا أقبل ذلك، لن أقبل الحكم بالسجن 15 عاماً".

 

"لا ينبغي عليهم حماية القتلة"

وشددت عادلة جولر على ضرورة إلغاء الحكم ومحاكمة مرتكب الجريمة بأقصى عقوبة "لن أخضع لهذا الضغط. سأواصل النضال من أجل تحقيق العدالة. لم أتمكن من إنقاذ ابنتي، ولكن من الآن فصاعداً، سأواصل العمل لمنع الأذى عن النساء الأخريات. لا توجد عدالة في هذا البلد، القتلة يدخلون من باب ويخرجون من باب آخر. نحن بحاجة إلى وقف هذا الآن. لا ينبغي أن يتمتع الرجال بالحماية في هذا البلد. بهذا الحكم كافأوا قاتل ابنتي، سأتابع هذه القضية حتى النهاية".