توثيق 32 حالة اغتصاب لفتيات في الفاشر ومطالبات بتحقيق دولي
وثّقت شبكة أطباء السودان 32 حالة اغتصاب لفتيات نازحات من الفاشر إلى طويلة، داعيةً إلى إجراء تحقيق دولي عاجل وحماية الناجيات من جرائم الحرب.
مركز الأخبار ـ سيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر نهاية الشهر الماضي، بعد حصار استمر 18 شهراً للمدينة ذات الأهمية الاستراتيجية والواقعة في إقليم دارفور بغرب السودان، وسط تقارير توثق عمليات قتل جماعي وأعمال عنف جنسي.
ذكرت شبكة أطباء السودان اليوم الأحد السادس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر في بيان لها، أن فريقها الطبي والميداني وثّق 32 حالة اغتصاب خلال أسبوع واحد، تعرّضت لها فتيات نزحن من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة، وذلك استناداً إلى تقارير طبية وشهادات ميدانية موثوقة.
وأفادت الشبكة أن جزءاً من حالات الاغتصاب الموثقة وقعت داخل مدينة الفاشر عقب السيطرة عليها من قِبل "قوات الدعم السريع"، فيما تعرّضت فتيات أخريات للاعتداء أثناء محاولتهن الفرار باتجاه منطقة طويلة، في إقليم دارفور.
وأعربت عن إدانتها الشديدة لعمليات الاغتصاب التي يُتهم أفراد من "قوات الدعم السريع" بارتكابها بحق النساء في مدينة الفاشر والنازحات الفارات من مناطق النزاع، مؤكدةً أن هذه الانتهاكات تُعد "خرقاً فاضحاً" للقانون الدولي الإنساني، وترقى إلى مستوى "جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
مطالبات بفتح تحقيق دولي عاجل
وحمّلت قوات الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، مطالبة بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل لكشف ملابسات الجرائم ومحاسبة مرتكبيها، داعيةً إلى توفير حماية فورية للناجيات والشهود، وضمان وصول المنظمات الطبية والإنسانية دون عوائق لتقديم الرعاية الصحية والدعم النفسي والقانوني اللازم.
ووصفت شهادات عديدة، مدعومة بمقاطع مصورة نشرتها قوات الدعم على مواقع التواصل الافتراضي، "فظائع في المدينة التي انقطعت عنها الاتصالات بالكامل".
بدوره، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أن الأمم المتحدة تعمل على إرسال فريق تقييم إلى الفاشر، مؤكداً أنه استمع إلى العديد من القصص عن "الرعب" الذي عاشه الناجون من الفاشر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وأوضح أنه التقى في "طويلة" نساء تحمّلن "أفظع أهوال حصار الفاشر"، مشدداً على ضرورة توفير الحماية والمساعدات الإنسانية للنازحات السودانيات "هؤلاء النساء يشتركن في قصص العنف، هن خائفات ومرتعبات من احتمال استمرار العنف. قلن لي إنهن وجدن هنا (طويلة) مكانا للأمل والأمان، لكن لا يعلمن إلى متى سيستمر الوضع، وهذا يعتمد على المجتمع الدولي، وعلى قابلية العالم أن يستمع إليهن، ويقدم لهن الحماية التي كان يجب تقدمها من قبل".