تونس تناقش سبل التأقلم مع التغيرات المناخية
تواجه تونس الواقعة في حوض البحر الأبيض المتوسط قابلية متزايدة للتأثر بالمخاطر المناخية، التي تفاقمت بسبب الموقع الجغرافي للبلاد والتي أدت إلى تدهور حالة النظم البيئية الطبيعية.
تونس ـ بمشاركة المئات من المسؤولين في القطاع العام والباحثين في مجال التنمية المستدامة انطلقت تظاهرة وطنية لمناقشة مواضيع مختلفة تتعلّق بالتحديات الكبرى التي تواجهها تونس أمام خطر التأثيرات المناخية، في إطار ندوات وورشات عمل.
اجتمع اليوم الخميس 17تشرين الأول/أكتوبر في تظاهرة وطنية عدد من المتدخلين من القطاعين العام والخاص والمنظمات والجمعيات ووسائل الإعلام لرفع مستوى الوعي الجماعي بالتهديدات المناخية في تونس في وقت تواجه فيه البلاد قابلية متزايدة للتأثر بالمخاطر المناخية، التي تفاقمت بسبب الموقع الجغرافي للبلاد في حوض البحر الأبيض المتوسّط، حيث أن ارتفاع درجة حرارة البحر أصبحت أسرع بنسبة 20% من المتوسط العالمي، مما يعرض تونس لتأثيرات كبرى على جميع المستويات.
كما أصبحت آثار ظاهرة الاحتباس الحراري ملموسة، مع تكثّف تهديدات الجفاف وندرة المياه وتأثير ذلك على القطاع الفلاحي والغذائي وتدهور حالة النظم البيئية الطبيعية والمناطق الساحلية.
وبهدف تجنيد الفاعلين وأصحاب المصلحة من أجل العمل المشترك وإرساء حوار منسجم وفعال حول قضايا التكيف مع التغيرات المناخية، مع تعزيز التفكير الجماعي لاتخاذ حلول مستدامة، نظم الصندوق العالمي للطّبيعة WWF بشمال افريقيا والمنتدى الوطني للتأقلم مع التغيرات المناخية FNACC، بالشراكة مع وكالة التعاون التنموي الألماني GIZتونس، من 14 تشرين الأول/أكتوبر الجاري إلى 19من الشهر ذاته، أسبوع التأقلم مع التغيرات المناخية، وهو حدث وطني للحوار والتوعية، يشمل العديد من الأنشطة كالندوات، ورشات العمل القطاعية، ومبادرات جهوية وتظاهرات فنية.
وبمساندة وزارة البيئة ووزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري وشركاء آخرين، سلّط هذا الحدث الضوء على أحدث التوجهات في مجال التأقلم مع التغيرات المناخية والتي تشمل المواضيع التي سيتم تناولها بالدرس والنقاش مواجهة شح المياه وحين التصرف في الموارد الطبيعية والادارة المستدامة للنظم البيئية، والتأثيرات الكبرى على البيئة والسكان والمجتمعات المحلية.
وانطلقت التظاهرة الوطنية اليوم الخميس بالعاصمة التونسية والتي ستستمر حتى 19 تشرين الأول/أكتوبر، بحضور المئات من المشاركين، من مسؤولين في القطاع العام وممثّلي الوزارات المعنية والبلديات والأكاديميين والباحثين والخبراء في مجال التّنمية المستدامة إلى جانب القطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل الإعلام بمدينة العلوم بتونس، لمناقشة مواضيع مختلفة تتعلّق بالتحديات الكبرى التي تواجهها تونس أمام خطر التأثيرات المناخية، في إطار ندوات وورشات عمل.
وحول دور المجتمع المدني في الحد من تأثير التغيرات المناخية قالت مديرة المحافظة على الطبيعة بالصندوق العالمي للطبيعة سبأ ڨلوز "كمنظمة ندعم المجتمع المدني المحلي ليقوم بمشاريع ومبادرات محلية للتأقلم مع التغيرات المناخية ونحاول تثمين هذه المبادرات من خلال تشجير بغراسة أشجار الخروب وتركيز الطاقة الشمسية لصغار البحارة"، مضيفةً أنهم يحاولون تغيير وعي الناس وسلوكياتهم للعيش بطريقة أفضل من خلال دعم تطبيق سياسات وزارات الفلاحة والبيئة.
بدورها قالت رئيسة المنتدى الوطني للتأقلم مع التغيرات المناخية نسرين شحاتة إن المنتدى تأسس عام 2021 ويتكون من سبعين عضواً موزعين على أربعة عناصر وهم مجموعة البلديات، مجموعة القطاع الخاص، مجموعة المجتمع المدني ومجموعة الاعلاميين، لافتةً إلى أن "هذه العناصر تمثل الأطراف الفاعلة مع التغيرات المناخية لذلك نعمل بصفة تشاركية لتبادل الخبرات والتجارب فيما بيننا وتثمينها والتعريف بها".
ونوهت إلى أن أسبوع التغيرات المناخية أنطلق بندوات جهويّة بقابس وولاية نفزة ثم انطلقت اليوم الندوات بمدينة العلوم بالعاصمة تونس ويمتد لمدة ثلاثة أيام لتنظيم ورشات قطاعية للتحدث عن التهيئة العمرانية وشح المياه والأنظمة البيئية الساحلية.
وأضافت أن هذا الأسبوع يمكن اعتباره تحضيراً لمؤتمر كوب 29 لتجميع المقترحات وايصالها لأصحاب القرار، معتبرةً أن التغيرات المناخية هي خطر داهم الكرة الأرضية ككل، مؤكدةً أنه في تونس "نلاحظ ارتفاع دراجات الحرارة ومستوى البحار وسواحلنا اصبحت مهددة بالانجراف، كما لاحظنا كيف أن شح المياه بصدد التأثير على الزراعات بمعنى أن الفرد أصبح مهدداً ووجب علينا التحرك لإيجاد حلول مستدامة للتغيرات المناخية إلى جانب التعريف بالعديد من التجارب التي ورثناها عن أجدادنا والتي يجب تثمينها والتعريف بها فضلاً عن أشياء جديدة مبتكرة يجب كذلك التعريف بها".