تونس تعلن عن أول دليل توجيهي لمناهضة العنف ضد المرأة

نظمت الشبكة الأورومتوسطية للحقوق في تونس منتدى الهيئات التنسيقية الجهوية للقضاء على العنف ضد المرأة، وتم الإعلان عن إصدار الدليل التوجيهي لهيئة محافظة منوبة.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تحت عنوان "من أجل تدخل أكثر فاعلية للهيئات التنسيقية الجهوية في مجال القضاء على العنف ضد المرأة" نظم منتدى الهيئات التنسيقية بالتعاون بين الأورومتوسطية للحقوق والمندوبية الجهوية للأسرة والمرأة والطفولة بمحافظة منوبة، وبمشاركة معهد الصحافة وعلوم الأخبار وبدعم من منظمة "دانر" لحقوق النساء.

حضر منتدى الهيئات التنسيقية الذي نظم أمس الخميس 17 تشرين الثاني/نوفمبر، ممثلات المجتمع المدني والإدارات المعنية وبعض الطالبات من معهد الصحافة، وتم التعرف على أهمية العمل الشبكي في مجال التعهد بالنساء ضحايا العنف، ودور الهيئات التنسيقية في التصدي لظاهرة العنف ضد المرأة، كما تم التأكيد على أهمية دورها وكيفية تجاوز المعوقات والصعوبات التي تتعرض لها.

كما تم التطرق إلى الدليل التوجيهي لفائدة الهيئة التنسيقية الجهوية للقضاء على العنف ضد المرأة في مستوى محافظة منوبة والعمل على تعميمه على بقية التنسيقيات.

وفي هذا الإطار، قالت منسقة مشروع دعم المجتمع المدني بالشبكة الأورومتوسطية للحقوق زينب الوكيل إن "المنتدى يمثل أول اجتماع رابط لكافة الهيئات حيث دعونا ممثل عن كل تنسيقية، وتم عرض مشاركة المجتمع المدني في الهيئات التنسيقية لمناهضة العنف ضد المرأة، وكذلك التعرض للصعوبات وتقديم مقترحات حلول والقيام بإعداد تقرير اختتامي سنرسله للمرصد الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة".

وأضافت أن كل هيئة تنسيقية تعمل بمفردها لأن لكل هيئة جهوية خصوصياتها التي تفرض أن يكون لها دليلاً إجرائياً خاصاً بها، موضحةً أنه تم الانطلاق بمحافظة منوبة كنموذج وسيتم تعميمه على بقية الهيئات الأخرى حيث يمكن أن تكون محافظة سليانة هي المحطة القادمة ثم بقية المحافظات تباعاً.

وبخصوص الأطراف المساهمة في إعداد الدليل تقول إن المنتدى نظمته الشبكة الأورومتوسطية للحقوق بدعم من منظمة "دانر" للنساء وبالتعاون مع المندوبية الجهوية للمرأة والأسرة بمحافظة منوبة، والهيئة التنسيقية لمناهضة العنف ضد المرأة، وذلك بعد أن تم دعم قدراتهم حول الدليل التوجيهي في أيار/مايو الماضي.

وأوضحت أنه خلال هذا اللقاء سيتم تعديل الدليل على ضوء مخرجات المنتدى، والعمل على دعم قدرات الهيئات التنسيقية لمناهضة العنف ضد المرأة في كافة محافظات تونس.

وذكرت أنه تم اختيار معهد الصحافة وعلوم الأخبار لاحتضان المنتدى لبعده الرمزي والتأكيد على دور الطلبة والشباب/ات في مكافحة الظاهرة خاصةً وأنهم سيمارسون مهنة الصحافة في المستقبل كمهنة لها دور كبير في التصدي لكل الظواهر السلبية في المجتمع.

وحول انخراط الفتيات في مناهضة العنف ضد المرأة، أشارت إلى أنه من المؤكد أن المنتدى شهد حضور الطالبات والطلبة وشاركوا في النقاش وطرحوا الأسئلة "بالنسبة لنا إدماج الفئة الشابة في حملات توعوية لمناهضة العنف ضد المرأة والتصدي لهذه الآفة من الأهداف الأساسية".

ولفتت إلى أن ظاهرة العنف ضد النساء تزايدت خلال السنوات الأخيرة، وخاصةً ظاهرة قتل النساء والشبكة تحاول دائماً التوعية للتصدي لهذه الظاهرة.

 

 

بدورها قالت القاضية ثريا بويحي إن "المنتدى تناول عمل الهيئات التنسيقية لمناهضة العنف ضد المرأة والصعوبات التي واجهتها وتقديم الدليل الذي تم إعداده في هذا الإطار كوثيقة مرجعية تنظم عمل الهيئة الهيكلي وتحدد مهامها ووظائفها وتنطلق في تنفيذ البرامج".

وبينت أن الهيئة التنسيقية ستعمل على تذليل الصعوبات وتساهم في التوعية والوقاية وإعادة إدماج وتمكين ضحايا العنف من تجاوز آثار العنف ويكون لها دور في الحد من الصور النمطية للنساء والتي تسببت بالتمييز والعنف.

وهذا الدليل يتضمن القواعد التوجيهية التي تساعد الهيئة التنسيقية على التنظيم أي تركيبتها وأعضاؤها ونظامها الداخلي تحديد جدول أعمالها وتحديد مهامها والدور المناط بعهدتها وآليات التنسيق المطروحة وكيفية تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف.

ونوهت إلى قرار وزارة الاسرة والمرأة والطفولة وكبار السن القاضي بوضع التنسيقيات الجهوية تحت إشراف المرصد الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة في اتجاه توافق العمل بين التنسيقيات وحتى يكون بإمكان الأخيرة العمل بنفس الوتيرة وتساعد النساء في الحصول على حقوقهن والتصدي للعنف المسلط ضدهن.