تونس... انتخابات المجالس المحلية تنطلق والمشاركة النسائية هزيلة

انطلقت انتخابات المجالس المحلية في تونس بمشاركة نسائية ضعيفة جداً قُدرت ب 13.1 بالمئة فقط مما سيحول دون مساهمة المرأة في مجالات التنمية بالبلاد.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تنظم انتخابات المجالس المحلية اليوم الأحد 24 كانون الثاني/ديسمبر لأول مرة في تاريخ الانتخابات التونسية، وتعد ثالث محطة انتخابية في إطار المسار السياسي لـ 25جويلية 2021 بعد الاستفتاء الدستوري والانتخابات التشريعية.

بلغ العدد النهائي للمرشحين 7205 مرشح/ـة من بينهم 1028 من ذوي الاحتياجات الخاصة و22،1 بالمئة للشباب دون سن الـ 35 عاماً في حين بلغت نسبة النساء 13،1بالمئة، أي أن تمثيل النساء والشباب ضعيف رغم أنه يعد أفضل مقارنة بالانتخابات التشريعية الأخيرة.  

وحول ذلك قالت مديرة مشروع بشبكة مراقبون رحمة البوحلي "مشروعنا سيكون متواجداً في 501 مركز اقتراع وسيعمل على مراقبة الانتخابات، كما سيتم نشر 300 ملاحظ متنقل لتغطية 279 معتمدية لرصد التجاوزات الخطيرة التي تمس سير العملية الانتخابية وحتى خارج مكاتب الاقتراع".  

وشملت الترتيبات لتجنب حدوث أي تجاوزات "نشر 84 عضو من فريق التنسيق في 27 مركز تجميع لملاحظة إجراء عملية القرعة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة".

وأشارت إلى أن شبكة مراقبون سوف تتواجد بفريق مركزي مع 100متطوع في مركز تجميع البيانات، مبينةً أن دورهم الأساسي الاتصال بالأشخاص في الميدان للتأكد من التقارير الميدانية ومتابعة سير الملاحظين المتنقلين.

وأوضحت أن "مراقبون اعتمدت ما يقارب 1100 ملاحظ مقسمين على 52 بالمئة نساء و48 بالمئة رجال منهم 45 بالمئة شباب ومن ذوي الاحتياجات الخاصة".

وأكدت أن ضعف مشاركة المرأة في الانتخابات المحلية سببه يعود لنظام الاقتراع على الافراد الذي لم يعزز مشاركة المرأة والشباب في الانتخابات على غرار الانتخاب على القائمات وضرورة التناصف الافقي والعمودي، معتبرةً أن الإطار القانوني هو الضامن الوحيد لارتفاع مشاركة المرأة في كل استحقاق انتخابي.  

وترى أن ثقة المواطن في الحياة السياسية تراجعت في كل محطة انتخابية بعد 25جويلية، خاصةً أن الفئات الهشة دائماً هي الأكثر تضرراً، مؤكدةً على عدم الاستسلام أمام هذا الوضع الاستثنائي أو ما وصفته بـ "الغيمة السوداء"، قائلةً "على المرأة أن تتمسك بحقها في المشاركة السياسية والخروج للتصويت اليوم واختيار مرشحها المناسب رجلاً كان أو امرأة".

واعتبرت أن مشاركة المرأة مهمة جداً سواء في المجتمع المدني أو في الحياة السياسية، متسائلةً "إذا ما تركنا المقعد فارغا ماذا سيحدث مع الأجيال القادمة؟".

 

 

عدم احترام النوع الاجتماعي

من جهتها قالت منفذة برامج بجمعية المركز التونسي المتوسطي أحلام منوبية القروي أن المركز أعلن عن الحملة الانتخابية على مواقع التواصل الاجتماعي على أساس النوع الاجتماعي من خلال التعريف بالمشاركة النسائية، التي مثلتها 101 مرشحة من 7 محافظات (سليانة القصرين جندوبة وقفصة وتوزر ومدنين و تطاوين)، طيلة الفترة الممتدة من 2 إلى 22 كانون الأول/ديسمبر الجاري.

وأضافت أن نسبة ترشح النساء للمجالس المحلية ضعيفة جداً وهي أقل من 14 بالمئة، مؤكدةً أن المركز التونسي المتوسطي أجرى 143مقابلة مع المرشحات وقام بتغطية 556 نشاط على الصفحات الشخصية والرسمية والمتاحة على الفيسبوك ومتابعة ظهورهن الإعلامي عن طريق 22 ملاحِظة تم تدريبهن للغرض.

وبخصوص أهم الملاحظات التي تم تسجيلها بينت "تم تسجيل فتور وضعف في الحملة الانتخابية إذ اعتمد نصفهن على وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال المباشر مع المواطنين بسبب غياب التمويل العمومي للحملات".

وذكرت أن 13 بالمئة من المرشحات صرحن أثناء المقابلات الأولية أنهن تعرضن للضغط عندما أعلنَّ عن رغبتهن في الترشح كما صرحت 11.18 بالمئة أنهن تعرضن للتمييز على أساس النوع الاجتماعي عند قبول مطالب ترشحهن، كما كشفت 15 بالمئة منهن أنهن تعرضن للعنف خلال الأنشطة الافتراضية والتنمر والسخرية.

ولاحظ المركز اعتماد المرشحات على خزان انتخاب متكون من العرش، والعائلة وهو ناتج عن التقسيم الجديد للدوائر الانتخابية.

وأشارت أحلام القروي إلى أن 63 بالمئة من المرشحات اللواتي تواصل معهن المركز عن بعد أجرين مقابلات إذاعية وتلفزيونية، واعتبرت 60 بالمئة منهن أن التجربة كانت إيجابية.

وأكدت أن المركز يواصل عمله بملاحظة سير الانتخابات في جميع المراكز وذلك بعد أن أجرى العديد من المقابلات وسيقدم التقرير الأولي بملاحظة الانتخابات المحلية على أساس النوع الاجتماعي.