تونس... المرأة الفلاحة بين صعوبات الواقع وإثبات الذات

تواجه المرأة الفلاحة في تونس العديد من الصعوبات خاصة التغيرات المناخية ونقص التأطير وصعوبات في الترويج ولكن رغم ذلك تكافح من أجل إثبات ذاتها.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ تتواجد المرأة التونسية بنسب مرتفعة جداً في الميدان الفلاحي سواء في إطار الفلاحة العائلية أو كعاملة فلاحية أو كمستفيدة من المواد الفلاحية في التحويل وإعداد منتجات مختلفة.

تعمل المرأة الفلاحة في تونس إما بصفة منفردة أو في إطار تعاونيات لتتجاوز صعوبات الترويج والتعليب، وحول هذا الموضوع قالت أمل نصري درغوثي "نحن مجموعة من الفلاحات والفلاحين نعمل على تحويل القمح المحمودي والبسكري وجناح الخطيفة في محاولة لاستعادة هذه الأصناف الغنية بالبروتين والاستفادة من القمح البيولوجي الصحي".

وأضافت أنهم يعملون ويساهمون في تشغيل اليد العاملة النسائية في تحويل الحبوب والنباتات العطرية والطبية وعسل النحل لإعداد المنتجات، لافتةً إلى أن الوضع الاقتصادي المتردي الذي تمر به البلاد، وكذلك تداعيات جائحة كورونا وتأثير التغيرات المناخية ساهمت في عرقلة التحويل والترويج.

 

 

بدورها قالت هاجر القاسمي اختصاص تقطير أعشاب طبية وإعداد عولة وبرغل وتوابل بمنطقة سجنان بمحافظة بنزرت، إن لديها العديد من الحِرف ولكنها وجدت نفسها في تحويل المنتجات الفلاحية لاسيما وإن الطبيعة الجغرافية للجهة تتوفر على الغابة والنباتات العطرية والطبية.

وأضافت أن والدها فلاح يمنحها القمح والشعير مجاناً لكسب قوتها، وعن التحديات التي تواجهها لفتت إلى أن صعوبة الترويج وعدم القدرة على تعليب منتجاتها لتوفير إمكانية تسويق أفضل خاصة في المعارض، هي من المشكلات التي تعاني منها.

 

 

وتعاني مريم العويني الأمر نفسه حيث تعتبر أن التسويق والتعليب من الضروريات بالنسبة لهن كفلاحات ولمواصلة العمل في نفس المجال يجب إيجاد حل لهذه الصعوبات، مشيرةً إلى ارتفاع أسعار المواد المستعملة في التحويل.

 

 

لطيفة معمّر مربية نحل في منطقة بني مطير بمحافظة جندوبة، تقول إنها تعلمت تربية النحل والتعامل معه من والدها، فضلاً عن التدريب في المجال وهي عملية ليست سهلة بل لم تعد حتى الرجال قادرة على العمل فيها، خاصة أنها تتطلب النقل من مكان إلى آخر بحثاً عن غذاء للنحل والذي تأثر كثيراً بسبب الجفاف وقلة هطول الأمطار، فضلاً عن الحرائق التي طالت الغابات.

وأشارت إلى أن "ارتفاع تكلفة غذاء النحل أثرت على سعره فأصبح مرتفعاً قياساً بالقدرة الشرائية للأهالي، مما أثر على الترويج، ولكن يبقى العسل شفاء لكل داء ونواصل العمل على استخراجه مهما كانت الصعوبات".

 

 

من جانبها قالت العضوة في المكتب التنفيذي بالمنظمة الفلاحية زهرة نفاف أن الفلاحات لا زلن مهمشات تقمن بإعداد منتجات متنوعة لكنهن تواجهن العديد من الصعوبات والمشاكل منها نقص التعليب وصعوبة الترويج، موضحةً أنها ستعمل على البحث عن بعض الداعمين لمساعدتهم على القيام بذلك والقيام بدورات تكوينية للفلاحات يديرها مختصون في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.